قرية الورد والياسمين


قرية الورد والياسمين

أطفال من جنين

تصوير: ثمين الدربي

تقوم مدينة جنين في قلب فلسطين, على البقعة التي كانت تقوم عليها مدينة (عين جنيم) العربية الكنعانية; وتعني (عين الجنائن). وقد سُميت بهذا الاسم بسبب الجنائن التي تحيط بها. وفي عهد الرومان كان في بقعتها قرية ذكرت باسم (جيناي) من قرى سَبَسْطية. فتحها العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي وعُرفت بهذا الاسم (جنين) حتى يومنا هذا.

تعتبر مدينة جنين حلقة وصل بين الطرق القادمة من نابلس, والمتجهة إلى حيفا, والناصرة, والقدس. وتقع إلى الشمال من مدينة نابلس, وتبعد عنها 41 كيلومترًا, وترتفع 250مترًا عن سطح البحر, بلغ عدد سكان جنين في عام 1922 (2637) نسمة. وعام 1945 (3990) نسمة. وعام 1961 (14402) نسمة. وعام 1967 (13365) نسمة بمن فيهم سكان مخيم جنين. وعام 1987 (17534) نسمة. وعام 1996 ووفقاً للإحصاء الفلسطيني بلغوا (23802) نسمة. وعدد سكان مخيم جنين بلغوا (9062) نسمة. كانت جنين تضم قبل نكبة 1948 ودخول الاحتلال الإسرائيلي حوالي (70) قرية كبيرة وصغيرة وبعد النكبة اقتصرت على 19 قرية.

من المعالم التاريخية في جنين وجوارها: المسجد الكبير الذي أقامته السيدة فاطمة خاتون, ابنة محمد بك السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري, ومثل باقي مدن فلسطين صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساحات شاسعة من أراضي جنين وقراها وأقامت عليها المستعمرات ويبلغ عددها حوالي عشر مستعمرات.

وهذه أسماء القرى فيها: بلدة عرابة , بلدة سيلة الظهر , قرية الكفيرات , قرية إفراس , قرية جلبون , قرية مركة , قرية نورس , قرية الرامة , قرية فحمة , قرية كفر قود , بلدة يعبد , قرية الجنزور , قرية نزلة زيد , قرية عجة , قرية زبدة , قرية البارد , قرية بيت قاد , قرية برقين , قرية طورة الغربية , قرية برطعة, قرية الزاوية, قرية مصمص, قرية صانور, قرية عطارة, قرية جبع, قرية الجديدة , قرية صندلة , قرية سيريس, قرية مثيلون, قرية جربا, قرية صير, قرية جلقموس, قرية عنزة , قرية عين نينة, بلدة قباطية, قرية فقوعة, قرية مسيلة, قرية تلفيت, قرية الكفير, قرية رابا, قرية المزار, قرية عرفة, قرية ام التوت, قرية المغير, قرية سيلة الحارثية, قرية دير ابو ضعيف, قرية تعنك, قرية رمانة, قرية عانين, بلدة اليامون, قرية اللجون, قرية كفر دان, قرية الزبابدة, قرية زبوبة, قرية دير غزالة, قرية زرعين, قرية عربونة, قرية الجلمة, قرية الفندقومية التي زارها المصور (ثمين الدربي) والتقط فيها صورا لأصدقائكم أبناء فلسطين.

تقع قرية الفندقومية إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين , وترتفع عن سطح البحر 410م , وتقوم هذه القرية على البقعة التي كانت عليها قرية (بنتاقوميا) في العهد الروماني , والتي كانت تعرف قديماً بـ(سانتا قوميا), أي باليونانية (القرى الخمس), وهي تطل جنوباً على قرية (برقة), ومن الشرق على سفح جبل, ومواقع أثرية في خربة كوبوبا. تبلغ مساحة اراضيها 4079 دونماً.قُدر عدد سكانها في عام 1922 بـ(327) نسمة. وفي عام 1945 (630) نسمة, وتحتوي القرية على مغارات ومدافن وآثار بقايا قديمة. وحين رأيت الصور الكثيرة للورد الجميل بها أسميتها: قرية الورد.

أسس المحتلون الصهاينة مستعمرة حومش في العام 1980, على السفوح الشمالية لجبال الضفة الغربية وبالتحديد على جبل يسمى (العتيبات), وعلى تلة قرية (الفندقومية) وأقيمت (حومش) بهدف السيطرة الأمنية على طريق جنين - نابلس, حيث احتلت ما مساحته 923 دونماً.

بعد مصادرة الأراضي الزراعية لأهل الفندقومية الفلسطينيين لإقامة المستعمرة, اضطر بعض سكان المنطقة الى الهجرة من أجل طلب الرزق في مناطق أخرى خاصة من المزارعين, لكن الغالبية العظمى من السكان ما زالت باقية في بيوتها وقراها.وتقول سيدة فلسطينية إنها تعاني من المستعمرة وأهلها, لأنه بحلول المساء لم يكن أحد يستطيع مغادرة المنازل لأن أبراج المراقبة وحراسة المستعمرة كانت للفلسطينيين بالمرصاد تقيد حركتهم وتتحكم بحياتهم, وقد تحاصرهم بالرصاص أثناء رعايتهم للماشية أو الزراعة.

بعد أن بدأ الاحتلال يترك المستعمرة ويعيد الأرض لأهلها المقاومين, بدأ البعض يستعيد بساتينه وحقوله ومراعيه. الحاج أبو صلاح من قرية برقة التي قامت على أراضيها مستعمرة (حومش) وفقد أكثر من 22 دونما من أرضه المزروعة بأشكال شتى من أنواع الفاكهة الصيفية, قال ) حتى اليوم لا زالت أشجار التين التي زرعتها بيدي موجودة, وكان المستوطنون الإسرائيليون ينعمون بثمارها كل عام, في حين بقيت أنا وأولادي وأحفادي بلا أرض وبلا من يعيلنا طيلة أعوام طويلة..), ويضيف الحاج أبو صلاح: (من حقي أن أفرح, لم أكن لأصدق يوما أن أرضي التي سلبت مني قبل أعوام طويلة, ستعود يوما, وأنني سأصحو يوما على مشهد سارقيها وهم يرحلون.. لقد سببوا لنا الكثير من الأذى, النفسي والمادي).

الأعداء أيضا لا يصدقون أنهم أعادوا الأرض لأصحابها, لذلك يعتدون عليهم من حين لآخر, وتعود الدبابات أحيانا لإزعاج أصحاب الأرض, ففي ذات صباح توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الفندقومية, جنوب غرب مدينة جنين, وداهمت منزل المواطن تيسير جميل شومر, المكون من طابقين والقريب من مستوطنة حومش المخلاة. وبعد ذلك أغلق الجنود الباب, وصعدوا إلى الطابق الثاني, حيث يوجد أفراد العائلة البالغ عددهم 7 أشخاص, خمسة منهم من الأطفال, وتحت تهديد السلاح أجبروهم على الدخول في إحدى الغرف ووضعوا جنديين يحرسانهم, وباشروا بتفتيش المنزل بطريقة استفزازية تخلو من أي مشاعر إنسانية.

لكن ذلك لم يمنع الأطفال الصامدين من العودة إلى الحياة الطبيعية بعد مغادرة قوات الاحتلال, وعادت ضحكاتهم تملأ قرية الفندقومية, وباقي قرى جنين, لأن الحياة في فلسطين لن تموت.

 


 

أشرف أبواليزيد

 




أولاد وبنات من (جنين)





أولاد وبنات من (جنين)





1- قرية (الفندقومية) إحدى قرى مدينة جنين 2- خان قديم في مدينة نابلس القديمة هدمته جرافات الاحتلال لتعبر إلى المقاومين 3- شجرة كرز بين أشجار الزيتون (قرية الفندقومية)4- دالية .. متسلقة كما هي دائماً





أخ وأخت من (جنين)