أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          لو سألتُ كلا من بناتي وأبنائي الأعزاء عن معنى العيد، لما حصلتُ على جوابٍ واحد، فكلٌّ منا يفكر في العيد بطريقة مختلفة عن الآخر.

          العيدُ عند البعض هو تلك الألعاب الفريدة، والهدايا والملابس الجديدة، التي تُفرحنا، بألوانها المتجددة، وأشكالها المتعددة.

          وهو لدى البعض الآخر أجمل مناسبة للقاء الأصدقاء، سواء في المسجد بعد صلاة العيد، أو في المتنزهَّات، أو الملاعب، أو حتى في الرِّحلات.

          كما أنه  كذلك فرصة طيبة لقضاء وقت مع الأهل، الذين يأخذون إجازة في أيامه، ليتمكنوا من الجلوس مع الأحباء في البيت، وزيارة أفراد العائلة. لكن كل هذه الأفكار لمعاني العيد لا تشكِّل إلا صورة واحدة رغم الاختلافات. إنها صورة لا نرى فيها إلا أنفسنا. نحن والهدايا، نحن والأصدقاء، نحن والأهل، وهكذا.

بناتي وأبنائي الأعزاء

          ماذا عن هؤلاء الذين نادرًا ما يفرحون في أيام العيد؟ سواء كانوا مرضى يقيمون في المستشفيات في تلك الأيام طلبًا للعلاج، أو أبناء الفقراء الذين لا يحصلون على هدايا، أو اليتامى الذين لا يجدون من يزورهم، أو يزورونه.هل نفكِّرُ فيهم، ولو لمرة واحدة كل عيد، فنشاركهم الفرحة؟

          فلنأخذ هدية لم نعد نلعب بها إلى جار أو جارة فقيرة لا تستطيع أن تشتري لعبة جديدة لأولادها. أو لنأخذ باقة ورد ونزور بها أحد مستشفيات الأطفال، في أول أيام العيد، ونقول للمرضى الصغار: كل عام وأنتم بخير، ونتمنى لهم الصحة والنقاهة من المرض.

          أو فلننظم حفلة ندعو إليها من نعرفهم من زملاء الدراسة، أو جيراننا ممن هم في مثل أعمارنا، من اليتامى الذين فقدوا أمهاتهم أو آباءهم.

          وليكن عيدًا سعيدًا للجميع، وكل عام وأنتم بخير.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف