أرنب بري من أجل الشبل

أرنب بري من أجل الشبل

يعرف الأسد العجوز أن ابنه الشبل يحب اللحوم الصغيرة, لا يدري لماذا تلح عليه فكرة أن يهدي ابنه هدية يحبّها, منذ الصباح وهو يفكّر في أمر هدية لابنه. طاف الغابة كلها إلى أن نجح أخيراً في اصطياد أرنب بريّ شارد في البراري. وعندما أمسكه بين يديه, فرح كأنه لم يفرح من قبل. ابتسم ابتسامة خفيفة, وقال في نفسه: لاشك أن ابني سيسعده كثيراً هذا الأرنب البريّ, إنني أتخيّل مدى فرحه بعد أن يلتهم هذه الفريسة الطرية, سيمسح شواربه بيده القويّة, ثم يرقص ويغني ويملأ المكان ضجيجاً ومرحاً.

كان الأسد العجوز في غاية البهجة وهو مسترسل في أفكاره, لدرجة أنه لم ينتبه لمجموعة الحيوانات التي قابلته في الطريق, وألقت عليه السلام, ولمّا لم يرد, مدّ الفيل خرطومه إليه وقال له:

- فيم تفكّر أيّها الملك?

عندئذ, انتبه الأسد إلى الحيوانات, فابتسم, معتذراً عن شروده, وقال لهم:

- معذرة يا أصحابي, فأنا أريد أن أرجع للبيت بسرعة, قبل أن يخرج ابني لأنني اصطدت له أرنباً برياً طريّ اللحم, وسوف أعود إليكم حالاً لنبدأ جولتنا معاً.

وما إن أكمل جملته حتى تركهم ومضى.

نظرت الحيوانات بعضها إلى بعض في أسى, وقال القرد:

- مسكين ذلك الأسد الطيّب.

أمّا الزرافة, فقد أسرعت إليه بخطوات قافزة, عارضة عليه أن يذهب معهم في رحلتهم الاستكشافية, لكنّه زأر في وجهها, فعادت إلى أصحابها, وهي تمصمص شفتيْها.

دخل الأسد إلى البيت, وعندما نظر في أرجائه, ووجد كل شيء ساكناً وهادئاً, تذكّر أن ابنه قد مات منذ أعوام, في المعركة التي صدّ فيها الهجوم الضاري لأسود الغابات الحارّة.

استند الأســد العجــوز إلــى جــذع الشجرة, وسقطت دمعتــان نديّتان من عينيه وتمتم: آه يا بني, معذرة, يجب ألا ننسى بعد اليوم.

 

 


 

السماح عبدالله