العالم يتقدم

العالم يتقدم

الأمان .. في الطيران

نسمع ونشاهد أحيانا, حوادث تقع للطائرات, ويذهب ضحيتها عدد كبير من المسافرين. ولهذا يقوم دائما خبراء الطيران, باكتشاف الوسائل التي تضمن توافر عنصر الأمان في الطائرات الحديثة, مما يقلل من فرص تعرضها لحوادث نتيجة وجود عيوب فنية بمحركاتها, أو في هياكلها وأجهزة الكمبيوتر التي تقوم بتشغيلها.

وهناك تجارب تقام في مصانع الطائرات العالمية, لتحقيق الأمان في الطيران ومن أحدث هذه التجارب, تلك التي تجرى على مدى ملاءمة جناحي الطائرة للطيران السريع أو البطيء وأثناء الارتفاع والهبوط.

وتستخدم في إحدى هذه التجارب, أدخنة حمراء وزرقاء وخضراء, تندفع من أماكن خاصة فوق الأرض, وتبين ـ بالألوان ـ ما يحدثه جناحا الطائرة من (تدفق دوامي) للهواء, عند ارتفاعها عن الأرض. وبدراسة هذه الظاهرة يمكن تصميم أجنحة طائرات أكثر قدرة على اختراق الهواء, ومن ثم التقليل من التعرض لكوارث طيران.

المجالات المغناطيسية.. تكشف المرض

هل تعلم أن في داخل جسمك مغناطيسات دقيقة جدا, يمكن بواسطتها التعرف على أي مرض تعاني منه? فقد اتضح للعلماء أن خلايا أجسامنا إذا تعرضت لمجال مغناطيسي, فإنها تطلق طاقة معينة, يتم امتصاصها وقياسها ومن ثم التعرف على مدى كفاءة هذه الخلايا, والتي تكوّن كل أنسجتنا وأعضاء أجسامنا, وكأن خلايانا منغاطيسات بالغة الدقة.

ويتم هذا, بواسطة جهاز يطلق عليه (جهاز الرنين المغناطيسي النووي). ويتكون جهاز الرنين المغناطيسي النووي, من مغناطيس كهربي قوي, يولد مجالات مغناطيسية قوية. وعندما يرقد المريض داخله, ويسلط عليه المجال المغناطيسي, فإن الأنوية (جمع نواة) الموجودة داخل خلاياه, تصطف بشكل معين. وبمجرد توقف الجهاز, فإن هذه الأنوية ترجع إلى حالتها الأصلية, مطلقة موجات راديوية ضعيفة, وهذا ما يعرف بـ (الرنين). ويتم التقاط هذا الرنين بواسطة جهاز استقبال خاص, ويستخدم كمبيوتر في تحليله ورسم صورة دقيقة ملونة, للأجزاء المراد دراستها في الجسم.

وقد أمكن بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي النووي, التقاط صور تبين اضطرابات المخ والأعصاب وعضلات القلب, وكذلك التعرف على أمراض الرئة وأمراض الكبد ومشاكل الدورة الدموية. ويتميز هذا الجهاز بالدقة التامة في تشخيص الأمراض.

الضفدع الآلي.. النطّاط

الضفدع الآلي النطاط, أحدث روبوت قامت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا), بتصميمه لكي يوضع فوق عدد من الكويكبات التي تجوب المجموعة الشمسية في شكل شريط, بين مداري كوكبي المريخ والمشتري. والكويكب عبارة عن كوكب صغير لا يتجاوز قطره ـ في الأغلب ـ عدة كيلومترات.

ويهدف مشروع (الضفدع الآلي النطاط) إلى استخدام روبوتات ضئيلة الحجم, لها القدرة على القفز ـ مثل الضفدع الفعلي ـ إلى ارتفاعات قليلة لا تتجاوز عدة أمتار فوق سطح الكويكب, حتى تتجنب التضاريس المرتفعة والمنخفضة مما قد يعيق سيرها ومن ثم أداءها لمهامها.

والمهام المنوطة بالضفدع الآلي النطاط, التعرف على طبيعة الكويكبات وحساب مداراتها, فبعض هذه الكويكبات يقترب أحيانا من كوكب الأرض مما يمثل خطورة على الأرض واحتمال الاصطدام بها.

وكذلك هناك ضفادع آلية نطاطة للهبوط فوق الكواكب الأخرى, والبحث عن إمكانية وجود مياه بها, وأيضا الوصول إلى أماكن لا تستطيع المركبات الفضائية العادية الوصول إليها.

ويزن الضفدع الآلي النطاط عدة كيلوجرامات فقط, وهو مزود بكاميرا بالغة الحساسية, يمكنها أن تعمل في الظلام باستخدام الأشعة تحت الحمراء, بالإضافة إلى خلايا ضوئية لاستغلال أشعة الشمس في توليد الطاقة لها, وأجهزة إحساس لقياس درجات الحرارة والضغط الجوي, وكمبيوتر دقيق لتلقي الأوامر من مراكز المتابعة الأرضية, والتحكم في عمليات التشغيل.

محاربة التلوث.. بالليزر

تعد أشعة الليزر من أهم الاكتشافات التي تمت في الستينيات من القرن العشرين, وأصبحت لها استخدمات مذهلة في الطب والصناعة ومجالات أخرى متعددة, حتى لقد أطلق على أشعة الليزر (الأشعة الساحرة).

وتتميز أشعة الليزر بأنها نقية وذات اتجاه واحد. ويمكن التحكم في شدتها. بحيث يستطيع الأطباء استخدامها في إجراء عمليات شبكية العين, كما يستعملها المهندسون في لحام أجزاء السيارات.

ومن أحدث استخدامات أشعة الليزر, توجيهها فوق المدن التي تعاني من تلوث البيئة, للتعرف على حجم التلوث وطبيعة المواد التي أحدثت هذا التلوث. وذلك تمهيدا لوضع الخطط الكفيلة بالقضاء على التلوث.

ويتم هذا بواسطة أجهزة توضع فوق أحد المباني المرتفعة, ثم تطلق منها أشعة الليزر بكثافة معينة ومدى محدد, إلى الهواء الجوي على ارتفاعات مختلفة وفي اتجاهات متباينة. وعندما تصطدم هذه الأشعة بالمواد التي تسبب التلوث في الجو, ترتد إلى العلماء ـ الذين يشغلون جهاز الليزر ـ وتظهر على شاشات صغيرة أمامهم, وبدراستها يمكن التعرف على طبيعة المواد التي ارتدت عنها.

 


 

رءوف وصفي





الأمان.. في الطيران





المجالات المغناطيسية.. تكشف المرض





الضفدع الآلي.. النطّاط





محاربة التلوث.. بالليزر