كَمْ تَلَهَّفْتُ لِرُؤْيَتِكِ
والْحلْمُ تِلْوَ الْحُلْمِ بِكِ
أيَّتُها
الْبِلادُ الْفاتِنَةُ!
نَهَضْتُ هَذِهِ
الصُّبْحِيَّةَ
وحَمَلْتُ حَقيبَتي
الظَّهْرِيَّةَ
وقَضَيْتُ عَشَراتِ
السَّاعاتِ
قاطِعاً آلافَ
الْكِيلُومِتْراتِ
لأَراكِ، يا لُؤْلُؤَةَ
الْبَلْداتِ..!
كانَ الْجَوُّ لَطيفاً، لا هُوَ بِالْحارِّ، ولا هُوَ بِالْبارِدِ،
عِنْدَما نَزَلْتُ مِنَ السَّفينَةِ، فَقُلْتُ في نَفْسي، وأنا أتَنَفَّسُ
الصُّعَداءَ: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ، ها أنا الآنَ في الْبَحْرَيْنِ!
وإذا بِصَوْتٍ حَنونٍ يَطْرُقُ أُذُني: أهْلاً وسَهْلاً بِكَ!..أنْتَ
الآنَ في قَلْبِ الْخَليجِ الْعَرَبِيِّ، بِالْقُرْبِ مِنْ شَرْقِ ساحِلِ
السَّعودِيَّةِ..!
اِلْتَفَتُّ إلى الصَّوْتِ الْمُرَحِّبِ بي، فَوَجَدْتُ طِفْلاً
أسْمَرَ يَبْتَسِمُ لي. أَجَبْتُهُ مُتَعَجِّباً: شُكْراً على تَرْحيبِكَ!..لَكِنْ،
اسْمَحْ لي أنْ أسْأَلَكَ: هَلْ سَبَقَ لَنا أنِ الْتَقَيْنا أوْ تَعارَفْنا في
مَكانٍ ما؟!
أطْلَقَ ضَحْكَةً عالِيَةً مُتَسائلاً: أَنَسيتَ صَديقَكَ عَلِياًّ
بِهَذِهِ السُّرْعَةِ؟!
وكَأنَّ عَقْلي كانَ غائباً عَنِّي، فَمَدَدْتُ يَدَيَّ
وعانَقْتُهُ:
- كَيَفَ لا أعْرِفُكَ، يا صَديقي الْعَزيزَ؟.. لَكِنَّكَ بِلِباسِكَ
الْبَحْرينِيِّ ظَهَرْتَ لي مُغايِراً عَنْ صورَتِكَ بِالشَّبَكَةِ
الْعَنْكَبوتِيَّةِ، الَّتي جَمَعَتْنا سَنَواتٍ طَويلَةً!
- حَقاَّ ما تَقولُ!.. لَقَدْ تَعَمَّدْتُ أنْ أسْتَقْبِلَكَ بِهَذا
اللِّباسِ التَّقْليدِيِّ،كَيْ أُفاجِئَكَ بِمَظْهَرٍ لَمْ تَتَعَوَّدْ عَلَيْهِ في
بَلَدِكَ. اُنْظُرْ، إنَّهُ يَتَأَلَّفُ مِِنَ الْقَباءِ، والصُّدَيْرَةِ،
والْعِمامَةِ!
سَألْتُهُ، وعَيْنايَ مَشْدودَتانِ إلى لِباسِهِ الْجَميلِ: ولِماذا
كُلُّ ألْوانِ زِيِّكَ مَفْتوحَةٌ؟
أجابَني باسِماً: إنَّها الألْوانُ الْمُحَبَّبَةُ في مِنْطَقَةِ
الْخَليجِ الْعَرَبِيِّ، ولَيْسَ في الْبَحْرَيْنِ فَقَط، فَالأبْيَضُ يَرْمُزُ إلى
النَّقاءِ، والأخْضَرُ إلى الطَّبيعَةِ الْهادِئَةِ. أمَّا اللَّوْنُ الأسْوَدُ،
فَإنَّهُ يَمْتَصُّ الْحَرَّ، ويُظَلِّلُ الْجِسْمَ، ويُنَشِّطُهُ!
وسَكَتَ قَليلاً، قَبْلَ أنْ يَأْخُذَني مِنْ يَدي قائلاً: دَعْكَ
مِنَ الأزْياءِ والألْوانِ، وهَيَّا مَعي، فَأنْتَ لَمْ تَأْتِ لِتُشارِكَ في
مَعْرِضِها، وإنَّما لِِتَجولَ في بَلَدِكَ الْعَرَبِيِّ الثَّاني الْبَحْرَيْنِ،
أصْغَرَ دَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ، تَبْلُغُ مِساحَتُها 620 كِم2 وتَزيدُ أحْياناً
لِتَراجُعِ الْبَحْرِ. وتَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلاثٍ وثَلاثينَ جَزيرَةً!
