العالم يتقدم

العالم يتقدم

صديقي... الروبوت!

لا شك أن لديك العديد من الأصدقاء, لأنك على ثقة بأن الصداقة تعد من أنبل العلاقات بين الناس. ولكن هل تتصور أنه في يوم ما من المستقبل القريب, سوف يكون لك صديق ليس من لحم ودم ولكن من صلب وأسلاك وذاكرة إلكترونية وحاسوب دقيق.. أي (صديق) روبوت! وهذا الروبوت (الصديق) هو نتيجة سنوات من الأبحاث والتطورات المستمرة لابتكار روبوت يشبه الشكل الخارجي للإنسان, يستطيع أن يعمل بكفاءة في ظروف الحياة الفعلية.

صديقي الروبوت.. رشيق وحيوي

ويتسم الروبوت الصديق بشخصية (حقيقية) تقريبا, إذ يمكنه التعرف على عدد من الأشخاص المبرمجين مسبقا لديه يصل إلى عشرة أشخاص, ويستطيع تحيتهم بالاسم وإرسال واستقبال رسائل منهم. وبإمكان هذا الروبوت أن يفهم الإشارات والإيماءات, فعلى سبيل المثال, يمكنه التعرف على أي مكان يشار إليه ثم يتحرك إلى المكان المحدد, كما يستطيع مصافحة أي شخص يمد إليه يده, وكذلك يرد على أي حركة يد كتحية, بمثلها. وبالإضافة إلى هذا, يتميز الروبوت الصديق برشاقة الحركة, مما يمكنه من العمل والتفاعل مع الناس, وذلك بسرعة معالجة المعلومات عن طريق الحاسوب الدقيق المثبت في رأسه ثم التصرف برشاقة وحيوية في ظروف الحياة الواقعية.

إن الجمع بين الأجهزة الإلكترونية الحديثة - التي تحقق استجابة سريعة لكل ظروف البيئة الخارجية - والتقنية الجديدة للتحكم في وضع جسم الروبوت, يمكنه من أن يثني صدره بفاعلية للمحافظة على توازنه, والحيلولة دون انزلاق قدمه والدوران حول نفسه في الهواء, التي تصاحب حركته بسرعة عالية - بالنسبة للروبوت - والتي تصل إلى ثلاثة كيلومترات في الساعة!

الروبوت المنزلي.. صديق آلي

وبينما استخدمت الروبوتات في الصناعة لسنوات طويلة, فإنها تختلف كثيرا عن تلك التي ستراها في منزلك. ومعظم هذه الروبوتات المنزلية مصممة بحيث تكون روبوتات بسيطة قادرة على أن تصبح من أفراد الأسرة, وتتحدث معهم من خلال نظام تعرّف بالصوت والإشارات, وحتى إيماءات الوجه. وهذا الروبوت المنزلي بمنزلة صديق آلي لك, ويمكنه أن يختزن في ذاكرته الالكترونية خرائط لمنزلك عندما تنادي عليه, إذ إنه يستجيب لنبرات أصوات أفراد الأسرة التي (يعيش) معها.

وبخلاف تقنيات التعرف بالصور والأصوات, فإن الروبوت الصديق مزود بتقنية للتحكم في الاتصالات, مما يثري علاقاته مع الآخرين. وبمقدور هذا الروبوت أن يتعرف على أي شخص منفرد, بالكشف عن صورة وجهه الأمامية التي تلتقطها له كاميراته الملونة الدقيقة المثبتة في رأسه. كما يمكن له أن يحدد اتجاه مصدر الصوت, والتعرف على الشخص الذي يتحدث باستخدام سبعة مكبرات للصوت مثبتة في أنحاء متفرقة من جسمه, وكذلك يستطيع الروبوت الصديق أن يعزف الموسيقى ويغني, كما يمكنه أن يلعب كرة القدم!

الروبوت (الاجتماعي)

قد تمكن أحد الخبراء من صنع رأس شبه بشري, يمكنه التعبير عن العواطف المختلفة, ولهذا الروبوت جفون ترتفع وتهبط وعينان وشفتان متحركتان, تتمكنان من إظهار العديد من التعبيرات عن العواطف والأحاسيس, كما أنه يمكنه الحديث بصوت ناعم رقيق. وعند ترك هذا الروبوت بمفرده, يبدو حزينا! وبمجرد أن يكتشف وجود إنسان فإنه يبتسم مشجعا اياه على الاهتمام به. وإذا تحرك من يرعاه بسرعة فائقة, فإن نظرة الفزع التي ترتسم على وجهه, تحذر من وجود خطأ أو خطر ما. ومن يلعب مع هذا الروبوت (الاجتماعي) لا يملك سوى الاستجابة الودية, لمختلف أشكال سلوكياته العاطفية البسيطة.

إذن عليك الاستعداد منذ الآن لاستقبال صديقك الآلي.. الروبوت, بجانب أصدقائك البشريين الآخرين, الذين تحرص على صداقتهم وتفخر بها.

 


 

رءوف وصفي