أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أهم حدث في بداية هذا العام الجديد، هو عندما يتولى مقاليد السلطة في أمريكا أول رئيس من أصل أفريقي، هو باراك أوباما، الذي مازال يحمل البشرة السوداء لأجداده. ويعني هذا الأمر مرحلة جديدة في التاريخ، تتخلص فيها البشرية من التعصب، ومن الانحياز للون ضد لون، وتفضيل اللون الأبيض على الأسود. ومن المثير للدهشة أن يأتي هذا التغيير من أمريكا التي كان فيها السود يحتلون أدنى المراتب. ومن يقرأ التاريخ يعلم أنه في الأيام الأولى لنشأة أمريكا كانت الحاجة ماسة إلى الآلاف من الأيدي العاملة حتى تكد في مزارع القطن الشاسعة وتساهم في إنشاء المدن وبناء ناطحات السحاب، ولذا نشط القراصنة والنخاسون، أي الذين يتاجرون في البشر، واختطفوا آلاف العبيد من قراهم في إفريقيا وحملوهم على ظهر السفن مقيدين بالسلاسل وعبروا بهم المحيط ليصبحوا عبيداً في هذه الأرض الجديدة. لقد حدث كثير من التطورات، وتحرر العبيد من قيود العبودية ولكنهم لم يحصلوا على حقوقهم كاملة إلا بعد زمن طويل. وعندما ولد أوباما في بداية الستينيات من القرن الماضي كانت هناك تفرقه عنصرية في كل مكان في أمريكا، لم يكن يستطيع أن يدخل المدرسة التي يدرس فيها البيض، أو يركب الحافلة التي يركبونها، أو حتى يأكل معهم في المطعم نفسه. ولكن السود ظلوا يناضلون، وظهر منهم القادة والكتاب والشعراء الذين يدافعون عن بني جنسهم ويطالبون بالمساواة بين كل البشر، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون. وصعود أوباما إلى السلطة هو ثمرة ذلك النضال الطويل الذي خاضه السود من أجل مكان يتساوى فيه الجميع تحت الشمس. من أجل هذا اعتبر تولي أوباما السلطة هو أبرز حدث في هذا العام وسيبقى كذلك لمدة طويلة.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف