أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يقبل علينا عيد الأضحى المبارك في شهر فبراير ليكسر من حدة الشتاء, ويؤذن بقدوم الربيع, فتبدأ البراعم الخضراء في الاستعداد للتفتّح, وتدفق الحياة في الأغصان اليابسة, إنه عيد للحياة, كما أنه عيد للمسلمين في كل بقاع الأرض. ورغم أن فبراير هو أقصر شهور السنة, فإنه شهر الأمل الذي تستعيد فيه الدنيا بهجتها ونضارتها, وفي الكويت يكتسب شهر فبراير في نفوسنا أهمية خاصة, فهو شهر الحرية والاستقلال, فيه ارتفع علم الكويت خفاقا في السماء عزيزاً وغالياً. ففي هذا الشهر من عام 1961 ولدت الكويت الحديثة ولادتها الأولى كدولة مستقلة لا يحكمها إلا أبناؤها, ذات وجه عربي مشرق, تفتح قلبها وعقلها لكل ما في العالم من أفكار وتجارب, وتؤمن بأن التقدم هو محصلة شيئين أساسيين, العمل الجاد والحرية, وقد عمل أبناء الكويت بجد, وسافرت بعثاتهم الدراسية إلى كل أنحاء العالم, وعادوا من هذه البعثات خبراء في مختلف المجالات, وكذلك تمتعت الكويت بكم وافر من الحرية من النادر أن تجده في أي بلد عربي, وقد ذابت فيها كل المسافات التي يمكن أن تفصل فيها الحاكم عن المحكوم, وتحوّلت الكويت بحق - كما وصفها البعض - إلى منارة على ضفاف الخليج, وفي فبراير من عام 1991 ولدت الكويت للمرة الثانية, واشتمت أنفاس الحرية وذلك حين رحل من على أراضيها آخر الجنود الغزاة, فعلى مدى سبعة أشهر تعرضت الكويت لمحنة قاسية حين احتل أراضيها الطاهرة جنود النظام العراقي, وأشاعوا فيها الخراب, ولكن كل دول العالم هبّت لنجدة الكويت وحارب الجميع معاً من أجل نصرة الحق على قوى الظلم حتى تحررت, من أجل هذا, فإن فرحتنا بشهر فبراير تأتي دائماً مضاعفة, ففيه أعز مناسبتين على قلوبنا نحن أهل الكويت, وهو يذكّرنا دوماً بأن الحرية هي أغلى قيمة في الوجود.


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف