الأعاصير... القوة العمياء

في عام 2005 ضرب العالم أكثر من عشرين إعصارًا, وكان أشهرها إعصار كاترينا وإعصار ريتا, ولقد تسببت الأعاصير في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات, وسنحاول إلقاء بعض الضوء على الأعاصير كظاهرة طبيعية لا يملك الإنسان شيئًا أمام قوتها الضارية.

ما الأعاصير? وكيف تتكون?

الأعاصير هي عواصف هوائية تدور بشكل حلزوني عنيف, وهي تتكون عادة فوق البحار الاستوائية, خاصة في الصيف والخريف, وبعد تكوينها تندفع نحو الأرض بسرعة كبيرة تتراوح ما بين 135-280كيلومترًا في الساعة, وتستمر لأيام عدة, وهذه العواصف ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة مياه البحار الاستوائية إلى درجة 27-30 درجة مئوية, فيؤدي ذلك إلى سخونة طبقة الهواء الملامسة للماء, فيؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الهواء, فيتمدد ويرتفع إلى أعلى مكونًا منطقة ضغط منخفض تجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيط بها فيتكون الإعصار.

مقياس قوة الأعاصير

تقاس قوة الأعاصير بمقياس يسمى مقياس (سافير) وهو يعتمد على سرعة الرياح في تحديد قوة الإعصار, وهو مقسم إلى خمس فئات, الفئة الأولى سرعة الرياح تتراوح فيها ما بين 135-150 كيلومترًا في الساعة, وهو لا يدمر البنايات, ولكنه يدمر المنازل الخشبية فقط, والفئة الثانية من الأعاصير تتراوح سرعة الرياح فيها ما بين 155-200 كيلومتر في الساعة, والفئة الثالثة من الأعاصير تتراوح سرعة الرياح فيها ما بين 210-245 كيلومترًا في الساعة, والفئة الرابعة تتراوح سرعة الرياح فيها ما بين 245-270 كيلومترًا في الساعة, أما الفئة الخامسة من الأعاصير, فتكون سرعة الرياح فيها أكثر من 270 كيلومترًا في الساعة, وهو يسبب دمارًا شاملاً في المكان الذي يجتاحه, كما حدث في إعصار كاترينا عندما ضرب مدينة نيو أورليانز الأمريكية.

التنبؤ بالأعاصير

إن الأعاصير مثل باقي الظواهر الطبيعية الأخرى كالزلازل والبراكين يصعب التنبؤ بوقت حدوثها, ولكن التكنولوجيا الحديثة نجحت في توفير معلومات عن توقيت حدوث الإعصار بوقت يسمح بإبعاد البشر عن مصدر الخطر, فإلى جانب الأقمار الصناعية والرادارات التي تستخدم في رصد الأعاصير, طوّرت البحرية الأمريكية رادارًا جديدًا يستخدم أشعة إلكترونية قادرة على اختراق ورصد ما يحدث داخل العواصف القريبة من الأرض كل دقيقة, مما ساعد على دقة التنبؤ بوقت حدوث الأعاصير, ومع ذلك فمازالت الأعاصير أكثر سرعة في تحركها من كل الاحتياطات الوقائية التي يتم اتخاذها بناء على تلك التنبؤات.

أقوى الأعاصير وأشهرها...

مثلما اشتهر إعصار كاترينا, وإعصار ريتا لما سبباه من دمار شامل خلال الأشهر الماضية, فهناك الكثير من الأعاصير التي لها شهرة كبيرة بسبب قوتها التدميرية الكبيرة, مثل إعصار أندرو الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة الأمريكية عام 1992, وقد سبب خسائر بلغت قيمتها 21 مليار دولار, وإعصار ميتش الذي ضرب الهندوراس بأمريكا الجنوبية عام 1998, وإعصار تشارلي, وإعصار إيفان اللذين ضربا ولاية فلوريدا وكوبا في عام 2004, وكذلك إعصار توكاج الذي ضرب اليابان في العام نفسه, وإعصار نابي الذي ضرب كوريا الجنوبية عام 2004 أيضًا, وكلها تسبّبت في تدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين من البشر.