أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

مع هذا الشهر تبدأ شهور الإجازة الصيفية الطويلة في معظم البلاد العربية, لقد مر عام دراسي طويل, إضافة إلى الامتحانات, والتوتر الذي يسبق النتيجة, وكلها أشياء تجعل شهور العام أكثر طولا, لذلك يشعر الكثيرون منكم بأن هذه الإجازة قد جاءت في وقتها وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة, البعض يفضل الاسترخاء, والبعض ينتهزها فرصة للسفر أو للقيام بالتمارين الرياضية التي تنشط الجسم, ولكن ونحن نهتم بأجسادنا علينا ألا ننسى أن هناك عضلة مهمة تحتاج للتدريب المتواصل, إنها عضلة لا تراها ولكنها موجودة, وتعمل دون توقف, بل ويترتب عليها عمل بقية عضلات الجسم, عضلة العقل, العضلة التي تفكر وتقرر, والتي يجب أن تتمرن أيضا حتى تفكر بشكل جيد, ولا يمكن أن يتم ذلك دون أن نزودها بالمعارف والأفكار الجديدة, إن العقل إذا تقادمت فيه الأفكار أصابه الكسل ولم يعد قادرا على اتخاذ القرار الصحيح, كما أن العقل إذا ازدحم بالأفكار التافهة أصابه التشوش, وأصبح مترددا وخائفا من أن يتحمل مسئولية اتخاذ القرار, لذلك فإن تمرين العقل لا يتم إلا بحساب دقيق, لذا فإن عليك ياصديقي أن تزود عقلك دائما بالمعارف المفيدة, ولا يتأتى هذا إلا عن طريق قراءة الكتب الجيدة ومشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة, عليك أن تبحث عن الكتاب الذي يمتّعك ويفيدك في الوقت نفسه, وأن تجعله رفيقا لك, لأنه بالفعل خير رفيق, لا يهم إن كان الكتاب علميا أو أدبيا, مادام مكتوبا بطريقة جيدة فسوف يمدك بالأفكار التي تنشط عقلك, اقرأ ما تحب أولا, ثم اختر كتابا في موضوع لا تعرف عنه شيئا, لأن القراءة هي نوع من المغامرة والاكتشاف, وهي في كل مرة تمدك بالجديد, وقد كان العالم الشهير اينشتاين يقول دوما إن الفكرة الجديدة لا تأتي وحدها, ولكن كل فكرة جديدة يجب أن تبنى على فكرة قديمة, أي أنه من خلال كل الأفكار القديمة التي يمدك بها الآخرون, يمكن أن يكون لك فكرك الخاص والمختلف تماما عمّا قرأته, ولكن حتى تتدرب عضلة عقلك بشكل جيد, عليك أن تعرف الأفكار الأخرى التي درب الآخرون عقولهم من خلالها.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف