قصة نجاح عالم فلك


قصة نجاح عالم فلك

العالم الفلكي (عادل حسن)
يدعونا إلى بيته (علاء الدين)

زارته: حصة الشميمري

استقبلني عند مدخل بيته بحفاوة بالغة, أردته أن يتأخر قليلاً قبل أن أدخل إلى صالة الاستقبال في بيته في منطقة (الفنطاس) لأرى كل جوانب حديقته المصممة بطريقة مبتكرة جميلة, فتح الباب, لم أنتبه له, لقد كنت مشدوهة بجمال التصاميم الغريبة, رحب بي وأشار بيديه إلى مدخل البيت الذي يحمل سقفه تماثيل منحوتة من الخزف, وبالقرب من الباب الرئيسي كان هناك تلسكوب طوله 3 أمتار تقريبًا يوضح للزائر هوية صاحب البيت العالم الفلكي (عادل حسن محمد).

إنه يسكن فعلا في بيت (علاء الدين) كما يطلق عليه البعض, ويعتبر هذا البيت من أعماله المميزة من حيث التخطيط والتصميم, سواء الأعمال الخارجية أو الداخلية, بالإضافة إلى الديكورات والألوان التي صممها من بنات أفكاره, بطراز مغولي فريد, ويبدو من الخارج كأحد البيوت التي سادت في فترة روايات ألف ليلة وليلة والسندباد وعلاء الدين, ويعلوه أربع قباب من طرازات مختلفة. لوحات عالمية تعطي الزائر انطباعًا وكأنه في متحف فني.

جلست في ركن طاولة مستديرة مغطاة بنقود ورقية ونقدية قديمة يكسوها غطاء زجاجي للحماية, ويستخدمها كطاولة طعام وضيافة.

طلبت قلمًا لأني لم أستطع الكتابة بقلمي الرصاص المكسور, الذي اعتدت الكتابة به, فأعطاني قلم جيبه الخاص وقال: هذا القلم عمره 30 عامًا, ولم يعد الناس يستخدمون مثل هذه النوعية من الأقلام, لأنها انقطعت منذ فترة بعيدة جدًا, وقبل أن تنقطع اشتريت كمية لابأس بها, ووفرت لها الحبر اللازم والآن أستورد الحبرمن أمريكا حتى أحتفظ بهذه الأقلام الأثرية.

  • ماذا يعني لك علم الفلك?

- علم الفلك, هو العلم الذي وجدت نفسي فيه بلانهاية, علم ثري شائق, دخلت فيه, ووجدت لي مساحة.

  • ما الذي دفعك إلى عالم الفلك?

- منذ الصغر, كنت دائمًا أخطط لعمل تجارب, وأنفذها بطريقة بدائية, ولم أكن مثل باقي أقراني, فقد كنت محبّا للعلم والتجارب, وقتها كنت ضمن فريق الكشافة, وكان من فقراته معرفة الاتجاهات شمال وجنوب, ومراقبة السماء والنجوم, كنت أقطن وقتها في قرية (الشعيبة) في جنوب دولة الكويت, وهي قرية كان لا يوجد فيها إضاءة إلا إضاءة النجوم, أستعين بكبار السن ليفسروا ويقرأوا لي حركات النجوم, ولاحظت اختلاف آرائهم وتفسيراتهم, لذلك قررت أن ألاحظ وأدرس بنفسي علم النجوم, وبدأت ألاحظ الشمس كل يوم, واختلاف شروقها وموقعها, وأرسم فوق سطح بيتنا هذه المواقع, إلى أن اكتشفت أن الشمس تغير موقع شروقها وغروبها, كوّنت جهازًا يساعدني أكثر في القياس, ويساعدني في قياس ارتفاع النجوم عن الأفق وهو ما يسمى حاليًا بـ(الربع).

وفي الجامعة, دخلت قسم الجغرافيا بالإضافة إلى انضمامي لدورات عدة في الجغرافيا الفلكية (علم المجموعة الشمسية) وتكوّن (النظام الفلكي) وخلال ذلك كنت مستمرًا في فريق الجوّالة, وأقدم دورات لهم ومحاضرات عن الاتجاهات ومعرفتها عن طريق النجوم, وهذه المعلومات التي أقدمها تجعلني أقرأ وأستزيد وأبحث أكثر, وخاصة أنهم كانوا يسألونني دائمًا, مما يضطرني إلى البحث والاستفادة, وبدأت أقرأ كتب العالم الفلكي العربي الدكتور صالح العجيري) في أوائل السبعينيات, وللآن أقرأ كتبه, وكل الكتب التي أصدرها, حتى أستزيد وأستفيد, واشتركت أيضًا في مجلات وكتب عالمية خاصة بعلم الفلك, إلى أن كوّنت لنفسي فكرًا جديدًا وخاصًا, كنت أنشره عبر الصحف, وبدأ الناس يسألونني وهذه خير وسيلة للتعلم, وفي سنة 2001 أصدرت التقويم (الرزنامة) الأول.

  • هل هناك هوايات أخرى تستحوذ على اهتماماتك?

- هناك هوايات كثيرة, لذلك لم أشعر نهائيًا في حياتي بملل من الأعمال والهوايات التي أمارسها, ولكني أمل كثيرًا عندما أقف في إشارة مرور, أو شارع مزدحم, أو في طابور في مستشفى, لذلك آخذ كتابًا يرافقني في كل مكان, وأصبحت الكتب هي شريكة حياتي, وأملك 8 آلاف كتاب, ومازلت أجمع منها الكثير, ولدي أيضًا مخطوطات فلكية نادرة وقيّمة جلبتها معي من مصر, كما أحب أن أجمع أشياء مميزة مثل المحافظ والنقود والسيارات, وأهوى الموسيقى, وأستطيع أن أعزف على أي آلة, وأعشق الرسم, أقتني لوحات عالمية أتعلق ببعضها تعلقًا شديدًا مثل هذه اللوحة المعلقة في صدر الصالة, وهي من الفن الانطباعي, وأخذت شهرتها في أوائل القرن التاسع عشر, للفنان (موينيه), وهذه اللوحة أعلقها في مكان عندي في البيت حتى تكون أمام ناظريّ. وقد دفعني حبي للرسم إلى رسم خريطة لنجوم السماء.

  • ما أهميتها?

- هذه الخريطة فيها رسم لكل نجمة في السماء, مثل الثريا والجوزاء والعقرب وغيرها, في طريقة ترتيبهم في السماء وتشكيلهم, وفائدتها معرفة الطرق والمواقع, وقد أهديتها لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر رحمه الله عام 1989م للاستفادة منها في مدارس التربية.