عَشْرُ سَنَوَاتٍ مِنْ الانْتِصَارَاتِ العِلْمِيَّةِ في المَجْمُوعَةِ الشَمْسِيَّةِ.. (هدية العدد)

عَشْرُ سَنَوَاتٍ مِنْ الانْتِصَارَاتِ العِلْمِيَّةِ في المَجْمُوعَةِ الشَمْسِيَّةِ.. (هدية العدد)

مُــقَـــدِّمَـــةٌ

حَقَّقَ الإِنْسَانُ، في السَنَواتِ العَشْرِ الأَخِيرَةِ، بَيْنَ عَامَيِّ 1998 و2008، انْتِصَاراتٍ مهمَّةً في اسْتِكْشافِ المَجْمُوعَةِ الشَمْسِيَّةِ: أَنْجَزَ أَوَّلَ هُبُوطٍ على كُوَيْكِبٍ سَيَّارٍ، ووَضَعَ أَوَّلَ مُخَطَّطٍ كَبيرٍ لِلْشَمْسِ، وتَسَلَّقَ هَضَبَةً على المَرِّيخِ لأَوَّلِ مَرَّةٍ. كانَ ذَلِكَ بَفْضْلِ الكَفَاءَاتِ المُذْهِلَةِ الّتي تَمَتَّعَتْ بِها المَسَاِبيرُ والمَقَارِيبُ، الّتي غَيَّرَتْ طَرِيقَةَ رُؤْيَتِنَا لِمَجْمُوَعَتِنا الشَمْسِيَّةِ.

كَوْكَبُ المُشْتَري

اكْتَشَفَ َالمِسْبارُ الأَمْرِيكِيُّ «غَالِيلْيُو»، في مايو (أيار) 1998، بَعْدَ أَكْثَر مِنْ سَنَتَيْن أَمْضَاهما في المَدَارِ حَوْلَ كَوْكَبِ «المُشْتري»، أَضْخَمِ كَواكِبِ المَجْمُوعَةِ الشمْسِيّةِ، الذي تُعد أَقْمَارَهُ اُلأرْبَعَةَ، «إِيُو»، و«يُورُوبَا»، و«كَالِيسْتُو»، و«كَانِيمِيدْ» مُدْهِشَةُ التَعْقِيدِ. كَشَفَ أَيْضَاً أَنَّ القَمَرَ «يُورُوبَا» مُغَطَّى بِطَبَقَاتٍ مِن الجَلِيدِ النَقِيِّ، ذي ِلَوْنٍ أَزْرَق وأَشْكَالٍ مُتَعَرِّجَةٍ بُرْتُقَالِيَّةِ الْلَوْنِ. يَقُولُ العُلَمَاءُ: رُبَّمَا كانَ يُوْجَدُ مُحِيطٌ واسِعٌ مِنَ المَاءِ المَالِحِ تَحْتَ هذا الجَلِيدِ. لِهَذا السَبَبِ، ما زَالوا يَأْمَلُونَ أَنْ يَجِدُوا مَظَاهِرَ حَيَاةٍ خَارِجَ كَوْكَبِ الأَرْضِ.

ولَكِنْ، رَغْم هذهِ النَجَاحَاتِ التي أحرزها «غَالِيلْيُو»، الذي أُطْلِقَ إلى الفَضَاءِ بِواسِطَةِ مَكُّوكٍ فَضَائِيٍّ منذ 18 أكتوبر (تِشْرِين الأوَّل) 1989، قرَّرَ عُلماءُ وَكالةِ الفَضَاءِ الأَمْرِيكِيَّةِ تَدْمِيرَهُ في الفَضَاءِ. لماذا؟ لأَنَّهُم كانوا يَخْشُونَ أَنْ يَسْقُطَ أخيراً على سَطْحِ «يُورُوبَا» فَيُلَوِّثهُ بِجَرَاثِيمَ وفِيرُوسَاتٍ يُمْكِنُ أَنْ يكونَ قَدْ حَمَلَها منْ الأَرْضِ. ويَرَى عُلماءُ الأَحْياءِ أنّ هذا القَمَرَ قَدْ يَحْوي شَكْلاً منْ أَشْكَالِ الحَيَاةِ.

