النباتات المفترسة.. تفشي أسرارها.. رءوف وصفي

النباتات المفترسة.. تفشي أسرارها.. رءوف وصفي
        

          هل تتصور أن هناك نباتات «متوحشة» تلتهم الحشرات وحتى بعض الحيوانات الصغيرة مثل الضفادع والديدان وكذلك العناكب؟

          تبدو هذه النباتات هادئة وديعة مسالمة - مثل النباتات الأخرى - ولكن ما إن تلمس أوراقها فريسة ما، حتى تنقلب إلى وحش مفترس وتبتلعها، وكأنها خليط من النباتات والحيوان!

          ومن أنواع النباتات المفترسة:  «نبات السلوى».. الذي ينمو في آسيا ويتميز بشكل كالنجوم وبأزهار ذات ألوان زاهية، وينمو قريباً من الأرض. ولكل نبات منها ثلاثة إلى خمسة أوعية صغيرة. وتعتمد فكرة المصيدة لديها على وجود مادة جاذبة للحشرات، حول حافة كل وعاء. وعندما تسقط الحشرة إلى قاع الوعاء، وتساعدها جدران داخلية ناعمة وملساء لتفاجئ الحشرة بـ «حمام» سائل يحتوي على مواد مرطبة تشل أجنحتها وكيماويات هاضمة لتفتت أعضاءها اللينة ثم يتم ابتلاعها، لتمتص المواد الغذائية من جسمها.

          أما «النبات ذو القمع» فإنه يعتمد في اصطياد الحشرات على أوراقه التي تشبه «الأقماع» ويحيط بكل منها رحيق ذكي الرائحة يعمل على اجتذاب الحشرات الآكلة للسكر مثل الذبب. وعندما تحط الحشرة على «القمع» لكي تأكل، تتخدّر أولاً بالمادة شبه المخدرة الموجودة بالرحيق.

          وعندما تتحرك الحشرة - وهي مخدرة - على سطح القمع، تصادف مادة سمكية وشمعية للغاية أسفل الحافة مباشرة، ومن ثم تسقط إلى أسفل، ويقيّد القمع الضيق، حركة جناحي الحشرة. كما تعمل الشعيرات المتجهة إلى أسفل - والموجودة داخل القمع - إلى زيادة اندفاع الفريسة إلى القلب، مما لا يسمح لها أبداً بالهروب. وفي قاع القمع توجد مادة هاضمة، بحيث تفتت جسم الحشرة، ليمتص النبات السوائل الغذائية الناتجة ويستفيد من مكوناتها.

          وبشكل عام، فإن النباتات المفترسة «ذات القمع» جميلة الشكل وزهورها جذابة إلى حد كبير، والأقماع نفسها مزخرفة ورائعة المنظر، وخصوصاً أنواعها البيضاء والحمراء الضاربة إلى الخضرة. وهناك نوع من هذه النباتات «متسلق» ويتميز بعلاقات طويلة تحمل أقماعاً أصغر حجماً في طرفها، ولكل قمع حافة سميكة وغطاء بأعلاها. والمفروض أن الغطاء - الذي يغلق عند دخول الفريسة - يعمل كحاجز يحول دون تسلق الحشرة لجدار القمع من الداخل وهروبها.

 


 

رءوف وصفي