نيبالُ.. بَلَدُ الْجِبالِ الْعِمْلاقَةِ!.. قصة: العربي بنجلون

نيبالُ.. بَلَدُ الْجِبالِ الْعِمْلاقَةِ!.. قصة: العربي بنجلون
        

رسوم: أشرف الأسدي

          حينَ كُنْتُ أسيرُ مَساءً في أزِقَّةِ مَدينَةِ فاسٍ الضَّيِّقَةِ، أوْقَفَني كُتَيِّبٌ مَوْضوعٌ على رَفٍّ في إحْدى الْمَكْتَباتِ، عُنْوانُهُ الرَّحّالةُ الصّغيرُ . كانَ مَطْبوعاً بِاللَّوْنَيْنِ الأبْيَضِ والأسْوَدِ على وَرَقٍ بالٍ أصْفَرَ، ومِنْ دونِ أيِّ ذِكْرٍ لاسْمِ الْمُؤَلِّفِ، ولا لِلْمَطْبَعَةِ ومَكانِها، أوِْ تاريخِ الطَّبْعِ..!

          مَدَدْتُ يَدي إلى الْكُتَيِّبِ، أتَصَفَّحُهُ بِعَيْنَيْنِ ذاهِلَتَيْنِ، صَفْحَةً صَفْحَةً، ويَدايَ تَرْتَعِشانِ، كأنَّني أُحِسُّ بِبَرْدٍ قارِسٍ، إلى أنْ أثارَتْني جُمْلَةٌ، مَكْتوبَةٌ بِالْخَطِّ الْعَريضِ: خُذْني مِنْ فَضْلِكَ، ولاتَتْرُكْني عُرْضَةً لِلْغُبارِ والْوَسَخِ، اللَّذَيْنِ يَتَراكَمانِ عَلَيَّ في هَذِهِ الْمَكْتَبَةِ الْقَديـمَةِ!

          حينها، ودونَ تَرَدُّدٍ، أخْرَجْتُ مِنْ جَيْبِي بَعْضَ النقود أعطيتها للبائع، ثُمَّ ضَمَمْتُ الْكِتابَ إلى صَدْري، كَأنَّهُ تُحْفَةٌ غالِيَةٌ، وأخَذْتُ طَريقي إلى بَيْتي بِخُطًى سَريعَةٍ، فيما تَرَكْتُ الْكُتْبِيَّ يَتَتَبَّعُني بِنَظَراتِ الدَّهْشَةِ!.. ولَمَّا دَخَلْتُ غُرْفَتي، نَفَضْتُ بِالْفُرْشَةِ ماعَلَيْهِ مِنْ غُبارٍ، الْمَرَّةَ تِلْوَ الأُخْرى، حَتَّى أصْبَحَ غِلافُهُ الْجِلْدِيُّ لامِعاً، يُعْشي «يُضْعِفُ النَّظَرَ» عَيْنَيَّ بِشُعاعِهِ!

          وفَجْأَةً، ظَهَرَ لي طِفْلٌ جَميلٌ، يَظْهَرُ مِنْ مَلامِحِ وَجْهِهِ أنَّهُ آسْيَوِيٌّ، فَلَوْنُهُ أسْمَرُ، وأنْفُهُ مُسْتَقيمٌ، وفَمُهُ صَغيرٌ، ورَأسُهُ طَويلٌ، ذو شَعْرٍ ناعِمٍ!

          اِرْتَسَمَتْ على وَجْهِهِ ابْتِسامَةٌ رَقيقَةٌ، وأنا في غايَةِ الدَّهْشَةِ، إلى أنْ نَبَّهَني بِتَحِيَّتِهِ: مَساءُ الْخَيْرِ، أخي الْعَرَبِي!

          رَدَدْتُ التَّحِيَّةَ مُتَمْتِماً:

          ـ مَساءُ..الْخَيْرِ، أخي..الآسْيَوِي!

          ـ شُكْراً على عِنايَتِكَ بِي، فَلَوْلاكَ لَبَقيتُ طولَ حَياتِي مُهْمَلاً في تِلْكَ الْمَكْتَبَةِ، الَّتي لايَعْتَني صاحِبُها بِالْكُتُبِ والْمَجَلاَّتِ، ولايَحْميها مِنَ الْفِئْرانِ والأَرَضَةِ الأَكولَةِ «دودةٌ تَأكُلُ الْوَرَق»!

          قاطَعْتُهُ قائلاً، وأنا أُشيرُ بِأُصْبُعي: اُنْظُرْ إلى مَكْتَبَتي، إنَّ كُتُبَها ومَجَلاَّتِها نَظيفَةٌ ومُرَتَّبَةٌ!..أنْفُضُها كُلَّ أُسْبوعٍ، وأفْتَحُ النَّوافِذَ كُلَّ صَباحِ لِتَتَهَوَّى وتَتَشَمَّسَ، كَيْلا تَذْبُلَ وتَصْفَرَّ..!

          قالَ لي، والابْتِسامَةُ لا تُفارِقُهُ: بِما أنَّكَ طِفْلٌ نَشيطٌ، فَسَآخُذُكَ إلى إحْدى الدُّوَلِ بِقارَّتي الآسْيَوِيَّةِ، لِتَجولَ في مُدُنِها، وتُمَتِّعَ عَيْنَيْكَ بِطَبيعَتِها، وتُشاهِدَ حَيَواناتِها!

          كِدْتُ أطيرُ فَرَحاً، فَقُلْتُ لَهُ: أُريدُ أنْ أزورَ دَوْلَةً عَجيبَةً غَريبَةً، مُنْعَزِلَةً عَنِ الْعالَمِ كُلِّهِ، تَقَعُ بَيْنَ الْجِبالِ الشَّاهِقَةِ «الْعالِيةِ» لا بَحْرَ لَها، ولا يَِصِلُها الزَّائرُ إلاَّ بِصُعوبَةٍ ومَشَقَّةٍ..!

          ضَحِكَ قائلاً: إذَنْ عَلَيْكَ بِدَوْلَةِ «نيبالَ» فَهِيَ توجَدُ في جِبالِ «هِمَلايا» بَيْنَ الْهِنْدِ والصِّينِ، وبِها أعْلى قِمَّةٍ جَبَلِيَّةٍ، تُسَمَّى «إفِرِسْتْ» تَبْلُغُ 8848 مِتْراً.. واسْمُ الْبِلادِ يَتَألَّفُ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: الأولى «نِي» وتَعْني «الْبَيْتَ» والثَّانِيَةُ «بالُ» وتَعْني «الصُّوفَ» فَضُمَّتِ الْكَلِمَتانِ لِتَدُلاَّ على الدَّوْلَةِ، الَّتي تُعانِي مِنَ بَرْدٍ قارِسٍ، لا يَنْفَعُ مَعَهُ إلاَّ الْغِطاءُ واللِّباسُ الصُّوفِيَّانِ!

          فَكَّرْتُ قَليلاً، ثُمَّ سَألْتُهُ: وكَيْفَ أزورُها، وأنْتَ تَقولُ إنَّ الْوُصولَ إلَيْها صَعْبٌ وشاقٌّ؟!

          أجابَنِي بِثِقَةٍ: لا عَلَيْكَ، فَالأمْرُ سَهْلٌ بِالنِّسْبَةِ لَكَ، لايَتَطَلَّبُ إلاَّ أنْ تُغْلِقَ عَيْنَيْكَ ثُمَ تَفْتَحَهُما، سَواءً في ذَهابِكَ أوْ إيَّابِكَ. لَكِنْ، لا تَنْسَ أنْ تُرَدِّدَ الْجُمْلَةَ التَّالِيَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مُتَتابِعَةٍ، بِلا تَلَعْثُمٍ أوْ تَمْتَمَةٍ، وإلاَّ بَقيتَ هُناكَ طولَ حَياتِكَ: أَعْتَنِي بِكُتُبي ومَجَلاَّتي، وأُحافِظُ على مَلابِسي وأدَواتي، وأُحْسِنُ بِوالِدَيَّ وإخْوَتي، وأَحْتَرِمُ أَصْدِقائي وصَديقاتي، وأَرْفُقُ بِحَيَواناتي، فَاحْمِلْني في الْحالِ إلى أرْضِ النِّيبالِ!

          قُلْتُ لَهُ بِحَماسَةٍ: كَيْفَ أنْسى هَذِهِ الْجُمْلَةَ الْبَسيطَةَ، أوْ أُخْطِئُ في تَرْديدِها، وأنا كُلَّ يَوْمٍ، أُؤَدِّي تِلْكَ الأَعْمالَ الْحَسَنَةَ؟!

