الروبوتات المجهرية.. الطبية!

مرحباً بك إلى مستقبل الطب, حيث توجد روبوتات دقيقة جداً هي عبارة عن جيش من المعالجين الآليين المجهريين, التي يمكنها الدخول إلى جسمك - بواسطة حقنة - لمقاومة وعلاج الأمراض, بهدف تمتعك بالصحة والعافية.

إن الروبوتات المجهرية الطبية - أي التي لا تُرى إلا بالمجهر - أجهزة بالغة الضآلة طولها أقل من ملليمتر, ولكنها ذات إرادة (حديدية), إذ سوف تقوم بصيانة وحماية الجسم البشري ضد كل مسببات الأمراض. والكربون هو العنصر الأساسي الذي سوف يستخدم في هذه الروبوتات, وذلك لما تتمتع به هذه المادة من (خمول) كيميائي, حتى لا تتفاعل بسرعة مع المواد الأخرى داخل الجسم.

ويتوقع العلماء أن تؤدي هذه الروبوتات المجهرية للطب, ما حققته المركبات الفضائية في مجال ارتياد واستكشاف الفضاء. ويمكن للروبوتات الطبية (المنمنمة) أن تزحف ببطء فوق أو أسفل أو حول مناطق محددة داخل الجسم, وذلك لتصوير وتشخيص الأمراض, التي لا تستطيع تقنيات (المسح الطبي) التقليدية كشفها, كما أن بوسعها إدخال العقاقير اللازمة للقضاء على الأورام في الجسم وإصلاح الأعضاء التالفة أو التي لا تعمل بكفاءة, من دون جراحة.

وسوف تجد الروبوتات المجهرية لنفسها الكثير من الاستخدامات في مجال الطب, منها:

- علاج الأمراض الجلدية: يمكن استخدام (كريم) طبي يتكوّن من روبوتات مجهرية لعلاج الأمراض الجلدية. وسوف يزيل ذلك الكريم (الآلي), بعض الجلد الميت والزيوت الزائدة, ويضيف إلى الجسم الزيوت التي يحتاج إليها. كما يغطي الجلد بالمقدار الصحيح والمناسب من مادة الترطيب الطبيعية, كما أنه يقوم بتنظيف المسام تماماً بالدخول فيها إلى أعماقها.

- تطهير الفم: يمكن لغسل الفم بالمضمضة بالروبوتات المجهرية في شكل سائل, أن يحدد ويهلك البكتيريا الضارة المسببة للمرض. وفي الوقت نفسه يسمح للبكتيريا النافعة في الفم بأن تزدهر في بيئة صحية. وعلاوة على ذلك, تقوم تلك الروبوتات المجهرية بالتعرف على المواد المترسبة على الأسنان, ومن ثم تنزعها تمهيداً للتخلص منها.

- الجهاز المناعي: يمكن للروبوتات المجهرية الطبية, تقوية جهاز المناعة في جسم الإنسان, وذلك باكتشاف البكتيريا والفيروسات الضارة وإحباط فعاليتها. ويمكن إدخال هذه الروبوتات إلى الجسم, لتحديد أماكن الفيروسات المنتشرة في الخلايا والأنسجة, ثم ثقبها وتدميرها. وهناك طريقة أخرى, حيث تحدد الروبوتات المجهرية أماكن الفيروسات ثم تتشبث بها وتتخلص منها فيما بعد.

- الوقاية من الأزمات القلبية: ترسل الروبوتات المجهرية الطبية إلى الأوعية الدموية لإزالة أي انسدادات بها. إذ يمكن لهذه الروبوتات تفتيت أي رواسب قد تسبب تصلب الشرايين, وبالتالي توسِّع الأوعية الدموية المصابة.

كما يمكن للروبوتات المجهرية المحتشدة في الخلايا, أن تصلح جدرانها وأغشيتها وأجزاءها الأخرى, وتعيدها إلى الحالة الصحية, وذلك بالتأكد من وجود (الإنشاءات) التي تدعم الخلايا في أماكنها الصحيحة. ويفيد كل ذلك في الحيلولة دون حدوث الأزمات القلبية التي تعرض حياة الإنسان للخطر.

- ضمان العلاج: يمكن استخدام الروبوتات المجهرية الطبية, المزودة بكبسولات, من إيصال دواء معين مطلوب لجزء محدد من جسم المريض. وبهذه الطريقة يمكن الوثوق من ضمان العلاج, حيث يصل الدواء إلى المكان المطلوب تماماً.