كَوْكَبُ المَرِّيخ

أَظْهَرَتْ الصُورَةُ، المَأْلوفةُ والغَرِيبَةُ في الوَقْتِ نَفْسِهِ، التي التَقَطَها المِسْبَارُ الأمْرِيكِيُّ «مَارْسْ غْلُوبَال سُورْفيُور»، في سبتمبر (أَيْلُول) من العَامِ 1999، وُجودَ قَنَاةٍ على جَوَانِبِ فُوَّهَةٍ على سَطْحِ كَوْكَبِ المَرِّيخِ. أَرْسَلَ المِسْبَارُ عَشَراتِ الصُوَرِ التي تَكْشِفُ عنْ وُجُودِ قَنَواتٍ تُشْبِهُ مَجَارِيَ سُيُولٍ جَافَّةٍ، كَتِلْكَ المَوْجُودَةِ في أَوْدِيَةِ الصَحْراءِ الكُبْرَى. يَعْرِفُ العِلْمُ اليَوْمَ أَنَّ جَوَّ المَرِّيخِ كانَ أَكْثَرَ اعْتِدَالاً في المَاضِي، وأَنَّهُ وُجِدَتْ على سَطْحِهِ كَمِّيَّاتٌ كَبيرَةٌ منْ المِياهِ في السَاِبِق، أَيْ مُنْذُ آلافِ السَنَواتِ. لَكِنَّ الآثارَ المَوْجُودَةَ في الصُورَةِ الجَديدةِ تَبْدو حَديثةً: عُمْرُها 10000 سَنَةِ كَأَبْعَدِ حَدٍّ، حَسْبَ رَأْيِ عُلَمَاءِ الكَوَاكِبِ. لِذلكَ، يَتَسَاءَلُونَ: هَلْ سالَ الماءُ حَديثاً على سَطْحِ المَرِّيخِ؟ نَعَمْ، يُجِيبُونَ. ويُضِيفُونَ قائِلِِينَ: يُمْكِنُ أَنْ يَنْبَجِسَ (يظهر) الماءُ منْ تحْتِ السَطْحِ، بَيْنَ وَقْتٍ وآخَرَ، ثُمَّ يَتَطَايَرُ في الهَوَاءِ الجَافِّ والبَارِدِ جِدّاً. مَعَ ذلِكَ، لَمْ تَتَأَكَّدْ هذهِ الأَقْوالُ حَتّى الآنَ.

دَخَلَ الأُورُبِيُّون المُنَافَسَةَ العِلْمِيَّةَ الفَضَاِئّيَة، وأَرْسَلوا مِسْبَاراً إلى كَوْكَبِ المَرِّيْخِ في يناير (كانون الثاني) عام 2004، وحقَّقوا نَجَاحاً في اسْتِكْشَافِ الفَضَاءِ، مِثْلِ الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ ورُوسْيا. اسْتَمَرَّتْ رِحْلَةُ مِسْبَارِهِم، المُسَمَّى «مَارْسْ إِكْسِبْرِس»، سِتَّةَ أَشْهُرٍ بيْنَ الكَوَاكِبِ. بدأَ بالدَوَرَانِ حَوْلَ المَرِّيْخِ، المُسَمَّى أيضاً «الكَوْكَب الأحْمَر»، وأَخَذَ يُصَوِّرُهُ، ويَفْحَصُ جَوَّهُ وتُرْبَتَهُ السُفْلِيَّةَ بِواسِطَةِ أَجْهِزَةٍ مُخْتَلِفَةٍٍ. وفي 23 يناير (كانُون الثاني) مِن العَام نَفْسِه، قالتْ وَكَالَةُ الفَضَاءِ الأُورُبِيّة إِنَّ «مَارْسْ إِكْسِبْرِس» دَرَسَ جَلِيدَ القُطْبِ الجَنُوبيِّ من المَرِّيْخِ، واتَّضَحَ أنَّهُ عِبارَةٌ عن ماءٍ مُتَجَمِّدٍ، بِثَخَاَنَة 3700 مِتْر تحْت السَطْحِ.

زارَتْ المَرِّيخَ مسَابيرُ كثيرةٌ، لكن العلماءَ أرادوا أنْ يَتَعَرّفوا إلى تَكْوينِ إحدى هِضَابِهِ. وهَكَذا، أَعْلََنْت وَكَالَةُ الفَضَاءِ الأَمْرِيكِيَّةُ، في 23 أغسطس (آب) عام 2005، أَنَّ عَرَبَتَهاَ الآلِيَّةَ المُتَجَوِّلَةَ «سْبِيرِيتْ» نَجَحَتْ في تَسَلُّقِ الهَضَبَةِ المَرِّيِخِيَّةِِ، المُسَمّاةِ «كُولُومْبيَا»، الّتي يَبْلُغُ ارْتَِفاعُها 82 مِتْراً. التَقَطَتْ العَرَبَةُ آلافَ الصُوَرِ لِلْهَضَبَةِ في أَثْنَاءِ صُعُودِهَا، وحَلَّلَتْ أَجْهِزَتُهَا طَبَقَاتِها الجِيُولُوجِيَّةَ. وكانَتْ «سْبِيرِيتْ»، الَّتِي تَسِيرُ على أَرْبَعِ عَجَلاتٍ، ووَزْنُهَا 180 كِيلوغْراماً، قَدْ صَوَّرَتْ أَمَاكِنَ أُخْرَى على سَطْحِ المَرِّيخِ.

كَوْكَبُ زُحَل

كانَ العالَمُ أيْضاً على مَوْعِدٍ معَ انْتِصًارٍ عِلْمِيٍّ بارِزٍ في أكتوبر (تِشْرين الأوَّل) 1997: حَمَلَ المِسْبَارُ الأمْرِيكِيُّّ «كاسِّينِي» العَرَبَةَ الأورُبيّةَ «هِيجِنْزْ» لوَضْعِها على سطْح «تِيتَان»، أَحَدِ أَقْمَاِر كَوْكَبِ زُحَل. تَغَلَّبَ «كاسِّينِي» على العَقَبَاتِ كُلِّها، أَيْ على الحَلَقَاتِ والكُتَلِ الجَلِيدِيَّةِ المُحِيطَةِ بكَوْكَبِ زُحَل. وتُوِّجَتْ المُهِمَّةُ بنَجَاحٍ باهِرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بسَبْعِ سَنَواتٍ، في يونيو (حُزيْران) عام 2004، حِينَ أرْسَلَ المِسْبَارُ كَمِّيَّةً منْ المَعْلُومَاتِ حَوْلَ الكَوْكَبِ، وجَوِّهِ وأَقَمِارِهِ الجَلِيدِيَّةِ.

