العدد (163) - اصدار (4-2006)
لا أعرف لماذا ارتبط شهر أبريل من دون كل شهور العام بالكذب, ولا لماذا أصبح من المتعارف عليه أن يبدأ اليوم الأول منه بكذبة? يقولون عنها إنها كذبة بيضاء, هدفها هو المرح والتندر, ولكن الكذب لا ألوان له, وله تعريف واحد فقط, هو أنه يخالف الحقيقة. في الحضارات القديمة ارتبط شهر أبريل دوما بالاحتفالات الصاخبة, كانت البلاد الباردة تبدأ في التخلص في هذا الشهر من بقايا شتاء طويل, وتبدأ النباتات في التفتح, ومياه الجداول في الجريان
ربما نكون قد قرأنا اسم أحمد بن ماجد ونحن نتصفح تاريخ الرحلات البحرية الإسلامية, ولِمَ لا, وهو من أهم البحارة في التاريخ, الذي كان يحمل ألقابًا كثيرة, فهو شاعر القبلتين وأسد البحار, والمعلم, وابن أبي الركائب الذي ينتمي إلى عائلة من الملاحين فقد كان أبوه وجده ملاحين مشهورين, ويقول أحمد عن جده (كان نادرة في ذلك البحر المحيط الهندي واستفاد منه والدي, في معرفة القياسات, وأسماء الأماكن, وصفات البحر والبحار. أما اسمه بالكامل فهو: احمد بن ماجد محمد السعدي)
(محمود أرصاد) كان زميلا لنا في المدرسة, ولقبه لم يكن أبدا (أرصاد), ولكننا أطلقنا عليه ذلك لأنه كان يجيد التنبؤ بحالة الجو, أفضل حتى مما يذاع في الراديو أو التلفزيون من نشرات جوية. ففي بعض الأيام كنا نذهب إلى المدرسة بملابس ثقيلة لأن مذيع النشرة الجوية حذرنا من برودة متوقعة في الجو, بينما محمود يأتي بملابس خفيفة تناسب الجو الدافئ. نضحك منه لأن الجو يكون غائما وينذر بالمطر
ذات صباحٍ خريفيّ, كانَ الفلاحُ يحرثُ حقلَه. التُّرابُ طوعُ يمينه وسكَّةُ المحراثِ تنسابُ بيُسر. لكنَّ الفلاَّحَ كان حزينًا.. وعندما أطلَّتِ الشمس من وراء التِّلال, عاتبتها نظراتُ الفلاّحِ طويلاً, وبقيت يدُه القويّةُ تسوقُ المحراث العتيق, وتشقُّ التّراب النّاشف أثلامًا, وكأنّها تفتته
مدينة أحمد أباد, العاصمة السابقة لولاية كوجرات الهندية, تشبه صندوق العجائب. فهي مدينة مربعة (مثل الصندوق) تضم كل شيء من بيوت خشبية وحجرية ومعدنية, من بيوت من طابق واحد وناطحات سحاب. ستشعر بأن أحمد أباد, وولاية كوجرات كلها, مثل حديقة حيوانات مفتوحة: الجمل يجر عربات نقل البضائع, البقرة التي يحافظون عليها تمشي وحدها بحرية في الشوارع وتتوقف السيارات أمامها حتى تمر