أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

هذا آخر شهور العام، وبعده تبدأ أيام السنة الجديدة، وهو أمر يبعث على الأمل في النفوس، لأننا في كل عام نتمنى أن يكون العام القادم أفضل وأجمل، وقد شغل البشر منذ أقدم العصوربمسألة حساب الزمن، ومحاولة الإمساك به وتنظيمه. ونظام التقويم الذي نعيش هو ثمرة حضارات كثيرة متعاقبة، حاولت أن تفهم كيف يسير الزمن وكيف تتقلب الفصول ويتعاقب الليل والنهار، وقد اهتم البابليون، وهم سكان العراق القدامى، بمراقبة حركة النجوم والكواكب، وتركو لنا العديد من الحقائق الفلكية المدهشة محفورة على ألواح من الطين، وركز المصريون القدماء على الظاهرة الطبيعية الوحيدة في بلدهم وهي فيضان النيا، فكانت سنتهم الجديدة تبدأ دوما مع قدومه، أما المسلمون فقد اعتمدوا في تقويمهم على العام الذي هاجر فيه النبي الكريم من مكة إلى المدينة، ويمكن القول إن كل شعوب العالم القديمة قد ساهمت في اختراع التقويم الحالي الذي نحسب بواسطته الأيام والسنوات، فنحن ندين للبابليين بتقسيم الساعة إلى ستين دقيقة، وإلى المصريين بتقسيم اليوم الواحد إلى 24 سعاة، وإلى العبرانيين بتقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام، ووصلت إلينا أسماء الشهور من الحضارتين الإغريقية ثم الرومانية. مهما كانت حساباتك فالحياة لا تتوقف، وعندما تكون صغيرا في السن فهي تعطيك الكثير من هباتها، المزيد من المعرفة، والكثير من النضج والخبرة، وتتعلم في كل يمو أن الأحلام المؤجلة ليست مستحيلة، ولكن الزمن والعمل يجعلان الكثير منها قابلا للتحقق.

 


 

سليمان العسكري
 




صورة الغلاف