          أغْلَقْتُ عَيْنَيَّ، ورَدَّدْتُ الْجُمْلَةَ ثَلاثَ مَرّاتٍ مُتَتالِيَةٍ، ثُمَّ فَتَحْتُهما غَيْرَ مُصَدِّقٍ، فَوَجَدْتُ نَفْسي في بَلَدٍ، تُحيطُ بِهِ الْجِبالُ الْعالِيَةُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، بَلْ تُغَطِّي ثَمانينَ في الْمِئَةِ مِنْ أرْضِهِ. يَشُقُّها نَهْرٌ كَبيرٌ، على ضِفَّتَيْهِ أشْجارٌ ضَخْمَةٌ، ما رَأَيْتُ مِثْلَها في أيَّةِ دَوْلَةٍ!

          خلعتُ مَلابِسي، ووَضَعْتُها تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ لأَقْفِزَ، وإذا بِطِفْلٍ يَرْكَبُ فيلاً صَغيراً، يَعْتَرِضُ طَريقي!..رَفَعْتُ رَأْسي أتَأَمَّلُهُ، فَانْدَهَشْتُ لِمَلامِحِهِ الَّتي تَنْطَبِقُ تَماماً على وَجْهِ الطِّفْلِ الآسْيَوِيِّ. نَهَرَنِي غاضِباً: ماذا تُريدُ أنْ تَفْعَلَ؟!..هَلْ أرْسَلْتُكَ لِلتَّجَوُّلِ أمْ لِلسِّباحَةِ؟!..اُنْظُرْ إلى النَّهْرِ، إنَّهُ مليء بِالتَّماسيحِ، الَّتي تَنْتَظِرُ هَذِهِ الْفُرْصَةَ!..هَيَّا، الْبَسْ ثِيابَكَ، واصْعَدْ وَرائي، قَبْلَ أنْ يَصْطادَكَ تِمْساحٌ!

          عَمِلْتُ بِنَصيحَتِهِ، وقَفَزْتُ خَلْفَهُ، فَسارَ بِنا الْفيلُ، يَدوسُ الأعْشابَ والْمُسْتَنْقَعاتِ، حَتَّى وَصَلَ إلى مَدينَةِ «كاتَمانْدو» الْعاصِمَةِ، فَوَجَدْنا أطْفالاً يُحَيُّونَ الْعَلَمَ الْوَطَنِيَّ، الْوَحيدَ في الْعالَمِ الَّذي شَكْلُهُ غَيْرُ مُسْتَطيلٍ. يَتألَّفُ مِنْ مُثَلَّثَيْنِ مُحاطَيْنِ بِخَطٍّ أزْرَقَ: الأوَّلُ عُلْوِيٌّ صَغيرٌ، يَتَوَسَّطُهُ هِلالٌ يَحْمِلُ الْقَمَرَ، والثَّاني سُفْلِيٌّ كَبيرٌ، تَتَوَسَّطُهُ الشَّمْسُ، وهُما مَعاً يَرْمُزانِ إلى الْحَياةِ الطَّبيعِيَّةِ لِسُكَّانِ نيبالَ، الَّذينَ يَتَكَوَّنونَ مِنْ مُسْلِمينَ وبوذِيِّينَ وهُنْدوسِيِّينَ ومَسيحِيِّينَ، مُتَحابِّينَ، مُتَعاوِنِينَ، وإنْ كانَوا مُخْتَلِفينَ في الدِّينِ واللُّغَةِ؛ فَبَعْضُهُمْ يُؤَدِّي صَلاتَهُ في «الْمَسْجِدِ الْكَبيرِ» والْبَعْضُ في «مَعْبَدِ بوذا» والآخَرُ في «الْكَنيسَةِ»..ويَتَحّدَّثونَ بِأكْثَرَ مِنْ خَمْسينَ لُغَةً ولَهْجَةً!.. ها نَحْنُ نُشاهِدُ «الْباجودَةَ» أيْ مَعابِدَ الْبوذِيِّينَ، تَمْلأُ الشَّوارِعَ الرَّئيسِيَّةَ، والأسْواقَ الشَّعْبِيَّةَ تَنْتَشِرُ هُنا وهُناكَ، لِتَعْرِضَ الشُّموعَ والألْبِسَةَ والأوانِيَ والتُّحَفَ التّقْليدِيَّةَ فَقَطُّ، لأنَّ النَّاسَ مازالوا مُنْعَزِلينَ عَنِ الْعالَمِ، يَسْتَعْمِلونَ الآلاتِ والأدَواتِ، والدَّرَّاجاتِ والسَّيَّاراتِ الْقَديـمَةَ. ولا يوجَدُ إلا الْقَليلُ مِنَ الْمَدارِسِ والْمُسْتَشْفَياتِ والنَّوادي والْمَلاعِبِ، فَهُمْ لا يَهْتَمُّونَ بِالثَّقافَةِ والرِّياضَةِ والْفَنِّ والتَّطْبيبِ. وتَخْلو مِنَ الْعِماراتِ الْعالِيَةِ، فَمَبانيها بَسيطَةٌ، وغالِبِيَّتُها مِنَ الدّورِ الصَّفيحِيَّةِ، غَيْرِ الْمُؤَثَّثَةِ..!

