عالم الطوابع

عالم الطوابع

غرائب البريد

كما أن في الطبيعة غرائب، فإن للبريد أيضًا غرائب! ولكن غرائب البريد حينما حدثت في الماضي لم تكن غريبة في ذلك الوقت، بل عادية وحدثت على سبيل الاختراع والحاجة إليها، فهيا بنا نذهب إلى الماضي لنرى نوادر وغرائب البريد:

البريد المائي:

كان يستخدم في زمن الحروب، وفيه يوضع البريد في صندوق محكم الإغلاق، بثقل معين حتى لا يطفو على سطح الماء أو يغوص في القاع، ثم يلقى الصندوق في النهر أو البحر، فيسبح حتى يصل إلى الجهة المراد وصوله إليها، فيقع في شباك معدة خصيصًا له. ومن عيوب البريد المائي أنه يصدر من جهة واحدة بحسب اتجاه التيار، وكان أيضًا بطيئًا، لذلك كان البريد المائي من أقل وسائل المراسلة استخدامًا.

بريد الإخفاء والتمويه:

ظهر أيضًا هذا النوع من البريد في زمن الحروب، وكان هناك نوعان من البريد السري:

النوع الأول كان يتم فيه وضع الرسالة داخل إحدى ثمار جوز الهند بعد تفريغها، ثم يتم إلقاؤها في الماء وبالتالي لا تسترعي نظر جنود العدو أو تلفت انتباههم، فأحيانًا يظنون أنها سقطت طبيعيًا من الأشجار، وأحيانًا أخرى يظنون أنها سقطت من قوارب الصيد أو مراكب النقل. أما النوع الثاني فكان يتم وضع الرسالة داخل بطون الحيوانات الميتة أو المقتولة، ويتم إلقاؤها في الماء فتطفو ويجرفها التيار للجهة المرسلة إليها، التي تشق بطن الحيوان فتجد الرسالة المطلوبة.

وبالطبع كانت هذه الوسائل قبل اختراع الكود والشفرة والأجهزة اللاسلكية والأقمار الصناعية وربما يجيء اليوم التي تصبح فيه هذه الوسائل أيضًا من الغرائب!

بريد الوشم:

استخدمه الرومان أثناء الحروب، وكان يتم اختيار السعاة الفدائيين، فيحلقون لهم شعورهم تمامًا، ويقومون بكتابة الرسالة على جلد الرأس، وينطلق الفدائي على حصانه لتوصيل الرسالة بعد أن يغطي رأسه بشعر مستعار، حتى إذا ما وصل للقائد أخبره سرًا بأمر الرسالة ويكشف له عن رأسه، فيقوم القائد بقراءة الرسالة المرسلة له، وقد يأمر بعد ذلك بقطع رأس هذا الساعي وسلخ جلده ثم حرقه خوفًا من أن تقع تلك الرسالة في يد العدو!

ظرف من طين:

ظهر هذا الظرف عند الآشوريين والبابليين والفرس، فكانوا ينقشون رسائلهم بحروف مسمارية على ألواح من الطين، ثم يغلفونها بعد ذلك بطبقة منه.. وعند قراءة الرسالة يتم كسر الغلاف الطيني وهو ما نسميه الآن ظرفًا!

بطاقة التهنئة:

اخترعها الفراعنة وكانت قطعًا من المعدن المحلى بالرسوم، تكتب عليها عبارات التهنئة، ثم قام الألمان في القرن الرابع عشر بصنعها من الخشب، وقاموا بتطويرها إلى الورق المزخرف بالقماش في القرن السابع عشر، وأخيرًا ظهرت في أمريكا البطاقات الورقية في عام 1914.

والآن صديقي القارئ تستطيع اختيار بطاقة معايدة أو تهنئة جميلة متوافقة مع المناسبة مثل الأعياد والزواج والنجاح، وترسلها لأقاربك وأصدقائك الأعزاء.

طوابع من جيبوتي

جيبوتي دولة عربية صغيرة (مساحتها 22 ألف كيلومتر مربع)، تقع في قارة إفريقيا على ساحلها الشرقي المطل على البحر الأحمر، وعاصمتها أيضًا اسمها جيبوتي، وحدود الدولة الشاطئ الغربي لباب المندب، بين أريتريا والصومال وإثيوبيا ومقابل اليمن. كانت جيبوتي إمارة صومالية لوقت طويل، ثم حكمتها فرنسا منذ 1862 حتى استقلت عنها يوم 27 يونيو 1977م. سماها الفرنسيون «بلاد الصومال الفرنسية»، لكن اسمها اليوم: جمهورية جيبوتي. كانت جمهورية جيبوتي وعاصمتها أيضًا تتألف من أربع إمارات عفرية (تابعة لسلطنة العفر في أوسا) وسكانها مجموعتان رئيسيتيان هما العفر وقبائل العيسى ذات الجذور الصومالية بالإضافة إلى بعض العرب. واللغة الرسمية في الدولة هي العربية والفرنسية. وعدد سكانها 460.700 نسمة فقط! وفي طوابعها الجميلة دليل على ثراء الطبيعة: الفراشات الملونة، والطيور المزينة، والحيوانات البرية والمستأنسة.

 


 

سها سعيد