ابنائي الاعزاء..

ابنائي الاعزاء..

في هذا العدد تجدون استطلاعا عن واحد من أشهر بحار العالم هو البحر الأحمر الذي يفصل بين قارتين هما آسيا وإفريقيا. وتأخذنا صور الاستطلاع إلى أعماق هذا البحر الزاخر بالحياة والمخلوقات المتنوعة, وفي هذا البحر مثل غيره من بحار العالم يكمن مستقبل البشرية على هذه الأرض. فمنذ زمن بعيد والعلماء ينبهون إلى أن الزيادة في سكان العالم تهدد كمية الغذاء التي تنتجها الأرض. وسوف يأتي يوم تعجز فيه الأرض مهما بلغت طاقتها في التقدم الزراعي عن توفير الغذاء لبلايين البشر. والسبيل لمواجهة هذه المشكلة ليس مكلفا مثل مشروعات الصعود إلى الفضاء والبحث عن كواكب صالحة للعيش والحياة ولكنه يكمن في الهبوط إلى أعماق البحار, فالبحار مليئة بالأسماك التي تعتبر مصدرا جيدا للبروتين, وهو غذاء مأمون لأنه خفيف على المعدة ولا يترك أي آثار جانبية مثل البروتين الحيواني. كما أن الطحالب المنتشرة في الكثير من الأعماق تصلح لأن تكون مصدرا للمواد الكربوهايدراتية التي يمدنا بها الخبز وغيره من المواد النشوية. أي أن البحار التي تمثل أربعة أخماس حجم العالم يمكن أن تمدنا بوجبة شهية ورخيصة وفي متناول اليد لو أن العالم اتجه إليها وأحسن استثمارها. المشكلة التي تواجهها العديد من دول العالم هي أن كثيرا من البحار التي تحيط بها قد أصبحت ملوثة. والسبب في ذلك هو الإنسان, فهو يلقي فيها بكل نفاياته دون أن يأبه إذا كانت مياه البحر قادرة على التعامل مع هذه النفايات أم لا. وهو يصيد أحيانا بطريقة عنيفة تدمر الثروة البحرية ولا تحافظ عليها. إن العالم كله مطالب بأن ينقذ البحار, وسواء كنت فرداً صغيراً أو مؤسسة كبيرة عليك أن تدرك أن المستقبل يكمن تحت هذه المياه الزرقاء. من أجل ذلك عليكم يا أصدقائي الأعزاء أن تدركوا أن البحار ليست مجرد مياه مالحة ولكنها ثروة يجب علينا جميعا أن نعتني بها.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف