أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يصل هذا العدد إلى أيديكم وأنت تعيشون بهجة أيام عيد الفطر المبارك, ويأتي العيد احتفالاً بانتهاء شهر رمضان المعظم, الذي صام فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عن الطعام والشراب طوال النهار, على مدى ثلاثين يومًا, وهي تذكرة لهم بأن في الأرض من لا يجد قوته وشرابه, وأن عليهم أن يشعروا بما يشعر به المحروم نفسه, حتى يمدوا له يد المعونة, العيد إذن هو فرحة للصائم, لأنه يقبل علينا مثل سحابة صيف ماطرة, تنظف الارض والهواء والنفوس وتبردها, ففيه نرتدي الملابس الجديدة حتى نظهر في أحسن هيئة, ونأخذ من آبائنا مصروفًا مضاعفًا قبل أن ننطلق إلى أماكن اللهو واللعب, ولكن علينا ونحن نفعل ذلك أن نعي درس العيد كما وعينا درس الصيام, فهناك من لا يعرف للعيد بهجة, ومن لا يستمتع بأيامه, هناك إخوة لنا ضربت الأعاصير بيوتهم وهدمت قراهم, وإخوة آخرون مازالوا يعانون قسوة الاحتلال وأخطار الموت التي تهددهم في كل لحظه, وأبرز مثال لذلك هم إخوتنا من أطفال فلسطين, فالعدو الإسرائيلي يستهدفهم هم بالذات, لأنه يعرف أنهم مستقبل فلسطين, وهو يحاول مثل كل احتلال غاشم أن يقتل المستقبل, وبالرغم من أن قواته قد غادرت أرض (غزة) الحبيبة إلا أن طائراته مازالت تحلق في سمائها وتقتل أهلها, مازالت بقية مدن فلسطين تحت الاحتلال, ولن يكون العيد حقيقيًا إلا بزوال آخر أثر له, فالاحتلال فعل وحشي من بقايا العصور الماضية, ومن العار أن يبقى في زمننا الحالي بلد محتل, أقول لأبنائي الأعزاء, عيشوا العيد وافرحوا وامرحوا ولكن لا تنسوا أبدًا أن هناك إخوة لكم عاجزين عن الفرح.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف