موسوعة العربي الصغير

موسوعة العربي الصغير

استكشاف الفضاء

منذ زمن بعيد والإنسان يتساءل دائمًا عن وجود عوالم مشابهة لعالمه على الكواكب الأخرى, وزادت التساؤلات بعد غزو الفضاء عام 1961, ولعبت روايات وأفلام الخيال العلمي خاصة التي تتعرض لغزو الأرض من قبل كائنات فضائية قادمة من كواكب أخرى دورًا مؤثرًا في الاهتمام بالفضاء الخارجي, وعندما أعلن العلماء عن احتمال وجود حياة على بعض الكواكب لاقت الاكتشافات الفضائية اهتمامًا واسعًا.

التلسكوب هابل

عندما أصبحت المراصد الأرضية غير قادرة على إمداد العلماء بالمزيد من المعلومات عن الفضاء, أطلق إلى الفضاء عام 1990 التلسكوب هابل, وكان الهدف من إطلاقه معرفة كيف نشأت الأرض, وكيف تولد النجوم, وكيف تموت, بالإضافة إلى تصوير الأجسام السماوية وإرسال معلومات عن الغلاف الجوي لكوكب زحل. ومن فترة إلى أخرى تجري لتلسكوب هابل صيانة في الفضاء, ويزوّد بأجهزة حديثة, وفي عام 1997 أرسل هابل صورة لنجم شديد اللمعان أطلق عليه اسم (بستول), وأعلن العلماء أنه أكبر من الشمس مائة مرة.

استكشاف الشمس

في أواخر عام 1995 أطلق للفضاء مرصد خاص أطلق عليه اسم (سوهو) وذلك بغرض دراسة الشمس والغلاف الجوي للأرض, ويحمل المرصد 12 جهازًا لرصد نشاط الشمس بصفة دائمة, وبتفصيل دقيق للغاية, وأرسل المرصد الكثير من المعلومات لعل أهمها أن سطح الشمس يرتفع وينخفض كل 5 دقائق بسبب الأصوات التي تنطلق من مركز الشمس.

المجسات الفضائية

يسبح في الفضاء العديد من المجسات والمنقبات الفضائية, وهي عبارة عن أجهزة فضائية مزودة بالعديد من الأذرع المتحركة والمثاقب والكاميرات ومعامل التحليل, وهي تقترب من الكواكب وتدور حولها, وتهبط عليها وتأخذ عينات من الصخور وتحللها وترسل نتائجها إلى مراكز المراقبة الأرضية مثل المجس جاليليو الذي فحصَ كوكب المشتري, والمجس كاسيني الذي سوف يصل إلى كوكب زحل في أواخر هذا العام, ويقوم بفحص تربته, والمجس بانفايندر الذي أطلق إلى المريخ, وأرسل العديد من المعلومات عن هذا الكوكب بالإضافة إلى المنقب القمري الذي فحص سطح القمر, وأعن العلماء بناء على المعلومات التي أرسلها أنه يوجد ما بين 10-300 مليون طن ماء على سطح القمر.

المحطات الفضائية

تعتبر محطة الفضاء الروسية (مير) التي تناوب على الصعود إليها بواسطة المكوك الفضائي العديد من رواد الفضاء, أشهر محطة فضائية, ولقد أطلقت عام 1986, وهي تتكون من 5 مركبات فضائية متصلة ببعضها ومزودة بلوحات شمسية خاصة تمدها بالكهرباء, ومهمة الرواد بداخل المحطة دراسة الأجسام الفضائية والغلاف الجوي ومناخ الأرض, وفي عام 1997 قام رواد المحطة بزراعة أول نبات في الفضاء في إحدى مركباتها , وكان من المتوقع خروج المحطة مير من مدارها عام 1999 لانتهاء عمرها, ولكن ذلك لم يحدث فاضطر العلماء في مارس 2001 لإرسال سفينة فضاء ارتطمت بالمحطة فأخرجتها عن مدارها, وعند دخولها الغلاف الجوي للأرض احترق أغلبها, أما الأجزاء التي لم تحترق, فقد سقطت في المحيط الهادئ. ومنذ عام 1995 والعمل جار لبناء محطة فضائية جديدة دولية يشترك في بنائها 16 دولة منها روسيا والولايات المتحدة واليابان ووكالة الفضاء الأوربية, وسوف ينتهي بناؤها في نهاية هذا العام.

 


 

محسن حافظ