أدباء الغد

أدباء الغد

ليلة رعب

في ليلة صيفية هادئة، وبعد تناول العشاء شاهدت على التلفاز فيلمًا مرعبًا، وكنت منفعلة جدًا مع أحداثه.

انتهى الفيلم وذهبت للنوم، لكنني كنت الوحيدة التي عانت من الأرق تلك الليلة، فقد نام أبي ونامت أمي وأختي أيضًا، أما أنا فبقيت مستيقظة لمدة طويلة من الليل.

سمعت أصواتًا مخيفة قادمة من القبو فحاولت أن أكون شجاعة وأخذت مصباحي اليدوي ثم توجهت نحو القبو فلم أر ولم أسمع إلا غناء الصراصير. ولكن الخوف كان يتملكني فتوجهت نحو العليّة فلم أجد شيئًا ثم عدت إلى فراشي مطمئنة، ولكني سمعت الأصوات نفسها فأخذت مصباحي ثانية وتفقدت القبو ولكني لم أجد شيئًا وحين تفقدت العلية وصوبت مصباحي نحو المكان الذي ظننت أنه مصدر الصوت رأيت قطتي وقد علق رأسها بالآلة الموسيقية التي صنعتها صباحًا.

حينئذ، انتابتني موجة من الضحك فأقفلت الباب وضحكت مدة طويلة بصوت عال ثم عدت إلى فراشي وأنا مطمئنة.

صباح اليوم التالي، حكيت هذه القصة الطريفة لأسرتي على مائدة الإفطار.

هدى مكريني - المغرب

عرس العصفورة

كان العصفور وخطيبته العصفورة في حركة دائبة، فهما يبنيان عشّهما استعدادًا للزواج. هذا العصفور يحمل الأوراق النديّة والعصفورة تحمل الأوراق والأعشاب اليابسة وبعد سويعات من العمل والترتيب بنى الاثنان عشّهما الجميل ثمّ فرشاه بالأزهار وورق الورد، فأصبح مزركشًا بجميع ألوان الطيف.

مرّ البلبل فرأى العشّ وأعجب به وقال في نفسه: «ما أبهى هذا العشّ إنه دافئ ومعطّر بشذى الزهر وعبق الورد. لابدّ أن أتّخذه مسكنًا لي».

من الغد أقبل العصفور وخطيبته العصفورة لتزيين عشّهما ببعض الأثاث. فاندهشا لما شاهدا. البلبل استولى على العشّ وحزن الاثنان لما أصابهما.

تقدّم العصفور مخاطبًا البلبل بكلّ أدب وشجاعة:

- «هذا العش ليس لك بل لنا. نحن وحدنا تعبنا من أجل بنائه ونحن نستعدّ للزفاف».

لم يأبه البلبل لكلام العصفور وواصل نومه.

ومنذ ذلك اليوم أصبح الحزن يخيّم على العصفور والعصفورة. لاحظت الحمامة حزنهما الشديد فذهبت إلى البلبل وخاطبته:

- «كيف تسكن عشًا لم تتعب من أجله».

فأردف البلبل مقهقهًا:

- «إنه عشّ مزركش بألوان الطيف مثل التي في جناحيّ».

اقترحت الطيور على العروسين أن يبنيا عشًا جديدًا، فرفضا وقالت العصفورة:

- «لقد بذلنا جهدًا كبيرًا في بناء هذا العشّ ولن نتخلّى عنه».

قررت الطيور أن تشتكي إلى النسر، حكا الزوجان للنسر ما حدث فتأسّف لحالهما وعلى جناح السرعة ذهب لمقابلة البلبل وهدد بطرده إن لم يغادر العشّ فورًا.

غادر البلبل خائفًا وعادت البسمة لوجوه العصافير، وغردت مبتهجة وتمنّت للعروسين حياة سعيدة وعشًا مليئًا بالفراخ.

منى عمار - تونس