مـامـا فـاطمة والأطفال العصافير... والحكايــات الجميلــة

مـامـا فـاطمة والأطفال العصافير... والحكايــات الجميلــة

ذات يوم أراد طفل صغير أن يعرف ما هو الوطن. كان يسمع هذا الاسم يتردد طويلاً في الأناشيد والأغاني والأحاديث. وكان السؤال كبيراً بحيث لا يستطيع الطفل أن يجيب عنه بمفرده. لذلك بدأ يسأل كل الأشياء من حوله. سأل القمر الساطع في السماء. وشجرة البرتقال التي تهب الثمر للجميع. وسأل الطين الأسود والنيل العظيم المليء بالماء العذب والشمس الذهبية التي تهب الدفء والهواء المنعش, وأخيراً سأل جدته لتقول له : إن الوطن يتكون من كل هذه الأشياء ومن الأهل والأقارب, وهو يتكون من الجدة أيضاً التي تمثل التاريخ والبقاء على أرض الوطن.

هذه واحدة من عشرات القصص الجميلة التي كتبتها فاطمة المعدول, وهي في هذه القصة مثل بقية القصص التي ألفتها تحاول أن توصل لك ولأصدقائك من الأطفال كل المعاني الكبيرة من خلال مثل هذه القصص البسيطة.

ففي قصة عشر بالونات, تحاول أن تقرّب عالم الألوان من خلال طفلة أحضرت لها أمها عشر بالونات في عيد ميلادها, كل واحدة منها تحمل لوناً, وهي تحاول أن تجد نظيراً لهذه الألوان في عناصر الطبيعة المختلفة.

أما في قصة الكتكوت الأبيض, فهي تحكي عن استمرار الحياة من خلال تتبعها للبيضة التي تفقس ليخرج منها طائر ويضع الطائر بدوره بيضاً ليخرج منه طائر جديد. إنها دورة الحياة تحكيها بصورة بسيطة ومركّزة.

طاقة من النشاط

وفاطمة المعدول ليست كاتبة أطفال عادية, ولكنها كتلة من الحيوية والنشاط, وخاصة في مجال عالم الطفل. وكل المهتمين بهذا المجال في مصر وفي العالم العربي يعرفونها. فهي لم تكتف بالجلوس خلف مكتبها لتخاطب الطفل, ولكنها حوّلت تلك الطاقة التي بداخلها إلى أنشطة وبرامج تسعد كل الأطفال في مصر. وقد شغلت مناصب عدة في إدارة الثقافة الجماهيرية, وهي إدارة مهمتها إيصال النشاط الثقافي إلى كل مكان في مصر, سواء كان قرية أو مدينة. والكثير من الأطفال يطلقون عليها (ماما فاطمة) من كثرة ما يرونها وهي بينهم.

الأطفال العصافير

وماما فاطمة - كما تحب أن يناديها الجميع - تشغل الآن منصب مدير المركز القومي لثقافة الطفل. وقد شهد هذا المركز نشاطاً كبيراً منذ أن تولت هذا المنصب. وأصدر العديد من الكتب المهمة. ولعل أهمها هي تلك الكتب التي تبرز نشاط المعوقين. وهي تشبه هؤلاء الأطفال بالعصافير الصغيرة والضعيفة, ولكنها رغم ذلك تستطيع التحليق والتغريد بأصوات جميلة وشجيّة. وهي ترى أن هؤلاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يتميزون برقة الأحاسيس ورهافة المشاعر والحاجة الدائمة إلى الحب والصبر والاهتمام. من أجل ذلك, أصدرت سلسلة متتابعة من الكتب تحتوي على قصصهم ورسومهم وأحلامهم. بل إنها قد كتبت قصة بعنوان (شريف البطل) تحكي عن واحد من هؤلاء المعوقين الذي كان يتحرّك ببطء شديد ولا يسمع إلا بصعوبة, ولا يستطيع الأكل والشرب بسهولة, ورغم ذلك عندما جاء إليه الأمل في ممارسة الحياة مثل الأصحاء والاشتراك في الألعاب الرياضية, تغيّرت كل حياته وأصبح بطلاً حقيقياً في رمي الجلة. إنها قصة حقيقية, ولكن ماما فاطمة حوّلتها إلى صورة نابضة بالحياة

 


 

محمد المنسي قنديل





عشر بالونات





غني معي يا أمى





غابة الحرية





شريف البطل