مساجد الكويت في رمضان

مساجد الكويت في رمضان

تصوير: فهد الكوح

لا تقتصر الأجواء الجميلة في شهر رمضان في الكويت على القرقيعان في منتصف الشهر المبارك فقط, والقرقيعان هو احتفال يقيمه أهل الكويت والعالم الإسلامي جميعًا, وبمسميّات مختلفة تذكيرًا بمولد الإمام الحسن بن علي, حيث قام النبيّ صلى الله عليه وسلم بتوزيع بعض الحلوى, وقيل التمر على أهل المدينة ابتهاجًا بهذه المناسبة, ولكن في هذا الشهر المبارك يتسابق أبناؤنا على حفظ أجزاء من سور القرآن الكريم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الذين كانوا يتسابقون فيما بينهم في حفظ وتلاوة وفهم معاني القرآن العظيم.

ويتميز شهر رمضان المبارك في عالممنا العربي والإسلامي بروحانيته وأجوائه ولياليه, وهذه الروحانية تتجلى في قضاء المسلمين جلّ أوقاتهم في ذكر الله وعبادته في بيوته التي أمرنا سبحانه ببنائها وعمارتها والحرص على الحضور إليها ألا وهي المساجد.

وفي هذا الشهر المبارك من كل عام, تزدان المساجد في جميع أنحاء العالم, ويقبل الصائمون على المساجد في أوقات الصلاة, وفي أوقات الليل إلى الفجر طلبًا للرحمة ورغبة في الأجر, ففي هذا الشهر المبارك يضاعف الأجر. ومن أفضل الأعمال فيه قراءة القرآن إلى جانب صيام الشهر, وهو فرض من الفروض التي فرضها الخالق سبحانه وتعالى على المسلمين, وقد اهتمّ أبناء الكويت بالمساجد وإنشائها, وتتميز الكويت بأن تصميم المساجد فيها مختلف من مسجد لآخر بحسب موقعه وعدد المصلين فيه, ومسجد سعيد في الكويت بمنطقة القبلة القديمة هو من المساجد الفريدة من نوعها من حيث التصميم, إذ إن مئذنته القصيرة والفريدة في الكويت الحديثة تعطيه تميّزًا فريدًا, حيث يبلغ ارتفاعها بالبناء خمسة أمتار من الأرض, أي أن المئذنة لا ترتفع عن البناء أكثر من متر, وهو ما يجعله مسجًدا فريدًا من نوعه, وهذه المئذنة يُصعد إليها بدرج, أما المنبر فهو في داخل الجدار القبلة, في حين أن مسجد الشرهان (نسبة إلى أول من أمّ المصلين فيه ولمدة طويلة وهو الملا عبدالله الشرهان) له باب مزخرف بالمورقات وأغصان الشجر المدهونة باللون الأخضر.

وللمساجد والمصليات في الكويت وضع خاص, ووقع خاص على النفوس, فمنذ أيام الكويت الأولى عندما كانت الأزقّة والأحياء, وكما يطلق عليها أبناء الكويت الفرجان (ومفردها فريج), كانت هنالك المساجد حاضرة, فيوجد مسجد سعيد بمئذنته القصيرة جدا, والمرتكزة على سقف مصنوع من الجندل (الخشب) بشكله المميز, ومسجد الشرهان ذو المئذنة الوحيدة العالية والباب المزخرف بالنقوش المورقة والمدهون باللون الأخضر, وكذلك مسجد السوق الذي كانت تقام فيه صلاة عيدي الفطر والأضحى, قبل أن يشيد مسجد الدولة الكبير, وأيضا مسجد سعد أخو ناهض, والذي شيّده مجموعة من المحسنين أمثال المرحوم الشيخ محمد صالح التركيت, حيث يقول في أبيات من الشعر ما هو جزاء للمحسنين فيقول:

إنَّ المساجِدَ لله العظيمِ وإنَّها مأْوَى لمَنْ أدَّى بها خَيْرَ سُنّتي
فَمَنْ يعتكِفْ فيها مقيمًا لِوجهِهِ فَبَشِّراهُ يَومَ الحَشْر بَيْنَ الأحبَّةِ
ومَنْ يَبْنِ بَيْتًا مُخْلِصًا بِبِنائِه فَيُبْنَى له بَيتانِ بقيعانِ جَنَّةِ


وفي كل طرف من أنحاء الكويت تجد المساجد عامرة بالمصلين, وتشتمل مساجد الكويت على عدة تصاميم معمارية, أو تصميم مميز مثل التصميم العثماني التركي ذي المآذن العالية والمدببة في قمتها حتى أنها لتشبه أقلام الرصاص, والتصميم الفارسي وكذلك المعمار المملوكي والسلجوقي والمميز بالمآذن ذات القاعدة المربعة, كما أن عددًا كبيرًا من مساجد الكويت تتشابه بالتصاميم المعمارية في بساطتها.

وتسعى الدولة حاليًا إلى إعادة ترميم مساجد الكويت القديمة, والتي مرّت عليها أكثر من ثلاثمائة سنة, لتحفظ بيوت الله صالحة ليؤمّها المصلون في كل حين.

 


 

براك رمضان الهندال