ريشة وألوان ترسم.. لبنان

ريشة وألوان ترسم.. لبنان
        

عطلة صيفية قاسية...

          استقبل أطفال لبنان عامهم الدراسي وشهر رمضان الكريم، بعد عطلة صيفية قضوها وسط الدبابات والطائرات الإسرائيلية التي احتلت بلدهم الآمن، فاستيقظوا على أصوات المدافع وتحليق الطائرات، وفرّوا عند سماعهم صفارات الإنذار، تاركين ألعابهم وكتبهم، يبحثون عن مكان آمن يحميهم، بعيدًا عمّا شاهدوه في أحيائهم من تدمير المنازل، وقتل الأطفال والنساء، وتخريب الحدائق التي اعتادوا اللعب فيها، حتى أصبح طفل لبنان اليوم، لا تفارقه صور الحرب والعنف، كما تلازمه كلمات جديدة تعلّمها مبكرًا مثل الصمود والمقاومة والتعمير.

الأيدي المساعدة ومعاناة الأطفال

          عانى الأطفال في الوطن العربي بمعاناة أطفال لبنان من الحرب، ففي الكويت سارع الكبار لمساعدتهم بتقديم التبرعات المادية، أما الصغار فقد استعانوا بالريشة والألوان مصوّرين ما شاهدوه عبر شاشات التلفاز وأحزنهم، بدعم من السفارة اللبنانية في الكويت و«مجموعة الأيدي المساعدة»، وهم مجموعة من الشباب الكويتي النشط، الذي هبّ لنجدة لبنان والأطفال الذين أفزعهم ما رأوه، وذلك بجمع عدد من هواة الرسم الذين لم يتجاوز عمر الواحد منهم 12 عامًا، من جنسيات مختلفة، حول طاولة الرسم، مزودين بالألوان والأوراق، مقدمين لوحاتهم في معرض ضمته ردهة أحد المجمعات التجارية بعنوان «معاناة الأبطال في رسومات الأطفال»، وتبرعت المجموعة بمبالغ اللوحات إلى المشاريع الخيرية لمساعدة منكوبي الحرب اللبنانية، كما صممت من لوحات الأطفال بطاقات تذكارية يذهب ريعها أيضًا إلى الأعمال الخيرية.

جولة بين اللوحات

          في لوحات الأطفال مثلت «الدبابات والصواريخ»، المحتل الإسرائيلي، أما لبنان فقد عبروا عنه بالعلم اللبناني والحمامة وغصن الزيتون الأخضر رمزًا للسلام والصمود، وعمّت معظم اللوحات شمس مشرقة تبعث الأمل في نفوسهم، كما استعان الأطفال بشعارات المقاومة والحرية التي خطوها في رسوماتهم كما رددتها ألسنتهم، مستخدمين ألوانًا مشعة جميلة، تحيي التفاؤل في نفوسهم وتؤكد على حب الوطن الذي لا غنى لأحد عنه.

استفد من هواياتك

          هواة الرسم والتلوين جسّدوا من لوحاتهم دروعًا تحمي لبنان وتساعد شعبها، وإن كان عائدها المادي بسيطًا، فهي تحمل قيمًا نبيلة للدعم والمساندة جمعت بين أطفال الكويت ولبنان، ووحّدت أحزانهم.

          فاخلق من هوايتك ما يعود بالنفع عليك وعلى مجتمعك، ولا تبخل في مساعدة من حولك إن استطعت.

 

 


 

هذايل الحوقل   

















ريم علي ـ 11 سنة





فاطمة الزهراء ـ 11 سنة





زهراء سلامة ـ 11 سنة