الإسلام حضارة.. نشأةُ الترجمةِ فى الإسلام.. إعداد: فريد أبوسعدة

الإسلام حضارة.. نشأةُ الترجمةِ فى الإسلام.. إعداد: فريد أبوسعدة

حكيمُ بني أميّةَ خالد بن يزيد بن معاوية
( 13 90هـ )

رسوم: ممدوح طلعت

هو حفيد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان وابن الخليفة الثاني يزيد بن معاوية. كان مهتماً بالعلوم وراعيا للمشتغلين بها، وهو أول من اهتم من العرب بعلم الكيمياء فقد استقدم من الإسكندرية راهبا بيزنطيا اسمه «مريانس» وطلب منه أن يعلمه علم الصنعة (الكيمياء) ولم يكتف بذلك بل طلب من آخر اسمه «اصطفن» ترجمة ما أتى به مريانس إلى العربية. وهو أول من جلب العلماء وأجرى عليهم المال ليترجموا العلوم الكيميائية والطبية من اليونانية والقبطية إلى العربية، وكان هذا أول نقل وترجمة في الإسلام من لغة إلى لغة في عصر الدولة الأموية. اهتم بعلوم الطب والفلك. وساهم في ترسيخ الكيمياء كعلم واستفاد منها في الصيدلة وكان أول من استعمل الكيمياء لصناعة بعض الأدوية. قال الشعر، وألف العديد من الكتب والرسائل. ولُقب بحكيم بني أمية.

قال عنه الجاحظ: خالد بن يزيد خطيب شاعر، وفصيح جامع، جيد الرأي، كثير الأدب، وهو أول من ترجم كتب النجوم والطب والكيمياء. ومن الخلفاء الأمويين الذين استكملوا جهود الترجمة بعد خالد بن يزيد، عمر بن عبدالعزيز (99 - 101هـ) حيث اصطحب معه عند ذهابه إلى الخلافة في المدينة أحد علماء مدرسة الإسكندرية وهو «ابن ابجر» بعد أن أسلم على يديه واعتمد عليه الخليفة في صناعة الطب.

أشهر مدارس العلوم والترجمة

مدرسة جنديسابور: اشتهرت هذه المدرسة بدراسة الطب وفيها ترجمت مؤلفات اليونان في الطب إلى العربية، وينتسب إلى هذه المدرسة أطباء أسرة بختيشوع الذين اشتهر منهم من عالجوا الخلفاء العباسيين الأوائل.

مدرسة حران: واشتهرت بالفلك وينسب إلى هذه المدرسة: ثابت بن قرة وله مؤلفات عديدة في الطب وعمل في خدمة الخليفة المعتضد العباسي (279 - 289هـ)

كيف استفاد العرب من حضارات الشعوب؟

وإذا كانت الترجمة في العصر الأموي قد اقتصرت على الكيمياء والفلك والطب، فقد صارت أوسع نطاقا في العصر العباسي فشملت الفلسفة والمنطق والعلوم التجريبية والكتب الأدبية.

كان تأثير الحضارة الفارسية بالحضارة الإسلامية أقوى في مجال الأدب حيث كان الأدب الفارسي أقرب إلى ذوق العرب وأحاسيسهم من الأدب اليوناني.

كانت الحضارة اليونانية ذات اهتمام قوي في العلوم العقلية وهذا نتج عن معتقدات اليونان أنفسهم ، فنقل العرب عنهم في مجال الفلسفة عن أفلاطون وأرسطو وفي مجال الطب عن جالينوس وأبقراط.

ومن العلوم التي اخذ فيها المسلمون عن الهند: الرياضيات والفلك والطب ومن المعروف أن أطباء الهند قد نبغوا في استخدام الأعشاب الطبية في مداواة الكثير من الأمراض وقد نقل المسلمون الكثير عن فوائد الأعشاب عن الهنود.

وإذا كان المسلمون اخذوا عن الحضارات السابقة فإن هذا لا يقلل من شأنهم لأن الترجمة فى كل حضارة من الحضارات هي مرحلة من مراحل الابتكار العلمي وهذه المراحل هي:

1 - النقل والترجمة.
2 - الشرح والتفسير.
3 - النقد والتصحيح.
4 - الإضافة والابتكار.

وقد أضاف المسلمون الكثير من ابتكاراتهم إلى الحضارة الأمر الذي لا يستطيع أي منصف إنكاره.

 


 

فريد أبوسعدة