أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يميل البعض منا إلى مذاكرة دروسه وهو يستمع إلى الأغنيات التي تنساب من أجهزة التسجيل, أو أمام جهاز التلفزيون وهو يطن, ولا أريد أن أقول إن هذا الأمر يشتت الانتباه ويقلل من استيعاب الدروس, فهذا شيء واضح, ولكن ما يزعجني هو أننا نتحمل كل هذا القدر من الضوضاء التي تثيرها هذه الأجهزة, فنحن نعيش في عصر مليء بأصوات الآلات, من سيارات, وطائرات, وأجهزة طنانة داخل المنزل, ورغم أن البعض يقول إن هذا هو صوت الحضارة, إلا أن بعض الخبراء يحذرون من تلك الضجة التي تحدثها هذه الآلات, فهي تحرك الهواء الذي يحيط بنا في موجات متدافعة تشبه موج البحر, وتؤثر هذه الحركة على الجسم البشري, فتسبب ارتفاع هرمون (الإدرنالين) بداخله, الذي يقوم برفع ضغط الدم, ويجعل نبضات القلب تتسارع, وسرعان ما يصاب المرء بالتعب والإنهاك, ويصبح غير قادر على مواصلة العمل أو المذاكرة.

إن علينا ـ يا أبنائي الأعزاء ـ أن نعرف قيمة السكون, والسكون هنا لا يعني الصمت, ولكنه الاستماع إلى أصوات الطبيعة من حولنا, والذين يذهبون منكم إلى شاطئ البحر, أو حتى يخرجون إلى الصحراء والمناطق الجبلية والبرية والبحرية يدركون كم أن الطبيعة غنية بالأصوات التي لم نعد نسمعها, صوت الريح والموج وحفيف أوراق الشجر وجنادب الليل ونقيق الضفادع, ويقال إن الجنس البشري قد تطور في سكون, وقد أبدع كل الأفكار العظيمة في ظل هذه اللحظات الساكنة, لذلك عليك أن توفر لنفسك هذه اللحظات , ولا ترهق ذهنك بمزيد من الضجة الفارغة.

 


 
سليمان العسكري

 




صورة الغلاف