الإسلام حضارة


الإسلام حضارة

أكروبات وجمباز وسباقات خيل!
المسلمون يرفهون عن أنفسهم!

كلنا نحب حصة الألعاب, ونعشق الخروج في نزهات واصطياد السمك, ونهوى الترفيه عن أنفسنا, والذهاب إلى النادي أو لأي حديقة لممارسة الرياضة, لأن من لا يلعب مصيره الذهاب للعيادة.

المسلمون أيضًا يحبون الرياضة واللعب حبًا شديدًا, ظهر هذا الحب في الاهتمام بأماكن الرياضة واللعب, بل إن حياتهم اليومية تدلنا على أن الرياضة كانت جزءًا من أسلوب معيشتهم, كما حرص القرآن والرسول, صلى الله عليه وسلم, وصحابته على الاهتمام بالرياضات وتشجيع الناس والصبية على ممارستها.

تقول الآية الكريمة: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل . وهي تحث على تعلم رياضة الخيل للدفاع عن النفس وقت الحاجة.

يقول الأخطل وهو ينصحنا بمحبة الخيل ومراعاتها:

أحبوا الخيل واصطبروا عليها فإن العز فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيعها أناس ضممناها تشاركنا العيالا


ويقصد الأخطل أن مراعاة الخيل وحبها قد تصل إلى منزلة حب الأبناء ورعايتهم, وهو طبعا يبالغ, ولكنه يظهر مدى حب المسلمين للخيل وركوبها وممارسة الرياضات التي تتعلق بها.

قصور مخصصة للصيد

أيام الأمويين أقام الحكام قصورا كانت مخصصة للصيد, يلعب أولادهم فيها دون قيد, أقيمت هذه القصور في صحراء سورية وشرق الأردن, وكانوا يسكنون فيها ويستخدمونها كاستراحات لهم, يأتون إليها ويخرجون لممارسة رياضة الصيد من الصباح, ويملأون الدنيا بالصياح, ثم يعودون في المساء, ومعهم طيور وحيوانات يأكلونها ويشربون حساءها, وتوافرت في كل قصر كل وسائل الترفيه المعروفة في ذلك العصر.

كانت توجد في القصور حمامات وصالات لتدليك الجسم وبركة لممارسة السباحة. ولكن الصيد كان أحب الرياضات إلى المسلمين في هذا الوقت, لأن فائدته كبيرة لهم, فهو يدرب الجنود على الجري, وركوب الخيل, واتزان أجسامهم عليه حتى أثناء القتال والحرب. واشتهر يزيد بن معاوية بحب الصيد, وكان يمتلك الكثير من الصقور والنسور والفهود, ويقتني أنواعًا نادرة من الطيور.

للتسلية فقط!

في عصر الدولة العباسية, انتشرت ألعاب التسلية كالنرد (الطاولة) والشطرنج, ولكن كانت سباقات الخيل أحب الألعاب إلى العباسيين. وخصص المماليك ساحات كبيرة لممارسة الصيد وألعاب الفروسية, كما عرفوا لعبة الكرة والصولجان, المعروفة الآن بلعبة (الكروكيه), كما مارس المماليك الرياضات الحركية, والجري وألعاب الكرة.

من المدهش أن السلطان بيبرس, الذي يعرفه الكثير منا بأنه دافع عن المسلمين ضد المغول المخربين, هذا السلطان الهمام, كان يحب الرياضة كثيرًا, حتى أنه كان يأمر جنوده بارتداء أحسن الأزياء, ويركب كل منهم فرسه بخيلاء, ثم يسيرون, حتى يصلوا إلى الميدان العام, بينما تزدحم ساحة الميدان, للفرجة على الفرسان, كان يتكرر هذا المشهد كل خمسة أيام.

حكايات الجمباز والأكروبات

ربما لن تصدقني إذا قلت لك إن المسلمين مارسوا رياضة الجمباز, ولكنها الحقيقة, ولتعرف أكثر انتظر معي دقيقة, كان عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, يقفز من فوق ظهر جواده ببراعة شديدة, ومهارة حركية فريدة, والمدهش أنه كان ينهي قفزته بثبات عجيب.

ثم انتشرت ألعاب الأكروبات والجمباز والبراعة الحركية, وكانت من أهم الرياضات التي يحرص الحكام على رعايتها داخل قصورهم, للترفيه عن ضيوفهم, وعلى فكرة, توجد الكثير من الرسومات واللوحات الجميلة التي تصف تلك الألعاب.

 

 


 

هيثم صبري