مبدعو الغد

مبدعو الغد
        

ياسمين بائعة الكبريت

          كانت ياسمين من عائلة ثرية جدًا وكانت مغرورة وتؤذي الآخرين وخاصة الحيوانات وفي يوم من الأيام وبينما كانت تؤذي القطة الصغيرة جاء إليها ساحر وقال لها: لماذا تؤذين القطة؟ قالت: لا شأن لك في الأمر. فدمدم ببعض الكلمات وقال لها، سوف أجعلك فقيرة عقابا لك يا ياسمين فقالت في نفسها انه رجل مجنون فكيف يجعلني فقيرة وانا أغنى فتاة في البلدة؟ وبعد أيام طلبت ياسمين من والدها نقودًا فقال لها إن حالتنا المادية ليست على مايرام فدخلت إلى غرفتها وفكرت في كلام الساحر قالت أهذا معقول لا أعتقد بل هي أيام وسوف يعود الحال إلى طبيعته ولكن كما قال الساحر زادت الأمور تعقيداًًً واضطر والدها إلى بيع منزلهم الكبير واشترى بيتًا متواضعًا بسيطًا ولم يجد عملاً سوى بيع أعواد الثقاب وبعد ذلك مرض والد ياسمين وأصيب بالحمى الشديدة فنادى ياسمين وقال لها: أريد أن تأخذي السلة التي أبيع بها أعواد الثقاب وتذهبي لبيعها فوافقت ياسمين لأنه ليس من حل آخر فذهبت إلى السوق وبدأت تنادي قائلة : أعواد الثقاب .... أعواد الثقاب ..... من يشتري أعواد الثقاب فلم يشتر منها أحد وفجأة نزل الثلج عليها وكانت ياسمين حافية القدمين فبدأت تركض حتى وصلت إلى درب, فجلست فيه فأخذها النعاس ونامت وبدأت تحلم بأنها تأكل أطيب الأكل وترتدي أجمل الثياب وأفخرها، وفجأة استيقظت فزعة على صوت رجل ثري يقول لها لماذا تنامين في الشارع فأخذها إلى بيته وهناك أطعمها وألبسها إجمل الثياب كما كانت تحلم. فقالت له ياسمين لماذا تساعدني يا سيدي فقال لها لأنك تذكرينني بأبنتي الصغيرة صفاء التي فارقت الحياة فقال لها لماذا تنامين في الشارع؟ فروت له حكايتها مع الساحر، فقال لها إن هذا الساحر صديقي وهو يعاقب الأولاد الأثرياء المغرورين الذين يؤذون الاخرين وسوف احدثه عنك ِلأنني أراكِ قد تعلمتِ الدرس. وذهبت ياسمين مع الرجل الى الساحر فقال الرجل للساحر مرحبا هاهي الفتاة التي جعلتها فقيرة لأنها آذت القطة ولكنها تعلمت الدرس فقال الساحر سوف أعيدك إلى ما كنتِ عليه ولكن بشرط ألا تؤذي الآخرين، فوافقت ياسمين، وفعلاً كما قال الساحر عادت ياسمين إلى بيتها فوجدت أباها قد تعافى من مرضه فقال لها أبوها لقد عادت إلينا أموالنا والحمد لله، ثم عادت الأسرة إلى بيتهم وعاشوا سعداء.

قصة: نوران عمر طلال - العراق
رسم: أسماء مصطفى عبدالباسط - الجزائر