سليمان العسكري

أبنائي الأعزاء
        

رمضان كريم ..

          كلمتان نرددهما منذ أيام، بعد أن حل علينا شهر رمضان المبارك، وظهر هلاله في السماء. فهل تساءلنا عن سر كرم هذا الشهر الفضيل؟

          إن الكرم الأول يمنحه الله سبحانه وتعالى لنا، حين يخصنا بمغفرته للتائبين خلال هذا الشهر، وتكفير الذنوب للصائمين في أيامه، أما الكرم الثاني فهو ما نراه من صور التكافل بين الناس، ومحاولة كل شخص أن يُفطر صائما، عملا بحديث الرسول الكريم: « من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائم شيء ».

          لكن صور الكرم يمكن أن تتعدد، وأن نراها أيضا بين أبنائي الأعزاء في البيت وفي المدرسة وفي أماكن اللعب.

          أن نتسامح مع من أخطأ دون قصد ثم اعتذر، هو شكل من أشكال الكرم. أن نسعى لنشر الخير بين الأصدقاء المتخالفين هو صورة من صور الكرم، أن نحرص على عدم الإساءة لمن هم أكبر سناً منا هو جزء من الكرم. أن تكون كريمًا تعطي المحتاج، وتساعد الضعيف.

          وقبل ذلك كله أن نكون كريمين مع أنفسنا، فلا نقسو على عيوننا بالسهر أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر والألعاب، وألا نرهق الجسد بجهد زائد دون فائدة . وأن نوزع الوقت بين العبادة،  والمذاكرة، والراحة، واللعب. وأن يتواصل هذا الكرم مع النفس والآخرين حتى بعد نهاية الشهر الكريم، وطوال شهور السنة كلها.

          رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف