حجر الشوربة (قصة برتغالية)

حجر الشوربة (قصة برتغالية)

ترجمها عن الإسبانية: محمد إبراهيم مبروك
ورسمها: حلمي التوني

كان هناك رجل فقير, جاع وهو يسير في طريقه. واصل الرجل طريقه حتى وقف أمام باب دار أحد الفلاحين. طلب من أهل دار الفلاح حسنة يتقوت بها. لكنهم لم يتكرموا عليه بشيء. وكاد الرجل الطيب أن يقع لشدة جوعه.

فقال لهم: سترون بأعينكم الشوربة التي سأعملها من قطعة حجر.

وأمسك حجرًا من الأرض, وخلعه, ودقق فيه ليرى إن كان صالحًا لعمل شوربة منه أم لا.وأهل الدار يضحكون على الرجل الطيب وعلى ما يحاول أن يعمله.

وساعتها قال الرجل الطيب: لكن أنا أريد أن أسأل حضراتكم أولا, ألم تشربوا أبدا شوربة حجر?!

لكن يكفيني الآن أن أقول لكم إنه شيء طيب المذاق بشكل غير عادي!

وردوا عليه: حسن. نحب أن نرى إن كان هذا حقيقيا أم مجرد كلام!

وهذا بالضبط ما كان الرجل الطيب يحب أن يسمعه منهم. فغسل الحجر وقال لهم: لو سمحتم حضراتكم تعطوني أي وعاء.

أحضروا له طاجن فخار, فملأه بالماء ثم وضع الحجر فيه.

لو سمحتم لي أضع الطاجن الآن جنب جمرات النار هذه.

سمحوا له وما إن بدأ الماء يغلي حتى قال لهم: آه لو مع الحجر قطعة دهن صغيرة, ستكون الشوربة حلوة جدا!

راحوا وفتشوا له وقدموا له قطعة الدهن. وضعها في الماء الذي أخذ يغلي ويغلي, وأهل الدار وقفوا مذهولين مما يجري أمامهم, وعندئذ قال الرجل الطيب وهو يقلّب الشوربة: إن طعمها ماسخ إلى حد ما, ويهيأ لي أنها محتاجة إلى قليل من الملح.

أحضروا له الملح الذي طلبه فرماه في الطاجن وأخذ يقلب في الشوربة وهو يقول: والآن يلزمنا ورقة كرنب (ملفوف), وتصبح الشوربة أشهى.

يجري الفلاح صاحب الدار حتى الحقل ليحضر كرنبتين نضرتين ويعطيهما للرجل, ويخطفهما منه ويمد أصابعه ويشد منهما الورق الطري ويضعه في الطاجن.

وبينما كانت عيونهم تبرق قال الرجل الطيب: آه.. نسيت شيئًا واحدًا, أحتاج فقط صباع سجق ويصبح طعم الشوربة شهيًا جدا!

أحضروا له مقانق محشوة باللحم المفروم والفلفل الأحمر الحراق ,فوضعه في الطاجن, وبينما كان يكمل طبخ الشوربة على النار, أخرج من الخرج الذي كان يحمله على كتفه نصف رغيف خبز واستراح في جلسته حتى يأكل دون استعجال, وهو يأكل كانت تفوح الرائحة اللذيذة للشوربة, مثيرة للشهية. وبعدما أكل لعق شفتيه بلسانه بتلذذ ولم يكن قد ترك في الطاجن الفارغ سوى الحجر في قاعه. وسأله أهل الدار الذين كانوا يتأملون الحجر: لكن يا رجل يا طيب.. والحجر?

ورد عليهم الرجل الطيب: سأغسل الحجر, وأحمله معي للمرة الثانية!

وهكذا أكل الرجل الطيب عند الناس الذين لم يريدوا أن يقدموا له شيئًا يأكله!

 


 

تيوفيلو براجا