أبنائي الاعزاء..

أبنائي الاعزاء..

للطبيعة أسرارها الكثيرة، والربيع هو واحد من هذه الأسرار، ففيه تستعيد دورة الحياة نشاطها بعد أن توقفت قليلاً في الشتاء، ففي البلاد الباردة، تدخل الحيوانات مرحلة من النوم العميق تسمى البيات الشتوي.وفي بلادنا، تتوقف البذور عن الإنبات كأنها تمنح لنفسها وقتاً من الراحة ثم ما تلبث مع قدوم الربيع أن تستعيد نشاطها. إنه الشهر الذي تستيقظ فيه الطبيعة من نومها فتتدفق العصارات داخل الأشجار، وتتفتح الأزهار، ويطن النحل بحثاً عن رحيق الزهر ليصنع منه قطرات العسل. وأنت يا صديقي الصغير يجب أن يكون لك ربيعك الخاص، فهذا الشهر يعني أن الامتحانات قد أصبحت على الأبواب، وعليك أن تبعث في داخلك عصارات النشاط والحيوية حتى تراجع كل دروس العام وتجعل ذهنك متفتحاً مثل الزهر.

أنت لا تحتاج إلى جهد كبير بقدر ما تحتاج إلى تنظيم وقتك، فلا ضرورة للسهر المبالغ فيه لأنه يضعف من درجة تركيزك، ولا تكثر من تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة لأنها لن تضيف شيئاً إلى حواسك. كل ما عليك أن تقرأ بعينيك وأن تفهم بعقلك لأن الفهم هو أفضل الطرق للاستيعاب، ومهما بذلت من جهد في حفظ أشياء لا تفهمها، فلن تبقى في ذاكرتك طويلاً. إن مهمة المدرس في المدرسة أن يفتح أمامك مغاليق أي درس، وهو مجرد بداية، أما الشيء الأساسي فهو علاقتك بالكتاب. عليك التأكد أن الكتاب يحتوي على كل الأشياء التي تبحث عنها، وإذا قرأته بعناية، فلن تجد فيه شيئاً غامضاً، فالغموض لا يحدث إلا حين تقرأ بسرعة ودون فهم، أو بمعنى آخر، تقرأ سطراً وتترك سطراً. وختاماً كن نشطاً كالربيع حتى تتفتح كالزهرة.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف