دعوة مفتوحة

دعوة مفتوحة

الكويت.. لؤلؤة الخليج

على ضفاف الخليج العربي توجد بلدي الكويت. يمكن أن ألخصها لكم في كلمات بسيطة. حفنات من الرمل, ومويجات من البحر. لقد صنعت هذه الأشياء تاريخ الكويت وأصبحت قدرها. إلى تلك الأرض الحارة في معظم أوقات العام هاجر أجدادي من القبائل العربية, وأقاموا (كوت) صغيرا وهو الميناء الصغير الذي يطل على البحر ومنه أخذت الكويت اسمها. وقد تعرض هذا الكوت الصغير لغزو البرتغاليين وحماية البريطانيين, ثم نجا من كل ذلك.

عشنا طويلا على أرض زراعية صغيرة. انتزعناها من وسط الجفاف والرمل. ولكن اعتماد أهل الكويت كان أكثر على الصيد والغوص بحثا عن اللؤلؤ. وقد اكتشف الكويتيون مهارتهم البحرية حين تعاملوا مع ذلك البحر القاسي. دفع الكثير منهم حياتهم وهم يغوصون إلى أعماق البحر بحثا عن الأصداف. البعض منهم تعرض للغرق والاختناق. والبعض الآخر كانت تهاجمه أسماك القرش المتوحشة أو (الجرجور). ولكنهم لم يتراجعوا واصلوا ركوب البحر وأخذوا ينقلون التمور من البصرة إلى الهند ويستوردون من الهند خشب الصاج أو الدلب الهندي لصناعة السفن.

وفي الثلاثينيات من القرن الماضي كان لدى الكويت 500 سفينة. ولكن عند ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان أصبحت قيمة هذه السفن معدومة.ولم يعد هناك اي جدوى اقتصادية في الغوص خلف اللؤلؤ الطبيعي.

ثم ظهرت أول قطرة من النفط في بلادي, كان ذلك في 22 فبراير عام 1938 في منطقة برقان جنوب مدينة الكويت. لقد تدفق النفط مثل المعجزة بكميات كبيرة ولكن الشركة التي اكتشفته أجلت استخراجه بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية. ومرت سنوات الحرب الطويلة قبل أن تنجح الكويت في تصدير أول شحنة للنفط عام 1946 وبدأ الخير يغمر أرض الكويت التي عانت وانتظرت طويلا.

منذ ذلك التاريخ عرفت الكويت خطة طويلة ومستقرة للتنمية. تطورت بلادي تطورا كبيرا, وتحولت الأكواخ الطينية التي كان يسكنها الصيادون إلى أبراج عالية وشامخة, وامتد التعليم إلى الجميع مجانيا ومتاحا ليس في داخل الكويت فقط ولكن توالت البعثات إلى الخارج. واليوم نجد في بلادي الأطباء والمهندسين والاقتصاديين وخبراء البترول والأدباء والمفكرين.

لقد تعرضت بلادي لمحنة كبيرة عام 1990 حين قام بغزوها النظام العراقي واحتل ارضها. وقد أثرت فينا هذه المحنة كثيرا. فرغم ان معظم بلاد العالم وقفت بجانبنا وحاربت من أجل حريتنا إلا أن هناك العديد من الأسرى الكويتيين مازالوا موجودين داخل السجون العراقية. إننا ندعو لهم بالحرية ونتمنى أن تشاركونا هذا الدعاء, حتى تعود البسمة إلى وجه بلادي.

 

 


 

خلود الرفاعي





الكويت لؤلؤة الخليج