أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أحلى الكلمات التي أتذكرها مع شهر فبراير هي كلمة «حرية »، فلا يأتي هذا الشهر إلا وتتردد هذه الكلمة على ألسنة كل أهلنا وأطفالنا وأحبابنا هنا في الكويت، فمنذ مايقارب خمسة وأربعين عامًا نالت الكويت استقلالها في هذا الشهر وأصبحت دولة حرة، ذات سيادة، وفيه أيضا ومنذ خمسة عشر عامًا فقط نالت الكويت حريتها للمرة الثانية، بعد احتلال غاشم استمر سبعة شهور، قامت به قوات النظام العراقي الغاشم الذي سقط وهوى. في فبراير عام 1991 تنفس أهل الكويت هواء الحرية النقي، واحسوا بطعمها حلو المذاق في أفواههم، ولا يعرف نعمة الشيء إلا من فقده، ومازالوا يتنفسونه حتى الآن، وحروف «حرية» قليلة ولكنها حافلة بالمعاني، فالحاء يعني «حب»، حب الله والوطن والأهل، ولا يستطيع الإنسان أن يواصل حياته إلا إذا كان قادرا على الحب، فهذه العاطفة النبيلة تهوّن مصاعب الحياة وتخفف مشقتها، والراء هي راية الوطن التي تعلو خفاقة في السماء وتتعلق بها قلوب الملايين، وعلى الرغم من أنها ليست إلا قطعة من القماش إلا أنها رمز، تربط الانسان بالأرض التي ولد فيها ونشأ عليها، وهي تحتوي على الألوان التي يعشقها القلب ويحن إليها، وحرف الياء، هو يسر بعد عسر، فبعد الشدة يجيء الفرج مادام الأمل موجودًا، وفي أيام محنة الكويت لم يفقد أهلها الأمل أبداً في استرداد حريتهم، وكانوا يدركون أن الأهل والأصدقاء في كل أنحاء العالم لن يصمتوا أمام ماحدث لها، والهاء هي هامات الرجال، رؤوسهم التي يجب أن تظل مرفوعة في عزة وكبرياء ولا تنحني إلا لخالقها وبارئها، وهكذا ترون يا أبنائي أن الحرية هي أحلى كلمة، لانها نعمة غالية وهبها الله لنا ويجب ألا نفرط فيها.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف