أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

لاتزال الإجازة الصيفية في ذروتها، وهذا الوقت الطويل الذي تستمتعون به، يصلح لأن تمارسوا فيه العديد من الأنشطة المفيدة، من مشاهدة التلفاز، ومطالعة الإنترنت، ومن ممارسة الرياضة، إلى النزهات وغير ذلك من انشطة.

وقد تصحبون في تلك الأنشطة بعض أصدقائكم المقربين، لكن، هناك صديقاً بالغ الأهمية، يصلح لأن تصطحبوه في كل مكان، وخلال أغلب الأوقات التي تقضونها، حتى في خلال السفر، والرحلات، والنزهات، وخصوصا في أوقات فراغكم في البيت، هذا الصديق هو الكتاب.

نعم، الكتاب هو واحد من أفضل الأصدقاء، لأنه يمدنا بالمعرفة، ويجيب عن اسئلتنا، ويفتح لنا ابواباً واسعة من المتعة، التي توفرها القصص، أو الحكايات الخيالية، ويحقق لنا الوصول إلى آفاق بعيدة، سواء كانت بلاداً لم نرها، ولا قدرة لنا على زيارتها، أو الوصول إلى حدود الفضاء الخارجي، أو يعرفنا بشخصيات تاريخية مهمة حققت إنجازات مهمة للبشرية في العلوم أو الطب أو الإبداع أو السينما والمسرح والفنون وغير ذلك من أوجه المعرفة.

وقد يرى البعض أن قراءة المجلات كافية، أو أن مشاهدة التلفاز، أو الاطلاع على شاشة الإنترنت تحقق له في دقائق ما قد يستغرق لمعرفته ساعات عبر القراءة، وهذا صحيح نسبياً، لكن كل تلك الوسائل هي مفاتيح للمعرفة العامة، تعرفنا باسم كاتب شهير، أو بثقافة أحد الشعوب، أو بتفاصيل رحلة إلى الفضاء الخارجي. أما الكتاب فهو يوسع لنا آفاق تلك العوالم، ويعمقها، ويشرح لنا تفاصيلها، ويتحرك بنا بين الماضي والمستقبل.

بمعنى آخر، فإن علينا أن نستفيد مما نشاهده ونسمعه، ونلتقط التفاصيل، ثم نعود لنبحث عنها في الكتب، لأنها ستوفر لنا الكثير مما لم نكن نعرف عنه، وتشرح لنا التفاصيل وتجيب على أسئلتنا، وبالتالي تتعمّق معرفتنا بالأشياء، ونفهم أكثر، ونعتاد على فكرة البحث والتدقيق، التي يجب أن تكون طريقة في التفكير لكل شخص يحب أن يطوّر من نفسه، وأن يصبح مؤثراً في نهضة مجتمعه، ولو تابعتم قصص أهم الشخصيات في العالم لتبين لكم أن نبوغهم كانت له شواهد كثيرة في طفولتهم، وقد لا يكون الكتاب سبباً لهذا النبوغ دائماً، لكنه غالباً ما كان صديقاً لكل رموز التاريخ، فلا تفقدوا صحبته.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف