الأرانب الثلاثة

الأرانب الثلاثة

رسم: حلمي التوني

فوق أرض المكسيك, بمقر الأرانب, كان يسكن هناك أرانب مختلفة الأعمار. الأم... السيدة سنيورا/لابينوزا - كانت تشرف بعناية فائقة على تربية أطفالها, حينما تلاحظ شيئاً غير طبيعي, فإنها تصيح على الفور:

- لابينو يا بني, أفرد أذنيك بشكل مستقيم. بينما كانت تحذّر طفلها - ابنها الثاني متوسط العمر - قائلة:

- آه, يا لابيناك, يا بنيّ الحبيب: كيف يمكن لك أن تأكل الجزرة ويداك ليست نظيفة?!

أما أصغر أطفالها وألطف أرانبها فكانت أمه تخاطبه هكذا:

- لابيناس , أخبرني من يفعل مثلك هكذا?! لا تحرّك عينيك بهذه الطريقة, فسوف تصاب بالحول.

أحب أن أخبركم - يا أصدقائي - فيما بيننا, أن لابينو ولابيناك ولابيناس لم يصغوا إلى كلمات أمهم بالاهتمام المطلوب لمن كان في عمرهم, إنه فقط لابيناس أصغرهم, هو الوحيد الذي كان دوماً يمسك بذيل أمه.

وذات يوم حدث شيء, خرجت (ماما) إلى جيرانها, لتلبي دعوتهم لأكل (خس) طازج لذيذ, تطحنه الأسنان بسهولة.

نادى الأخان أخاهما الصغير (لابيناس) وسألاه:

- هل تذهب معنا?

آه... ماذا أقول لكم يا أخوتي?! لم تكن (ماما) موجودة بالبيت, ومع ذلك غادره (لابيناس) مع أخويه إلى الغابة, وكانت مغامرة غير محمودة عواقبها.

في البداية, سار كل شيء على ما يرام: سهلاً ومرحاً. كانت رائحة الحشائش الخضراء زكية, أثارت شهيتهم فأكلوها بنهم شديد. كم كان رائعاً أن يتمرّغ الإخوة الأرانب في المروج الخضراء ويطووها طيّا. فالغابة تختلف كثيراً عن جحور الأرانب.

اختفت الشمس فجأة وراء الأشجار, وغرقت الغابة الرائعة بعد قليل في ظلام دامس مخيف.

توقفت الأرانب عن اللهو والمرح, وقال لابيناس باكياً:

- أريد أن أعود إلى البيت, كل شيء مظلم ومفزع!

إني أشعر بالخوف... وأجابه لابيناك:

- أصبح بيتنا الآن بعيداً جداً, أنا أيضاً أخاف أن أعود إلى البيت عبر الغابة, فقد أصبح شكل الغابة مرعباً للغاية.

فانبرى لابينو أكبر الأرانب سنّاً قائلاً:

- لابد من البقاء في الكهف, حتى يطلع النهار.

اتجه الاخوة الأرانب نحو الكهف وقد أمسك بهم لابيناس الصغير بقوة قائلاً:

- هاي! اسمعوا يا إخوتي... أنسيتم ما علّمتنا (ماما) إياه?! حينما يريد الطفل منا أن يخرج أو يدخل مكاناً ما, عليه دائماً أن يطلب الإذن في البداية!

أجابه لابينو في استغراب ودهشة:

- أتعرف على الأقل مَن تسأل?!

 

 


 

محمد هناء متولي