أبنائي الاعزاء..

أبنائي الاعزاء..

في الواحد والعشرين من هذا الشهر, نحتفل جميعاً بمناسبة عزيزة على قلوبنا هي عيد الأم, ولا يختلف أحد على الدور الذي لعبته الأم في وجودنا, بل وقبل وجودنا أيضاً, فعندما كنا أجنّة صغاراً, حملتنا في بطنها تسعة أشهر كاملة تمدّنا بالغذاء, وتمنحنا الرعاية والدفء, وعندما خرجنا إلى العالم, ظلت تلك الرعاية متواصلة, فهي لا تهب لنا الطعام فقط, بل تعطينا كل ما نعيش عليه من قيم ومبادئ, والأم مخلوق تعوّد دائماً على العطاء دون أن يسأل عن المقابل, ودون أن ينتظر كلمة شكر واحدة, ووجودها بمثل هذه الصفات لازم لاستمرار الحياة, فهي شيء مثل الطبيعة في سخائها وعطاياها, تمنحك كل ما فيها من عناصر لازمة للحياة دون أن تنتظر لتسأل عن الثمن, شمس وهواء وماء وثمر و.., كلها أشياء تهبها لنا أمنا الطبيعة دون مقابل, والأم تملك في صفاتها العديد من هذه العناصر, فهي مثل الشمس تمنحنا الدفء الذي نحتاج إليه في بداية حياتنا, وتنير أمامنا الطريق حتى المستقبل, وهي مثل الهواء الذي نتنفسه, وعندما نكون أجنّة, تكون الأم هي مصدرنا الوحيد لذلك عن طريق الحبل السري الذي يربطنا بها, وهي في عذوبة الماء ورقّته, ولبنها في حلاوة كل ثمار الدنيا, فيا أيها الأم ما أكرمك, وما أزكاك عند الله حين وضع الجنة تحت قدميك! إن هذا اليوم هو وقفة لنا جميعاً, كي نرد الفضل لصاحبة الفضل, وأن نقول لها كلمة الشكر التي لا توفيها حقها, وأن نقابل بالحب كل ما أعطتنا من حب.

 


 

سيلمان العسكري





صورة الغلاف