موسوعة العربي الصغير

موسوعة العربي الصغير
        

  • الزجاج

          الزجاج سائل سميك جامد ولا يسيل كغيره من السوائل، كما أنه ليس مادة صلبة، بالرغم من مظهره، لأن جزيئاته ليست مرتبة بنظام كما في المواد الصلبة، لذا يقال إنه مادة متبلورة. 

نظرة تاريخية

          عرف الفينيقيون الزجاج قبل الميلاد بحوالي 3000 عام مصادفة، عندما حرق بعض البحارة كمية من الرمال ظهرت مادة صلبة لونها أخضر مائل للزرقة كانت هي الزجاج، وفي عهد الأسرة الحديثة، عرف قدماء المصريين الزجاج وكان شفافًا يمرر الضوء، كما صنعوا الأوعية والزجاجات للمرة الأولى في التاريخ، وبحلول القرن الأول قبل الميلاد، ظهر في الكرنك الزجاج المسطح، وكان سميكًا جدًا، ومن مصر عرف الإغريق الزجاج، وكذلك الرومان، وساعدت تجارتهم عبر إمبراطوريتهم الممتدة على تطوير صناعة الزجاج ونشر استخدامه حتى وصل إلى الصين، وكان أمهر صنّاع الزجاج في مدينة الإسكندرية، ومدينتي صور وصيدا، وفي القرنين السابع والثامن الميلاديين، انتشرت صناعة الزجاج من مدينة فينيسيا «البندقية» بإيطاليا إلى كثير من الدول الأوربية، وفي القرن الحادي عشر الميلادي، ظهرت في ألمانيا تقنيات جديدة لصناعة الزجاج المسطح، وفي القرن نفسه، صنعت المرايا للمرة الأولى في دولة الأندلس بإسبانيا.

صناعة الزجاج

          يصنع الزجاج أساسًا من الرمال أو السيليكا، وهي أكسيد السيليكون، ويضاف إليها الصودا والحجر الجيري، وتسخن معًا لدرجة 1300 - 1600 درجة مئوية للحصول على الزجاج، ويضاف بعض المواد الأخرى للحصول على أنواع مختلفة من الزجاج، فمثلاً يضاف حمض البوريك للحصول على الزجاج المقاوم للحرارة، كما يضاف المنجنيز والرصاص الأحمر والزرنيخ وبعض أكاسيد المعادن للحصول على الزجاج الملون، ويشكل الزجاج بطرق عدة مثل النفخ، وهي الطريقة اليدوية القديمة، حيث ينفخ في أنبوبة في نهايتها عجينة الزجاج، وهناك طريقة الكبس لصناعة الأكواب والأواني والزجاجات، وطريقة السحب، حيث يصب الزجاج المنصهر ويسحب بين اسطوانات تبرد بالماء للحصول على ألواح الزجاج.

أنواع مختلفة

          في كل مكان نرتاده - يا أصدقائي - نجد أنواعًا شتى من الزجاج مثل الزجاج العادي المسطح المستخدم في النوافذ والطاولات، والزجاج البصري الذي يدخل في صناعته أكسيد الرصاص وتصنع منه عدسات الأجهزة البصرية مثل المجهر والمقربات ونظارات القراءة، وهو ذو درجة انكسار عالية، وهناك أيضًا الزجاج المعدني والزجاج الحراري والزجاج المعتم، ويستخدم في أوجه المباني، ويبدو من الخارج داكن اللون، أما من الداخل، فيشبه الزجاج العادي، وهناك الزجاج الآمن، ويصنع من الزجاج العادي بعد تكسيره وتسخينه لدرجة 260 درجة مئوية، ثم يكبس ويبرد ويستخدم في السيارات والطاولات والأبواب المنزلقة، ويسمى الزجاج الآمن لأنه عندما يتكسّر يتفتت إلى قطع صغيرة جدًا، ليس لها حواف حادة وهو يختلف عن زجاج الرقائق الآمن الذي يصنع من طبقات من الزجاج بينها رقائق بلاستيكية شفافة عندما ينكسر يتفتت، ولكنه يظل متماسكًا بفعل الرقائق البلاستيكية، ومن أنواع الزجاج أيضًا الزجاج الصواني الحراري والزجاج الحسّاس للضوء والزجاج الفينيسي أو المورانو، وعرف في فينيسيا بإيطاليا في نهاية القرن الثالث عشر، ويتميز بألوانه وشفافيته وتصنع منه الأواني والأطباق والأكواب والثريات يدويًا، وهو من أغلى أنواع الزجاج، وهناك الزجاج المسلح أو المقوى بالأسلاك، أما المرايا فهي تصنع من الزجاج العادي بعد طلي أحد جوانبه بنترات الفضة.

الزجاج المقاوم للطلقات والألياف الزجاجية

          الزجاج المقاوم للطلقات هو نوع من الزجاج لا تنفذ منه الطلقات عندما توجه عليه، وهو لا يعتمد في ذلك على سمكه الذي يتراوح بين 7 و 7.5 سنتيمتر، ولكن يعتمد على طريقة صنعه، فهو صنع من طبقات من اللدائن البلاستيكية الحرارية الشفافة مع طبقات الزجاج العادي، فيجعله ذا مقاومة عالية، فعند اصطدام الطلقة بالزجاج يغير مسار حركة الطلقة ويجعلها تتحرك بشكل أفقي فلا تخترقه، أما الألياف الزجاجية، فهي تشبه السلك، ولكنها ذات سمك رفيع جدًا، وهي تصنع من زجاج شديد النقاء في المركز ثم تحاط بعدد من أنواع الزجاج الأخرى تسمى الغلاف، ويمتص الغلاف أي شعاع ضوئي وينقله إلى المركز، وتستخدم هذه الألياف في مجال الاتصالات التليفونية ذات التقنية الرقمية، كما تستخدم في المناظير الطبية، التي يستكشف بها الأطباء داخل الجسم البشري.

 


 

محسن حافظ