زرياب.. وما نجهله عنه

زرياب.. وما نجهله عنه

رسم: إياد وهيب حمادة

لقد عُرف عن زرياب الموسيقار العربي أنه مغنٍ وعازفٌ بارع على آلة العود التي أضاف لها الوتر الخامس وجعل مضرابها من قوادم النسر بدلا من الخشب، أما ما نجهله عن زرياب فهو كثير كثير نستعرضه فيما يلي:

1 - زرياب الموسيقي:

قام بنشر الغناء العربي المتقن (الغناء على أصول النوتة) وكان هذا سبباً في ابتداع الموشحات الأندلسية، فزرياب كان تلميذا للموسيقار العربي العباسي إسحق الموصلي صاحب مدرسة الغناء والموسيقى في بغداد، ويعود الفضل إلى زرياب في نقل ما ورثه العرب من الفنون الموسيقية من بغداد التي دمَّرها المغول إلى الأندلس, فلولا ذلك لفقدنا أهم الألحان العربية الأصيلة، كما أوجد أول معهد موسيقي متخصص في الأندلس وأوربا حينها، ويعتبر زرياب أول من أنشأ المسرح الصغير الذي تجلس عليه الفرقة الموسيقية وأطلق عليه اسم «الستارة»، وكان لزرياب أيضا طرائقه المتقدمة في علاج عيوب الصوت عند المغنين كما كان شاعراً له الكثير من الأشعار.

2 - زرياب المعلم:

سمّاه الأندلسيون «معلم الناس المروءة» لما أدخله عليهم من عادات جديدة، كوسائل الأناقة والنظافة وآداب المجالسة والمحادثة، فقد علَّمهم ارتداء الملابس القطنية البيضاء الخفيفة في فصل الصيف, الذي حدده زرياب من 24 يونيو إلى 1 أكتوبر, وارتداء الملابس الحريرية الزاهية في فصل الربيع, مما ساعد على ازدهار صناعة الملابس في الأندلس، كما علّم الرجال والنساء, أساليب تصفيف الشعر بشكل جميل كتقصيرها دون جباههم وإسدالها إلى أصداغهم, بحيث يظهرون الحاجبين والعنق والأذنين, كما تفنن زرياب في تحضير أرقى أنواع العطور.

3 - زرياب العالِم:

كان زرياب عالماً بالنجوم والجغرافيا والأدب والتاريخ والطبيعة, فأفاد الأندلس في كل ذلك، وكان إلى جانب ذلك عالماً بقسمة الأقاليم.

4 - زرياب فنان الموائد:

لقد أدخل زرياب إلى الأندلس أصنافاً جديدة من الخضار كالهندباء والكمأة كما ينسب إليه أنواع جديدة من الحلوى مثل (الزلابيا) التي قد تكون تحريفاً عن «الزريابية, كما علمهم ألواناً جديدة من الأطعمة كـ «النقايا»، وأخذوا عنه فن إعداد الموائد وآدابها, كاستعمال الملاعق والسكاكين بدلاً من الأيدي والأصابع، إضافة إلى استخدام السماط، وهو غطاء من الجلد يمد فوق المائدة نظرا لسهولة إزالة الدسم عنه، كما علمهم استخدام الكؤوس الزجاجية بدلا من استخدام الأدوات الذهبية والفضية والمعدنية الأخرى, مما أنعش صناعة الزجاج في الأندلس.

وهكذا فقد كان زرياب صاحب رسالة أكبر مما نعرفه عنه بكثير وذا فضل كبير على بلاد الأندلس.

 

 


 

إعداد: رامي درويش