|
هبة عنايت.. الرجل الذي كان يعطي الطيور ألوانها*
شعر: يسري خميس
رسوم: حلمي التوني
الطيور تناديك يا هبة الله
تصرخ لا, لا يجوز!
لا يجوز بحق السماء أن تتوقف!
تسألني الطيور:
لمن إذن تلال اللون تلك?
تلك التي تملأ الكون صخبا وهياجا
الأزرق المدلوق فوق القنزعة
والأحمر العقيق تحت الصدر
والأصفر الراقد في المنقار الكهرمان الحر
والأخضر الزبرجد الذي يفترش الجناح يستقر
والأسود الأبلق عند حافة الذنب
ومالك الحزين
ماذا عساي أن أقول للطاووس
الآتي مشيا على قدميه من بلاد الصين يسألني عنك?
غاضبًا يقول: بعد لم يرسمني!
لا, لست وحدك, كلنا هبة الله, هبة الله تُعْطَى وتؤخذ وقتما يشاء.
----------------------------------
* رحل عن عالمنا الرسام الكبير هبة عنايت, الذي تابعه قرّاء العربي الصغير وهو يرسم (طيور بلاد العرب). هذه القصيدة تحية إلى ذكراه.
|
|