ماذا اكتشف أيضاً؟ عِندمَا حَلَّقَ المِسْبَارُ الأَمْرِيكِيُّ «كَاسِّينِي» فَوْقَ «إِنْسِلادُسْ»، أَحَدِ أَقْمَارِ كَوْكَبِ زُحَل، اكْتَشَفَ بَرَاكينَ جَلِيدِيَّةً على سَطْحِهِ. وهَذِهِ ظَاهِرَةٌ جَدِيدَةٌ لَمْ يَرْصدْها العُلَمَاءُ مِنْ قَبْلُ في المَجْمُوَعِة الشَمْسِيَّةِ. تَتَشَكَّلُ بَرَاكِينُ الجَلِيدِ عادَةً على سُطُوحِ أَجْسَامٍ فَضَائِيَّةٍ مُنْخَفِضَةِ الحَرَارَةِ. إِلاّ أَنَّهَا تَقْذفُ حُمَمَاً بارِدَةً، مِثْلَ المَاءِ والنُشَادِرِ، بَدَلاً مِن الحُمَمِ الحَارَّةِ التي تَقْذفُها بَرَاكينُ الأرْضِ. تَتَحَوَّلُ هَذِهِ الحُمَمُ بَعْدَ ذَلِكَ إلى الحَالَةِ الصُلْبَةِ، بِسَبَبِ دَرَجَاتِ الحَرَارَةِ المُنْخَفِضَةِ جِدَّاً. وكانَ المِسْبَارُ قَدْ لاحَظَ، في وَقْتٍ سَابِقٍ، بالقُرْبَ من القُطْبِ الجَنُوبِيِّ للقَمَرِ «إِنْسِلادُسْ»، شُقُوقاً طَوِيلَةً على شَكْلِ خُطُوطٍ مَرْسُومَةٍ على سَطْحِهِ الجَلِيدِيِّ. أَطْلَقَ العُلَمَاءُ عليها اسْمَ «خُطُوط النِمْر». هَذِهِ الشُقُوقُ أَعْلى حَرَارَةً بـ 15 دَرَجَةً تَقْرِيبَاً مِن المَنَاطِقِ المُحِيطَةِ بِها، التي تَصِلُ حَرَارَتُها إلى 170 دَرَجَةً تَحْتَ الصِفْرِ. ولَكِنْ، عِندما اقْتَرَبَ المِسْبَارُ مِنها كثيراً، اكْتَشَفَ أَنَّها فَوَّارَاتٌ ضَخْمَةٌ مِن الجَلِيدِ وبُخَارِ الماءِ! تَسْتَطِيعُ هذهِ الفَوَّارَاتُ الجَلِيدِيَّةُ، البَرَاكِينُ البَارِدَةُ، أَنْ تَدْفَعَ هذا البُخَارَ الجَلِيدِيَّ على ارْتِفَاعِ مِئَاتِ الكِيلُومِتْراتِ. لَكِنَّ العُلَماءَ لَمْ يَعْرِفُوا بَعْدُ مِن أَيْنَ تَتَغَذَّى هذهِ الفَوَّارَاتُ بالبُخارِ الجَلِيدِيِّ. هَلْ هي بُحَيْراتٌ مُخْتَفِيَةٌ في باطِنِ هذا القَمَرِ؟ إذا كانَ الأمْرُ كَذَلِكَ، فَإِنَّ «إِنْسِلادُسْ» مُرَشَّحٌ هو أيضاً لِوُجُودِ حَياةٍ على سَطْحِهِ، مِثْل «يُورُوبَا»، قَمَرِ المُشْتَرِي. بذلِكَ، يَزْدَادُ العُلَمَاءُ أَمَلاً بِأَنْ يَجِدُوا آثارَ حَيَاةٍ خَارِجَ كَوْكَبِ الأَرْضِ.

يُعْتَبَرُ «كَاسِّينِي» أَحَدَ أَغْزَرِ المَسَابِيرِ إِعْطاءً لِلْمَعْلُوماتِ في تارِيخِ غَزْوِ الفَضَاءِ. اكْتَشَفَ في 22 يوليو (تَمُّوز) 2007 بِحَاراً منْ السَوَائِلِ على سَطْحِ القَمَرِ «تِيتَان». وهذا هو أَوَّلُ اكْتِشَافٍ منْ نَوْعِهِ. لَكِنَّ هذهِ البِحَارَ لا تَحْوي ماءً، بَلْ غَازاتٍ تَصِلُ حَرَارَتُها إلى 180 دَرَجَةٍ تَحْتَ الصِفْرِ: المِيثَان، والإِيثَان، والآزُوت. اكْتَشَفَ «كاسِّينِي» أَيْضاً مِسَاحاتٍ شاسِعَةً منْ الكُثْبانِ الرَمْلِيَّةِ فيه.

كَوْكَبُ عُطَارِد

عُطَارِد كَوْكَبٌ صَغيرٌ، وهو أَقْرَبُ الكَواكِبِ إلى الشَمْسِ، ولَكِن لَمْ يزُرْهُ من قَبْلُ سِوَى مِسْبَارٍٍ واحِدٍ هو «مَارِينَرْ 10»، عام 1974. وفي 14 يناير (كانُون الثاني) 2008، حَلَّقَ المِسْبَارُ الأَمْرِيكِيُّ «مِسِنْجَرْ» فَوْقَ عُطَارِدٍ، والْتَقَطَ صُوَراً دَقِيقَةً جِدّاً لِسَطْحِهِ. وسَيَعُودُ المِسْبَارُ لِلْدَوَرَانِ حَوْلَهُ في مارس (آذار) عامَ 2011، لِيُصَوِّرَهُ بِالكَامِلِ، قَبْلَ أَنْ يَعُودَ إلى الأَرْضِ في عامِ 2012.

الشَمْسُ

لم تَكُن الشمسُ بَعيدةً يَوْماً عن اهْتِمامِ العُلماء، فقد حقَّقَ مقرابُهم الأَرْضِيُّ المُسَمّى «سْبِيْس سُولارْ تِلِسْكُوبْ»، في يوليو (تموز) 2002، إِنْجَازاً عِلْمِيَّاً مهمَّاً: جَعَلَنا نَرَى الشَمْسَ قرِيبةً جِدّاً مِنَّا، رَغْمَ حَرَارتِها العَالِيةِ. كَشَفَ هذا المِقْرابُ تَفَاصِيلَ بحجْم 100 كِيلُومِتْر على سَطْحِ الشَمْسِ. كانَ ذلِكَ بِفَضْلِ أَدَواتِهِ البَصَرِيّة الدَقِيقَةِ لِلْغَايَةِ، وكامِيرَاتِهِ فائِقَةِ السُرعَةِ. بَدا فيها هذا السَطْحُ مُغَطَّى بِخَلايا تَنْقُلُ الطاقَةَ منْ قَلْبِ الشَمْسِ، أَيْ منْ نَوَاتِها. تَبْلُغُ حَرَارةُ هذهِ الخَلايا 5500 دَرَجَةً مِئَوِيّة. أَمَّا البُقَعُ الغامِقَةُ المَوْجُودَةُ على السَطْحِ، التي تَصِلُ حَرَارَتُها إلى 4000 دَرَجَةً مِئَوِيّة، فَهِيَ مَنَاطِقُ نَشَاطٍ مَغْنَاطِيسِيٍّ شَدِيدٍ.

ونَظَراً لِتَأْثيرِها الكَبيرِ على نَشاطاتِ الإِنْسانِ كُلِّها، خَصّصَ عُلماءُ الفَلَكِ الأمريكيون لدراسَتِها مِسْبَاراً آخرَ اسْمُهُ «جِنِيزِيسْ»، الذي عادَ إلى الأَرْضِ في سبتمبر (أيلول) 2004، بعد أن أَمْضَى رِحْلَةً في الفَضَاءِ اسْتَمَرَّتْ ثَلاثَ سَنَوَاتٍ، تَحْتَ نِيرَانِ الشَمْسِ. كانَ يَجِبُ أَنْ يَهْبِطَ بالمِظَلَّةِ على الأَرْضِ، لَكِنَّ المِظَلَّةَ لَمْ تَنْفَتِحْ فاصْطَدَمَ المِسْبَارُ بالأرْضِ في صَحْرَاءِ «يُوتَاه» الأمْرِيكِيَّةِ، دُونَ أَنْ يَتَحَطَّمَ. وتَمَكَّنَ العُلمَاءُ بِذَلِكَ مِنَ البَدْءِ بِدِرَاسَةِ المَعْلُومَاتِ المُتَعَلِّقَةِ بالشَمْسِ، التي جَاءَ بِها المِسْبَارُ مِنَ الفَضَاءِ.

من جانِبِهِ، رَصَدَ المِقْرَابُ الفَضَائِيُّ الأَمْرِيكِيُّ الأُورُبِّيُّ، المُسَمَّى «سُوهُو»، الشَمْسَ طَوَالَ عَشْرِ سَنَواتٍ. واسْتَطَاعَ أَنْ يُسَجِّلَ نَبْضَاتِها، التي هي نَوْعٌ منْ المَوْجَاتِ الصَادِرَةِ عنْ قَلْبِ الشَمْسِ، أيْ عنْ نَوَاتِها. اكْتَشَفَ العُلَماءُ الأُورُبِّيون بذلكَ أَنَّ هذهِ النَوَاةِ، التي تَحْدُثُ فيها التَفَاعُلاتُ النَوَوِيَّةُ، تَدُوُر أَسْرَعَ منْ بَقِيَّةِ النَجْمِ (الشَمْسِ). يَدُورُ المِقْرَابُ «سُوهُو» الآنَ حَوْلَ الشَمْسِ، على بُعْدِ 5ر1 مَلْيُون كِيلُومِتْرٍ منْ الأَرْضِ. يَرْصدُها بصورة مستمرة على مدار الساعة، بِواسِطَةِ أَجْهِزَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، يُمْكِنُها أَنْ تَفْحَصَ تَفَاصيلَ سَطْحِها، وغِلافَها الضَوْئِيَّ، وجَوَّها الضَخْمَ، وإِكْلِيلَها.

الكُوَيْكِباتُ السَيَّارَةُ

جاءَ بعْدَ ذلك دَوْرُ اسْتِكشافِ أحَدِ الكُوَيْكِباتِ السَيّارة. وهكذا، في فبراير (شُباط) عام 2001، دارَ المِسْبَارُ الأَمْرِيكِيُّ «نِيرْ»، طَوَالَ سَنَةٍ، حَوْلَ الكُوَيْكِب السَيَّارِ المُسَمَّى «إِرُوسْ». هذا الأخِيرُ هو جِسْمٌ سَمَاوِيٌّ ضَخْمٌ، يَصِلُ طُولُهُ إلى 33 كِيلُومِتْراً وعَرْضُهُ إلى 13 كِيلُومِتْراً. بَعْدَ ذَلِكَ، هَبَطَ المِسْبَارُ الأَمْرِيكِيُّ على سَطْحِهِ. كانَ عَمَلاً عَظِيماً، لأَنَّ هذا «الهُبُوطَ» لَمْ يَكُنْ مُتوقَّعاً في البِدَايَةِ، عِنْدَما أُطْلِقَ المِسْبَارُ في 17 فبراير (شُبَاط) عام 1996. تَمَّ في هذهِ المُهِمَّةِ وَضْعُ خَرِيطَةٍ كامِلَةٍ وواضِحَةٍ جِدّاً لهذهِ الأَجْسَامِ. جَرَى أَيْضاً تَحْلِيلُها كِيمْيَائِيَّاً، لأوَّلِ مَرَّةٍ في التَارِيخِ.

تَحَمَّسَ اليابانِيّونَ، هم أيضاً، لاسْتِكْشافِ الفَضَاءِ. في 9 مايو (أَيَّار) 2003، أَطْلَقَتْ وَكَالَةُ الفَضَاءِ اليَابانِيَّةُ مِسْبَارَاً فَضَائِيَّاً اسْمُهُ «هَايَابُوزَا». دَارَ المِسْبَارُ حَوْلَ الكُوَيْكِبِ السَيَّارِ الغَرِيبِ المُسَمَّى «إِيتُوكَاوَا»، البَالِغُ طُولُهُ 500 مِتْر فَقَطْ. وقَامَ بِتَصْويرِ سَطْحِهِ طَوَالَ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ. بَيَّنَتْ الصُوَرُ أَنَّ هَذا السَطْحَ مُغَطَّى بِصُخُورٍ ضَخْمَةٍ وغُبَارٍ. بَدَا «إِيتُوكَاوَا» خَالِياً مِنْ الفُوَّهَاتِ، على عَكْسِ الكَوَاكِبِ السَيَّارَةِ الأُخْرَى المَعْرُوَفِة. بَعْدَ هَذِهِ الاكْتِشَافَاتِ النَاجِحَةِ، سَعَى المِسْبَارُ اليَابَانِيُّ لأَنْ يُحَقِّقَ عَمَلاً باهِراً آخَرَ: حَاوَلَ في 25 نوفمبر (تِشْرين الثَاني) 2005 أَنْ يَهْبِطَ على سَطْحِ «إِيتُوكَاوَا» لأَخْذِ بَعْضِ العَيِّنَاتِ مِنْهُ. لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ الهُبُوطِ، غَيْرَ أَنَّهُ أَفْلَحَ في مُلامَسَةِ أَرْضِ هذا الكُوَيْكِبِ السَيَّارِ، قَبْلَ أَنْ يُغَادِرَهُ. سَيَعُودُ «هَايَابُوزَا» إلى الأَرْضِ في هذا الشهر يوليو (تَمُّوز) 2010.

المُذَنَّبَاتُ

التَفَتَ العلماءُ أيْضاً لدِراسَةِ المُذَنَّبَاتِ، فأَرْسَلتْ وَكالَةُ الفَضَاءِ الأَمْرِيكِيَّةُ، المُسَمَّاةُ «نَاسَا»، في 24 أكتوبر (تِشْرين الأَوَّل) 1998، المِِسْبَارَ «دِيْبْ سْبِيسْ 1» كي يلتقط صُوراً واضِحَةً جِدّاً للمـُذَنَّبِ المُسـَمَّى «بُورِيلِّي»، البالِغُ طُولُهُ 8 كيلومترات وعَرْضُهُ 4 كيلومترات. أظْهَرَتْ الصُوَرُ أنّ سَطْحَهُ مُضْطَرِبٌ، ومُغَطّى بِبُقَعٍ فاتِحَةِ الْلَوْنِ وأُخْرَى داكنة، وظَهَرَتْ فيه تَغَضُّنَاتٌ ومُرْتَفَعاتٌ. كانَ المِسْبارُ قَدْ اسْتَغْرَقَ ثَلاثَ سَنَواتٍ كَيْ يَصِلَ إلى «بُورِيلِّي»، الذي لَمْ تَظْهَرْ على سَطْحِهِ فُوَّهاتٌ كَثيرةٌ. ويَعْني ذلكَ أَنَّهُ حَديثُ التَكَوُّن، وناشِطٌ. كَشَفَتْ الصُورُ أَيْضاً عنْ وُجُودِ مَنَاطِقَ سَاطِعةٍ على سَطْحِهِ. لَيْسَتْ هذهِ المَناطِقُ سِوَى جَلِيدٍ فيهِ «يَنَابيعُ غازاتٍ حَارَّةٍ» حَقِيقِيَّةٌ، تَنْطَلِقُ مِنها دُفْقَاتٌ منْ الغازِ والغُبارِ في الفَضَاءِ.

