العالم يتقدم

العالم يتقدم

الديناصورات... الجديدة

لابد أنك شاهدت أحد الديناصورات على شاشة التلفاز أو السينما أو على صفحات المجلات، وتعني كلمة «الديناصورات» السحالي العملاقة المرعبة، إنها تلك الوحوش الضخمة، التي كانت تعيش منذ ملايين السنين، قبل أن يوجد أي إنسان.

والديناصورات أحد أنواع الزواحف، التي عاشت في الأزمان الغابرة قبل التاريخ، وأكبر الديناصورات حجمًا وصل طوله إلى ثلاثين مترًا، وارتفاعه خمسة عشر مترًا، أما أصغرها فكان في حجم الدجاجة الكبيرة. والواقع أن أكثر الديناصورات كان بين هذا وذاك.

ومن الصعب جدًا معرفة كيف كان صوت الديناصورات ولا سلوكها ولا ألوانها، أو حتى التأكد مما إذا كانت أي بقايا متحجرة لذكر أو لأنثى.

ويبذل علماء الحفريات القديمة جهودًا كبيرة لتصور كل هذه الأشياء، بعد دراسة دقيقة للبقايا المتحجرة للديناصورات. وعلم الحفريات، هو العلم الذي يتعلق بدراسة البقايا المحفوظة في الصخور للحيوانات أو النباتات القديمة. وتمثل معظم الحفريات، الأجزاء الصلبة من الكائنات القديمة، التي عاشت في المنطقة نفسها التي وجدت فيها بقاياها.

وبعض الديناصورات كان يسير على قدمين أو أربع أقدام، والبعض كان سريعًا، والبعض الآخر بطيئًا. وكان عدد من أنواع الديناصورات مدرعًا أو مزودًا بقرون أو بروزات حادة، أو شعر حول الرقبة أو له جلد سميك غير منتظم أو ريش بدائي. ومعظم الديناصورات كانت آكلة للعشب وبعضها كان آكلاً للحوم.

وقد سادت هذه السحالي العملاقة المرعبة، كوكب الأرض لأكثر من 165 مليون عام، ثم اختفت فجأة بشكل غامض منذ 65 مليون عام. وطرحت نظريات كثيرة توضح كيفية انقراض الديناصورات، إلا أن أكثرها قبولاً هي اصطدام كويكب (كوكب صغير) بالأرض. مما تسبب في حدوث تغيرات مناخية هائلة، لم تستطع الديناصورات التكيف معها أو الهروب منها ومن ثم انقرضت. ( راجع العدد السابق من العربي الصغير )

  • الديناصور... البرازيلي

اكتشف علماء الحفريات القديمة بالبرازيل عام 2002، نوعًا جديدًا من الديناصورات العملاقة، التي تأكل الأعشاب، وعاشت منذ نحو ثمانين مليون عام، ويبلغ طول هذا الديناصور الذي أطلق عليه «الديناصور البرازيلي» - نسبة إلى مكان اكتشافه - حوالي ثلاثة عشر مترًا، ويصل وزنه إلى تسعة أطنان تقريبًا. وكان له جسم ضخم وذيل طويل ورأس صغير نسبيًا وساقان غليظتان ويدان قصيرتان بكل منهما ثلاثة مخالب حادة.

  • الديناصور... ذو العُرف البارد

ديناصور ضخم يسير على قدمين وله عرف عجيب على رأسه يشبه المشط الكبير، تم اكتشاف بقاياه المتحجرة في القارة القطبية الجنوبية عام 2003، ويرجع تاريخ هذا الديناصور إلى مئات الملايين من السنين. وقد أطلق عليه هذا الاسم، لأن بقاياه المتحجرة اكتشفت في أحد أشد مناطق العالم برودة.

ويبلغ طول هذا الديناصور نحو ثمانية أمتار، ويمتد العرف الغريب إلى ما حول عينيه، ويرتفع عموديًا على الجمجمة، وينتشر على شكل مروحة، وهو ذو طيات مما يجعله يشبه المشط. والعرف ضعيف وأرق من أن يستخدم في القتال، ولذلك فإن المرجح أنه كان يستعمل في استعراض قوة الديناصور.

وتشمل البقايا المتحجرة التي عثر عليها من الديناصور ذي العرف البارد، عظاماً من الفك وأجزاء من العمود الفقاري والجمجمة وعظام الساقين والقدمين، ومنها أمكن لعلماء الحفريات القديمة وضع رسم تخيّلي لهذا الديناصور.

  • الديناصور... الإمبراطوري

منذ 130 مليون عام، كان ديناصور صغير - يبلغ طوله نحو متر ونصف - يطارد الفرائس ويتجول في الغابات المجاورة للبحيرات في شمال الصين. وقد اكتشف العلماء بقاياه المتحجرة منذ سنوات عدة، وأطلقوا عليه «الديناصور الإمبراطوري» بسبب الريش الكثيف الذي يشبه الفراء، والذي كان يغطي جسمه بالكامل.

لقد اكتشفت البقايا المتحجرة لهذه الديناصورات «الجديدة» في كل أرجاء العالم.

وربما في المستقبل سوف يتم العثور على البعض منها في باطن الأرض بالقرب من منزلك!

  • الديناصور... المِنْجَلىّ

ينتمي الديناصور «المِنْجَلى» الذي تم العثور على آثاره المتحجرة بالولايات المتحدة عام 2005، إلى رتبة الديناصورات المتوحشة. واسم هذا الديناصور مشتق من كلمة «مِنْجَل» (أداة لها شفرة حادة شبه دائرية تستخدم لقطع الأعشاب). وقد أطلق العلماء عليه هذا الاسم بسبب مخالب يديه الضخمة المخيفة. وتبلغ مساحة موقع اكتشاف البقايا المتحجرة للديناصور المنجَلى، نحو ثمانية كيلومترات مربعة، حيث عُثر على مئات، وربما آلاف من بقايا متحجرة لهذه السلالة الجديدة.

ومن خلال فحص العظام المتحجرة بالإشعاع لعدد كبير من أفرادها، يصف العلماء هذه الديناصورات بأنها مخلوقات ممتلئة الجسم مكسوّة بالريش في أجزاء من جسمها وذات مخالب ضخمة مقوسة، يشبه كل منها المنجل.

ويبلغ طول الديناصور المنجليّ نحو أربعة أمتار وارتفاعه نحو متر وربع، وبواسطة عنقه الطويل كان يسهل عليه التهام أوراق الأشجار والثمار العالية. وتدل أسنانه، التي كان يبلغ طول الواحدة منها نحو ثلاثة عشر سنتيمترًا ومخالبه القوية، أنه كان يأكل كلا من اللحوم والأعشاب. وقد عاشت الديناصورات المنجلية منذ حوالي 125 مليون عام.

 


 

رءوف وصفي