سِرْتُ صُحْبَتَهُ، رِجْلاً بِرِجْلٍ، ثُمَّ أشَرْتُ بِأُصْبُعي:
- حَسَناً، ما اسْمُ هَذِهِ الْمَدينَةِ الَّتي تُناطِحُ بِناياتُها
السَّكَنِيَّةُ والصِّناعِيَّةُ السَّماءَ؟
- اَلْمَنامَةُ، وهِيَ عاصِمَةُ وَطَني الْعَزيزِ، وأكْبَرُ مُدُنِهِ،
مِساحَتُها 27.48 كم2. فَهَذِهِ أحْياءٌ وأسْواقٌ تَقْليدِيَّةٌ، مِثْلَ كُلِّ
الْمُدُنِ الْعَرَبِيَّةِ الْعَتيقَةِ، الَّتي تَعْرِضُ صِناعاتِها النُّحاسِيَّةَ
والْفِضِّيَّةَ والْخَشَبِيَّةَ والْجِلْدِيَّةَ..هُنا يوجَدُ سوقُ «الْحَدَّادينَ»
وهُناكَ سوقُ «الصَّفافيرِ» أيْ تَلْميعُ الأواني النُّحاسِيَّةِ، وهَذا سوقُ
الألْبِسَةِ والأثْوابِ، وذاكَ سوقُ الْحِنَّاءِ والأعْشابِ والْفَواكِهِ
الْيابِسَةِ. وإلى «مَتْحَفِ الْحَياةِ» الَّذي يَحْتَوي على مَخْطوطاتٍ
مُزَخْرَفَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَريـمِ، الْقَليلَةِ الْوُجودِ في الْعالَمِ
كُلِّهِ، وعلى أنْواعٍ مِنَ الْخَطِّ الْعَرَبِيِّ، وأدَواتِ الْكِتابَةِ،
ولَوَحاتٍ تَشْكيلِيَّةٍ. وبِالْمَتْحَفِ مَسْجِدٌ، جُدْرانُهُ دائرِيَّةُ
الشَّكْلِ، وقُبَّتُهُ زُجاجِيَّةٌ سَميكَةٌ، ومَكْتَبَةٌ تَحْمِلُ رُفوفُها
أرْبَعينَ ألْفَ كِتابٍ. وإلى مَتْحَفِ «بَيْتِ سِيادي» و«الْمَتْحَفِ
الْوَطَنِيِّ» اللَّذَيْنِ يَحْفَظانِ تُحَفاً عَريقَةً، تُظْهِرُ الْحَضارَةَ
الْبَحْرينِيَّةَ عَبْرَ الْعُصورِ، كَالسَّكاكينِ والْمَكاشِطِ ورُؤوسِ الرِّماحِ
والأَخْتامِ، فَضْلاً عَنْ بَعْضِ الْمَراكِبِ الشِّراعِيَّةِ في بِرْكَةٍ خاصَّةٍ.
وإلى مَتْحَفِ «الْغَوْصِ واللُّؤْلُؤِ» الَّذي يُذَكِّرُنا بِحِرْفَةِ آبائنا
وأجْدادِنا في الْغَوْصِ، بَحْثاً عَنِ اللُّؤْلُؤِ، قَبْلَ أنْ نَكْتَشِفَ
النِّفْطَ. حَتَّى أنَّ النَّاسَ كانوا يَصِفونَ بِلادي بِـ«لُؤْلُؤَةِ
الْخَليجِ».. ويَحْكي لي جَدِّي، أنَّ بَلَدي أهْدى الشَّاعِرَ الْكَبيرَ أحْمَدَ
شَوْقي سَنَةَ 1927 بِمُناسَبَةِ مُبايَعَتِهِ أميراً لِلشُّعَراءِ، نَخْلَةً
مُذَهَّبَةً ومُزَيَّنَةً بِاللُّؤْلُؤِ، مِثْلَ شَجَرَةِ عيدِ الْميلادِ
الْمُضاءَةِ بِالْمَصابيحِ الْمُلَوَّنَةِ!
وحَضارَتُنا قَديـمَةٌ جِداًّ، فَهَذا مَسْجِدُ «الْخَميسِ» بُنِيَ في
عَصْرِ الْخَليفَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزيزِ سَنَةَ 692 ميلادِيَّةً، وهَذِهِ
قَلْعَةُ «الْبَحْرَيْنِ» تُطِلُّ على الْبَحْرِ بِأبْراجِها الْعالِيَةِ،
ويَرْجِعُ تاريخُ تَشْييدِها إلى الْقَرْنِ السَّادِسَ عَشَرَ في عَهْدِ
الْبُرْتُغالِ، الَّذينَ غَزَوْا بِلادي. وتَحْتَها توجَدُ آثارٌ ومُدُنٌ
تاريـخِيَّةٌ وبالْقُرْبِ مِنْها «مَعْبَدُ بَرْبارٍ» وبِهِ عَيْنٌ جارِيةٌ، مُنْذُ
خَمْسَةِ آلافِ سَنَةٍ.
ولا تَظُنَّ أنَّ الْمَنامَةَ، مَدينَةٌ إسْمَنْتِيَّةٌ فَقَطُّ، أيْ
كُلُّها عِماراتٌ وبِناياتٌ، ومَعامِلُ ومَراكِزُ تِجارِيَّةٌ!..لالا، إنَّها
بِلادُ الطَّبيعَةِ الْخَلاَّبَةِ، تَنْتَشِرُ فيها كثيرٌ من أشْجارُ النَّخيلِ،
حَتَّى عُرِفَتْ بِأرْضِ مِلْيونِ نَخْلَةٍ. ولِهَذا سَمَّاها الأَوائلُ
بِـ«الْمُنَعَّمَةِ» ثُمَّ حَذَفوا الْعَيْنَ، وعَوَّضوها بِالأَلِفِ لِيَسْهُلَ
على اللِّسانِ النُّطْقُ بِها!
في هَذِهِ الْمَدينَةِ بَساتينُ جَميلَةٌ، لا مَثيلَ لَها، حَتَّى
أنَّ الْقُدَماءَ ظَنُّوها أرْضاً مِنْ «جَنَّةِ عَدْنٍ» فَكانوا يَدْفَنونَ
مَوْتاهُمْ فيها لِيَنْعَموا بِخَيْراتِها، فَأصْبَحَتْ بِذَلِكَ أكْبَرَ
مَقْبَرَةٍ في الْعالَمِ!.. وأذْكُرُ لَكَ مِنْ مُنْتَزَهاتِها «عَيْنَ عَذارى»
الَّتي يُقْبِلُ عَلَيْها كُلَّ يَوْمٍ كَثيرٌ مِنَ الزَّائرينَ، سَواءٌ مِنَ
الْبَحْرَيْنِ أوْ مِنْ دُوَلِ الْخَليجِ الْعَرَبِيِّ. وقِصَّتُها، مِثْلَما
حَكَتْ لي جَدَّتي، أنَّ فَتاةً جَميلَةً، كانَتْ تَتَرَدَّدُ على هَذا الْمَكانِ،
فَأتاها يَوْماً فارِسٌ، أرادَ الزَّواجَ مِنْها، فَقالَتْ لَهُ إنَّها مَخْطوبَةٌ،
فَلَمْ يُصَدِّقْها. ولِكَيْ يَمْتَحِنَها، طَلَبَ مِنْها أنْ تَضْرِبَ الأرْضَ
بِقَدَمَيْها ضَرْباً مُتَتابِعاً، فَإنْ نَبَعَ الْماءُ فَهِيَ صادِقَةٌ، وإنْ
حَصَلَ الْعَكْسُ فَهِيَ كاذِبَةٌ. ولَمَّا ضَرَبَتِ الأرْضَ نَبَعَ الْماءُ،
فَأُطْلِقَ عَلَيْهِ اسْمُ «عَيْنِ عَذارى» لأنَّ الْفَتاةَ كانَتْ عَذْراءَ، أيْ
لَمْ تَتَزَوَّجْ مِنْ قَبْلُ!.. وهُناكَ في وَسَطِ الْمَنامَةِ، توجَدُ حَديقَةُ
الأنْدَلُسِ، وحَديقَةُ السُّلَيْمانِيَّةِ، الَّتي تَحْتَوي على الألْعابِ
الْمُسَلِّيَّةِ ورُسومِ الأطْفالِ على سورِها، والْحَديقَةُ الْمائِيَّةُ، وبِها
طَيورٌ مُتَنَوِّعَةٌ، وقَوارِبُ تَطوفُ بِكَ الْبِرْكَةَ الْواسِعَةَ، الْمُحاطَةَ
بِالطُّيورِ!..وهُناكَ مَحْمِيَّةُ «الْعَرينِ» أيْ مَأْوى الْحَيَواناتِ
الشَّرِسَةِ، لَكِنَّها تَضُمُّ - كَما تَرى بِعَيْنَيْكَ - أرْبَعَمائَةِ
حَيَوانٍ، مِنْها عائلَةُ الْغَزالِ، والزَّرَدُ، وعَشْرَةَ آلافٍ مِنَ الطُّيورِ،
تَعيشُ كُلُّها في هَذِهِ الْمَحْمِيَّةِ، فَنُحافِظُ عَلَيْها، ونَعْتَني بِها،
أكْلاً وشَراباً وعِلاجاً، كَيْلا تَنْقَرِضَ!
وَصَلْنا شاطِئَ الْبَحْرِ، فَلَفَتَ نَظَري جِسْرانِ طَويلانِ:
- إلى أيْنَ يُؤَدِّي هَذانِ الْجِسْرانِ الْمُعَلَّقَانِ؟
- الأوَّلُ، اسْمُهُ «جِسْرُ الْمَحَبَّةِ» يَرْبِطُ بَيْنَ
الْبَحْرَيْنِ والسَّعودِيَّةِ، وطولُهُ خَمْسَةٌ وعِشْرونَ كيلومِتْراً. والثَّاني
يَصِلُ الْمَنامَةَ بِمَدينَةِ الْمُحَرَّقِ، الَّتي أسَّسَها الشَّيْخُ
عَبْدُاللَّهِ آلُ خَليفَةَ عامَ 1796 فَأصْبَحَتْ عاصِمَةً لِوَطَني ما بَيْنَ
1810 إلى 1923.. وبَنَى بِها قَلْعَةَ «بوماهِرٍ» لِحِمايَتِها. ويُذْكَرُ أنَّها
كانَتْ تُسَمَّى بِـاسْمٍ بُرْتُغالِيٍّ «أرادوسْ» ثُمَّ بِـ«سَماهيجَ»
فَـ«الدِّيرِ» نِسْبَةً إلى قَبْرِ راهِبٍ. ولَمَّا أتَتِ النَّارُ على دَكاكينِها
وبِناياتِها، أصْبَحَ اسْمُها «الْمُحَرَّقَ»!
اِلْتَفَتَ إلَيَّ، فَرَآني ساهِياً، أنْظُرُ إلى الْبَحْرِ
وأمْواجِهِ، فَحَرَّكَني مِنْ يَدي باسِماً: إيهِ، أيْنَ سَرَحَ عَقْلُكَ؟..
ألاتَسْمَعُني؟!
أجَبْتُهُ فَوْراً: بَلى، لَقَدْ وَجَدْتُني أتَساءَلُ مَعَ نَفْسي:
كَيْفَ يُسَمَّى بَلَدُكَ بِـ«الْبَحْرَيْنِ» وأنا لا أرى أمامي إلاَّ بَحْراً
واحِداً؟!
اِنْفَجَرَ ضاحِكاً، وقالَ: أنْتَ ذَكَّرْتَني بِقِصَّةٍ
لِـ«جُحا»!
تَساءَلْتُ في دَهْشَةٍ: وما عَلاقَتي بِهِ؟!.. هَلْ حَسِبْتَني
ابْنَهُ «جَحْجوحاً»؟!
طَمْأنَني قائلاً: لا تَقْلَقْ، يا صَديقي، فَأنا لا
أقْصِدُكَ!..يُحْكى أنَّ جُحا أرادَ أنْ يَزورَ الْبَحْرَيْنِ، فَاشْتَرى
تُبَّانَيْنِ (سروالين قصيرين)، فَسَألَتْهُ أُمُّهُ مُتَعَجِّبَةً: يَكْفيكَ
واحِدٌ، يا بُنَيَّ!.. رَدَّ: واحِدٌ سَأسْبَحُ بِهِ في الْبَحْرِ الأوَّلِ،
وواحِدٌ في الْبَحْرِ الثَّاني!
فَضَحِكَتْ مِنْهُ أُمُّهُ، وأَفْهَمَتْهُ أنَّ الْبَحْرَيْنِ هِيَ
أرْخَبيلٌ مِنْ ثَلاثٍ وثَلاثينَ جَزيرَةً، أكْبَرُها جَزيرَةٌ، اسْمُها
«الْبَحْرَيْنِ» مِساحَتُها 591 كم2. وسُمِّيَتْ بِذَلِكَ نِسْبَةً إلى الْمِياهِ
الْعَذْبَةِ النَّابِعَةِ مِنَ الْعُيونِ، الَّتي تَلْتَقي بِالْمِياهِ
الْبَحْرِيَّةِ الْمالِحَةِ!
ونَحْنُ كَذَلِكَ، إذا بِسَفينَةٍ تَسْتَعِدُّ للإبْحارِ، فَقُلْتُ
لَهُ: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ أنني لَمْ أُفَكِّرْ في السِّباحَةِ، فأنا نَفْسي، كُنْتُ
أظُنُّ أنَّ هُناكَ بَحْرَيْنِ، فَوَداعاً، يا صَديقي، ولا تَنْسَ أنْ تَزورَني،
أنْتَ الآخَرُ، وتَحْمِلَ مَعَكَ تُبَّانَيْنِ (سروالين قصيرين)، مِثْلَ جُحا، فَفي
بَلَدي بَحْرانِ عَظيمانِ، هُما الْبَحْرُ الأبْيَضُ الْمُتَوَسِّطُ، والْمُحيطُ
الأطْلَسِيُّ!