لمْ يَكْتَفِ العُلماءُ بالتِقَاطِ الصُوَرِ للمُذَنّبَاتِ، بَلْ أرادوا أنْ يعرِفُوا تَرْكيبَها أيضاً. لِهذا، أَرْسَلَتْ وَكَالَةُ الفَضَاءِ الأَمْرِيكِيَُّة المِسْبَارَ المُسَمّى «دِيبْ إِمْبَاكْتْ»، عام 2005، مِنْ أَجْلِ أَنْ «يَنْقُرَ» مُذَنَّباً اسْمُهُ «تِمْبِلْ 1». الهَدَفُ: إِحْدَاثُ حُفْرَةٍ فِيهِ، لِدِرَاسَةِ غَازَاتِهِ ومَعْرِفَةِ تَرْكِيبِهِ بِشَكْلٍ أَفْضَلٍ، وتَغْيِيرُ اتِّجَاهِهِ إِذا مَا حَاَوَل، هُوَ، أَوْ أَيُّ مُذَنَّبٍ مُمَاثِلٍ لَهُ، السُقُوطَ عَلى الأَرْضِ. أَنْجَزَ المِسْبَارُ المُهِمَّةَ في 4 يوليو (تَمُّوز) 2005: أَطْلَقَ عَلى المُذَنَّبِ أداةً بِوَزْنِ 350 كِيلوغْراماً، بِسُرْعَةِ 10 كِيلومِتْراتٍ في السَاعَةِ. أَحْدَثَتْ الأَدَاةُ حُفرَةً عَلى سَطْحِهِ بِعـَرْضِ 30 مِتْراً، فَخَرَجَتْ مِنْها آلافُ الأَطْنانِ مِنْ الغُبَارِ والجَلِيدِ نَحْوَ الفَضَاءِ. والتَقَطَ المِسْبَارُ صُوَراً لِهَذا المَشْهَدِ. كَشَفَتْ الصُوَرُ حَقِيقَةَ بُنْيَةِ «تِمْبِلْ 1» الداخِلِيَّةِ: إِنَّهُ عِبَارَةٌ عَنْ كُتْلَةٍ صَخْرِيَّةٍ هَشَّّةٍ، مَؤَلَّفَةٍ مِنْ غُبَارٍ وبَلُّورَاتٍ جَلِيدِيَّةٍ، غَنِيَّةٍ بِالمُرَكَّبَاتِ العُضْوِيَّةِ.

لمْ تَكُنْ البِعْثَةُ الفَضَائِيةُ الأُخْرى التي أطْلَقَها الأَمْرِيكِيّون لدِراسَةِ المُذَنَّبَاتِ، في 7 فبراير (شُباط) 1999 ، إلا حُلْماً عِلْمِياً. انْطَلَقَ مِسْبَارُهم الجَديدُ، المُسَمّى «سْتَارْدَسْتْ»، منْ الأَرْضِ في ذلك اليوم وتَمَكَّنَ في يناير (كانُون الثاني) 2004 من الالْتِقَاءِ بالمُذَنَّبِ «وَايْلدْ 2». وبَعْدَ رِحْلَةٍ قَطَعَ خِلالَها أَكْثَرَ من 3 مِلْياراتِ كِيلُومِتْرٍ، الْتَقَطَ «سْتَارْدَسْتْ» صُوَراً مُدْهِشَةً لهذا الجِسْمِ الفَضَائِيِّ، البَالِغُ قُطْرُهُ 5 كِيلُومِتْرات. نَجَحَ أَيْضَاً، خِلالَ مُرُورِهِ في ذَيْلِ المُذَنَّبِ، على بُعْدِ 240 كِيلُومِتْراً من نَوَاتِهِ، في جَمْعِ جُسَيْمَاتٍ منْ الغُبَارِ والغازِ. أَرْسَلَ «سْتَارْدَسْتْ» جُسَيْمَاتِ المُذَنَّبِ هذه إلى الأَرْضِ خِلالَ مُرُورِهِ قُرْبَها في 15 يناير (كانُون الثاني) 2006. أَلْقَى المِسْبَارُ هذه العَيِّنَاتِ الثَمِينَةَ في صَحْراءِ «يُوتَاه» الأَمْرِيكِيَّةِ، بِحَالَةٍ سَلِيمَةٍ. كانتْ مَحْمِيَّةً دَاخِلَ مَرْكَبَةٍ صَغِيرَةٍ، مُزَوَّدَةٍ بِمِظَلَّةٍ. سَيُحَلِّلُ العُلَمَاءُ هذهِ العَيِّنَاتِ في عِدَّةِ مُخْتَبَراٍت عَالَمِيَّةٍ قَرِيباً. وسَيَحْصَلُ العِلْمُ من خِلالِها على مَعْلُوماتٍ كَثِيرةٍ وقَيِّمَةٍ حَوْلَ المُذَنَّبَاتِ. سَيَقُومُ المِسْبَارُ «سْتَارْدَسْتْ»، المَوْجُودُ حتّى الآن في الفَضَاءِ، بِرَصْدِ المُذَنَّبِ «تِمْبِلْ 1»، الذي أَحْدَثَ فيهِ المِسْبَارُ «دِيْبْ إِمْبَاكْتْ» حُفْرةً عام 2005. سَتَكونُ عَيِّناتُ هذهِ الحُفْرَةُ غَنِيَّةً بِمَعْلُومَاتٍ جَدِيدَةٍ.

الكَوَاكِبُ القَزَمَةُ

عِندَما اكْتَشَفَ عُلماءُ الفَلَكِ الكَوْكَبَ القَزَمَ «إريس»، في يناير (كانون الثاني) عام 2005، لمْ يَعُدْ «بلوتو» مُعْتَرَفاً بهِ على أنهُ كَوْكَبٌ. كان «إريس»، الذي اكْتَشَفَهُ عُلماءُ الفَلَكِ الأمْرِيكِيّون، أكْبَرَ مِنْ كَوْكَبِ «بْلُوتُو». هَلْ هُو الكَوْكَبُ العَاشِرُ في مَجْمُوعَتِنا الشَمْسِيّة؟ لا، لأنَّ «الاتِّحادَ الفَلَكِيَّ الدَوْلِيَّ» رَفَضَ أَنْ يُسَمِّيهِ كَوْكَبَاً. «إِرِيسْ» كَوْكَبٌ قَزَمٌ، أََيْ صَغِير الحَجْمِ، مِثْلُ «بْلُوتُو». لِهَذَا، حُذِفَ اسْمُ «بْلُوتُو» مِنْ قَائِمَةِ كَوَاكِبِ مَجْمُوَعِتَنا الشَمْسِيّةِ، فَلَمْ تَعُدْ تَضَمُّ اليَوْمَ سِوَى 8 كَوَاكِبَ، بَدَلاً من 9.

ماءٌ في الفَضَاءِ؟

هلْ يُوْجَدُ ماءٌ خارِجَ كَوْكَبِ الأرْضِ؟ يَسْعى العُلَماءُ لِمَعْرِفَةِ ذَلكَ. في 25 مايو (أَيَّار) 2008، لأَوَّلِ مَرَّةٍ في التَارِيخِ، «لامَسَ» مِسْبارٌ فَضَائِيٌّ ماءً خَارِجَ الأَرْضِ، على شَكْلِ جَلِيدٍ. وفي 15 يونيو (حَزِيرَان) من العامِ نَفْسِهِ، مَدَّ المِسْبَارُ «فُوِينِكْسْ» ذِرَاعَهُ الآلِيَّةَ، والْتَقَطَ عَيِّنَةً منْ الجَلِيدِ، قًُرْبَ القُطْبِ الشَمَاليِّ للمَرِّيخِ، لإِحْضَارِها إلى كَوْكَبِ الأَرْضِ. للأَسَفِ، سُرْعانَ ما يَتَحَوَّلُ الجَلِيدُ إلى غَازٍ، قَبْلَ أَنْ تَتَمَكَّنَ الأَجْهِزَةُ منْ تَحْلِيلِهِ. وفي 2 نوفمبر (تِشْرين الثاني) منْ العامِ نَفْسِهِ، تَعَطَّلَ «فُوِينِكْسْ» بِسَبَبِ الشِتاءِ المَرِّيخيِّ الرَهِيبِ، الذي تَصِلُ حَرَارَتُهُ في أَثْنَاءِ الليْلِ إلى 125 دَرَجَةٍ تَحْتَ الصِفْرِ. وتَوَقَّفَ المِسْبَارُ بَعْدَ ذلكَ عنْ بَثِّ المَعْلوماتِ نِهَائِيّاً.

رِحْلَةٌ أُسْطُورِيَّةٌ

حِكايَةُ المِسْبَارِ الأمْرِيكِيِّ «فْوَيَّاجَرْ 1» شَبِيهَةٌ بِالأُسْطُوَرِة. اسْتَمَرَّتْ رِحْلَتُهُ عَشَرَاتِ السَنَوَاتِ، قَطَعَ خِلالَها مِلْيَاراتِ الكِيلُومِتْراتِ في الفَضَاِء. وفي ذَلِكَ اليَوْمِ، 16 ديسمبر (كانُون الأوَّل) 2004، اجْتَازَ المِسْبَارُ الحُدُودَ غَيْرَ المَرْئِيَّةِ لمَجْمُوعَتِنَا الشَمْسٍيَّةِ، ما وَرَاءَ الكَوْكَبِ الأخِيرِ، حَيْثُ لا تَعُودُ تُوْجَدُ أَيَّةُ حَرارَةٍ شَمْسِيَّةٍ. وانْتَقَلَ المِسْبَارُ بِذَلِكَ إلى الفَضَاءِ بَيْنَ النُجُومِ. ولَكِنْ، كَيْ يَصِلَ إلى هُنا، كانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ مَسَاَفَة 14 مِلْيار كِيلُومِتْر في المَجْمُوعَةِ الشَمْسٍيَّةِ، وأن يُسَافِرَ في الفَضَاءِ طَوَالَ سَبْعَةٍ وعِشْرينَ عاماً! قَدَّمَ «فْوَيَّاجَرْ 1» وشَقِيقُهُ «فْوَيَّاجَرْ 2»، الأَبْطَأُ مِنْهُ قَلِيلاً، مَعْلُومَاتٍ جَدِيدَةً جِداً حَوْلَ المَجْمُوعَةِ الشَمْسِيَّةِ. زَارا كَوَاكِبَ «المُشْتَرِي»، و«زُحَل» و«أُوَرُانوس» و«نِبْتُون»، قَبْلَ أَنْ يَبْتعِدا عَنْها نِهَائِيّاً. وعِنْدَ بِدَايَةِ عامِ 2009، كانَ «فْوَيَّاجَرْ 1» على بُعْدِ أَكْثَرَ مِنْ 16 مِلْيَار كِيلُومِتْرٍ عَنْ الأَرْضِ.

والآنَ، أينَ تَجْري أحد آخِرِ الاستِكْشافاتِ؟ في الواقع، أَمْضَتْ العَرَبَةُ الآلِيَّةُ الأَمْرِيكِيَّةُ المُتَحَرِّكَةُ، المُسَمّاةُ «أُوبُورْتُنِتِي» سَنَةً كامِلَةً أَخيراً في دِرَاسَةِ الفُوَّهَةِ المَرِّيِخَّيِة المُسَمَّاةِ «فِكْتُورْيَا». خَرَجَتْ العَرَبَةُ منها بَعْدَ ذلكَ، بِقُوَّةِ الطَاقَةِ التي تَسْتَمِدُّها منْ أَلْواحِها الشَمْسِيَّةِ، وقَطَعَتْ 14 كِيلُومِتْراً لِدِراسَةِ مَناطِقَ أُخْرَى من المَرِّيخِ. وتُتَابِعُ الآنَ اسْتِكْشَافَاتِها على سَطْحِ الكَوْكَبِ الأَحْمَرِ، المَرِّيخِ، مُنْذُ بِدَايَةِ عامِ 2009.

كلمات إيضاحية

  • علم الفلك:

هو العلم الذي يدرس بنيةَ الكون، والسماءَ وما فيها من نجوم وأجسام.

  • المجموعة الشمسية:

هي الشمس والكواكب الثمانية التي تدور حولها ومعها أقمار هذه الكواكب، والكُوَيْكِبَات السيارة، والمُذَنّبات. هذه الكواكب هي «عُطارِد، والزُهرة، والأرض، والمريخ، والمُْشتري، وزُحَل، وأورانوس، ونِبْتون. والجدير بالذكر أن المجموعة الشمسية كانت تتألف من تسعة كواكب، لكن علماء الفلك رأوا أخيراً أن «بلوتو» أصغر من أن تنطبق عليه صفات الكوكب، فحذفوا اسمه منها.

  • الكَوْكَب:

جسم سماوي يدور حول نجم.

  • الكَوكَب القَزَم:

الكوكب القزم هو جسم فضائي من المجموعة الشمسية، حجمه وسط بين الكوكب والجسم الصغير.

  • الكُوَيْكِب السيّار:

جسم سماوي أصغر من الكوكب.

  • المُذَنّب:

جسم سماوي يجول في المجموعة الشمسية. يتبخر عند اقترابه من الشمس.

  • المسبار (الجمع: مسابير):

عربة مزودة بأجهزة علمية يرسلها العلماء لدراسة أجسام السماء.

  • المقراب (الجمع: مقاريب):

جهاز يستخدمه العلماء لكشف الأجسام البعيدة. يتألف من عدسات ومرايا للحصول على صور مكبَّرة. وهو ترجمة لكلمة تليسكوب في اللاتينية.

  • مكوك الفضاء:

مركبة فضائية تستخدم في القيام برحلات بين الأرض والفضاء، وفي استعادة وإصلاح أقمار اصطناعية وسواها.

  • أسماء مسابير وعربات فضائية:

«غاليليو»، «مارْس غْلوبال سُورفيور»، «نِيْر»، «دِيبْ سْبيس»، «كاسِّيني»، «هِيجِِنْز»، «مارْس إِكْسْبِرس»، «جِنِيزيس»، «فْوَيّاجَر»، «دِيْب إِمْبَاكْت»، «هايابوزا»، «سْتارْدَسْت»، «سوهو»، «مِسِنْجَر»، «فُوِينِكْس»، «أوبُورتنِتي»، «مارينر».

  • أسماء أقمار كواكب:

«تيتان»، «إِنْسِيلادس»: من أقمار كوكب زُحَل.

«إيو»، «يوروبا»، «كاليستو»، «كانيميد»: من أقمار كوكب المُشْتَري.

 


 

إعداد: محمد الدنيا

 




غلاف هدية العدد