العالم يتقدم

العالم يتقدم

قياس الدفيئة... بالأقمار الصناعية

يؤكد العلماء أن كوكب الأرض أصابته (الحمى), وأصبح يعاني من ارتفاع درجة الحرارة! فقد لوحظ خلال السنوات الماضية, أن درجات الحرارة في العالم كله تتجه إلى الارتفاع مما ينذر بعواقب وخيمة, إذا لم نسارع بوقف الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الظاهرة, التي أطلق عليها (أثر الدفيئة). ويفسر العلماء ظاهرة الدفيئة, بأن أشعة الشمس عندما تسقط على الأرض, فإن جزءاً من حرارتها لا يرتد مرة أخرى إلى الفضاء, بل يبقى في الجو بسبب تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى في طبقات الجو, مما يمنع وصول أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي, ومن ثم ترفع من درجة حرارة الأرض, تماماً كما يحدث في (البيوت الزجاجية) التي يُحتفظ فيها بالنباتات لتنمو في ظروف حرارية يمكن التحكم بها.

وإذا زادت درجة حرارة الأرض إلى حد معين, فإن هذا يؤدي إلى ذوبان الثلوج في القطبين, مما ينتج عنه ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار, ومن ثم غرق المدن الساحلية. ولهذا فقد تم تصميم قمر صناعي, أطلق عليه (قمر استكشاف طبقات الجو), تكون مهمته قياس درجة الحرارة في مناطق مختلفة حول العالم, والتعرف على نسبة ثاني أكسيد الكربون ومدى زيادتها وكذلك مراقبة كتل الثلوج في المحيطات, ووفق هذه النتائج, يمكن التوصل إلى الوسائل التي تضمن خفض كميات ثاني أكسيد الكربون, التي تنتج غالباً عن العمليات الصناعية المتزايدة.

الكوكب الغامض.. بالتصوير المجسّم

على الرغم من إرسال عدد كبير من المركبات الفضائية إلى كوكب المريخ, والقيام بالعديد من الاستكشافات العلمية لتربته ولغلافه الجوي الرقيق, فمازال هذا الكوكب الأحمر يحتفظ بالعديد من أسراره, التي تتحدى علماء الفضاء, ومن ثم أخذوا يبحثون عن كل الوسائل التي تضمن لهم التعرف على المريخ, الكوكب الغامض, وذلك تمهيدا لهبوط الإنسان فوقه وإقامة مستعمرات هناك.

ومن أحدث هذه الوسائل, استخدام أشعة الليزر في التصوير بحيث تنتج صورا مجسّمة بتقنية (الهولوجرام). ويقصد بالهولوجرام, التقاط صور ذات أبعاد ثلاثة ومن كل الزاويا, بحيث تبدو طبيعية للمشاهد. فإذا نظرت للصور (الهولوجرامية) لتضاريس المريخ, وحركت رأسك إلى اليمين أو اليسار, ظهرت لك وكأنك تدور حولها وتشاهدها من أعلى ومن الجانبين ومن أسفل, أي من كل الزوايا, وتزوّد المركبات الفضائية بأجهزة إصدار أشعة الليزر وكاميرات خاصة متوافقة معها, ومن ثم تبعث إلى مراكز المتابعة فوق الأرض, بصور (هولوجرامية), تسهم في تكوين فكرة كاملة عن تضاريس المريخ, مما يؤدي إلى دراستها بدقة تامة.

الاستشعار عن بعد... والواقع الافتراضي

يرتبط تطور تقنيات ابتكار روبوتات حديثة, بعلوم مختلفة مثل الإلكترونيات والكمبيوترات والذكاء الاصطناعي والرياضيات. ويمكن للروبوتات الصناعية أن تؤدي أعمالاً عدة مثل الطلاء والتجميع والنقل. ولكن معظم الروبوتات الحديثة تعمل في ظروف بيئية تعد خطيرة على صحة الإنسان مثل التعامل مع المواد الإشعاعية أو داخل الأفران اللافحة. ولهذا فقد تم التوصل إلى أسلوب جديد هو (الاستشعار عن بعد) أي تحكم الإنسان في أداء الروبوت من على مسافة بعيدة.

ولزيادة دقة (الاستشعار عن بعد), استخدمت أيضا وسيلة جديدة هي (الواقع الافتراضي), وبها يمكن للشخص أن يشاهد ما يؤديه الروبوت بواسطة خوذة يرتديها فوق رأسه. وفي داخلها - أمام عينيه - شاشات تلفازية دقيقة, توضح له بشكل مجسّم تفاصيل ما يقوم به الروبوت, كما يستطيع توجيهه عن بعد بواسطة يديه, إلى أداء الأعمال المطلوبة. وتعمل تقنية (الواقع الافتراضي) بتحكم الكمبيوتر.

الديناصور الإفريقي... الجبّار

عاشت الديناصورات - أي السحالي العملاقة - لملايين كثيرة من السنين في عصور ما قبل التاريخ, لدرجة أن قسماً طويلاً جداً من تاريخ الأرض, يُعرف عادة باسم (عصر الديناصورات), إذ إنها سادت كل قارات الأرض في ذلك الوقت. وقد وجدت آثار عدة متحجّرة للديناصورات الضخمة, في أمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا. ولكن لم تكتشف ديناصورات عملاقة في أفريقيا.

ولهذا قامت البعثات الاستكشافية وعلماء (الإحاثة), بالتجول في قارة إفريقيا, للبحث عن هذه الديناصورات. وعلم الإحاثة هو الذي يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السالفة, كما تمثلها المتحجرات الحيوانية والنباتية, ومن ثم يمكن التعرف على أسلوب حياتها وسلوكها.

وتم أخيراً اكتشاف آثار متحجرة لديناصور عملاق كان يتغذى على النباتات, ويبلغ طوله سبعة عشر متراً. وكان يتميز بأسنان قاطعة وعريضة, حتى يتمكن من انتزاع الأغصان والأوراق من على الأشجار.

وعاش هذا الديناصور منذ نحو مائة خمسة وثلاثين مليون سنة, ولأنه اكتشف في دولة النيجر - التي تقع في شمال غرب إفريقيا - فقد أطلق عليه (النيجرصور) أي ديناصور النيجر. ويتوقع العلماء اكتشاف المزيد من الديناصورات الجبّارة في أفريقيا.

 


 

رءوف وصفي