          سَألْتُ صَديقي: ألا تَأْخُذُنِي إلى الْجَبَلِ الَّذي حَدَّثْتَنِي عَنْهُ فِي الْبِدايَةِ؟

          أجابَني بِعَيْنَيْنِ مُتَلأْلِئَتَيْنِ:

          تَقْصِدُ إفِرِسْتْ، الَّذي يُعْتَبَرُ أعْلى جَبَلٍ في الْعالَمِ!

          أجَلْ، لَكِنْ، مَنْ أطْلَقَ عَلَيْهِ هَذا الاسْمَ؟

          في سَنَةِ 1856 اكْتَشَفَ الإنْجَليزِي «سيرْ جورْجْ إفِرِسْتْ » الَّذي كانَ يَعْمَلُ مُهَنْدِساً في الْهِنْدِ قِمَّةَ هَذا الْجَبَلِ، كَأعْلى نُقْطَةٍ على سَطْحِ الأرْضِ، فَأُطْلِقَ عَلَيْهِ اسْمُهُ، اعْتِرافاً بِاكْتِشافِهِ!

          سِرْنا إلى قَرْيَةِ لوكالا، الْمَبْنِيَّةِ بِالْحَجَرِ، والْمَسْقوفَةِ بِالصَّفيحِ والرَّكائزِ الْخَشَبِيَّةِ، ومِنْها إلى لوبوتْشي، فَباكْدينَ. وبَعْدَ ساعاتٍ طَويلَةٍ مِنَ الصُّعودِ والنُّزولِ، والْمُرورِ بِالْجُسورِ الْمُعَلَّقَةِ، وعُبورِ الْوِدْيانِ، وَصَلْنا إلى قَرْيَةِ مونْجو، فَأخَذْنا قِسْطاً مِنَ الرَّاحَةِ، ورَأيْنا النَّاسَ فيها يَحْمِلونَ بَضائعَهُمْ على ظُهور الْحَميرِ والْجَواميسِ، وكُلُّها حَيَواناتٌ قَصيرَةٌ، لَكِنَّها قَوِيَّةٌ وصَبورَةٌ، تَتَسَلَّقُ الْجِبالَ بِسُرْعَةٍ. كَما رَأيْنا شَباباً كَثيرينَ يُمارِسونَ أنْواعاً مِنَ الرِّياضاتِ، كَتَسَلُّقِ الْجِبالِ، والْقَفْزِ مِنْ أعْلى الشَّلاَّلِ، والتَّجْديفِ بِالْقَوارِبِ.. وحَتَّى الأفْيالُ، تُجْري مُسابَقاتٍ في الْعَدْوِ، وتُخْتارُ مِنْها مَلِكَةُ الْجَمالِ، الَّتي يَنْبَغي أنْ تَتَوَافرَ فيها الشُّروطُ، كَالْحَرَكَةِ والنَّشاطِ والرَّشاقَةِ والصَّبْرِ. والْقُرودُ تَسْرَحُ وتَمْرَحُ بَيْنَ أغْصانِ الأشْجارِ، وفي الْمَعابِدِ بَيْنَ الْمُصَلِّينَ، وتُحاوِلُ أنْ تُشارِكَكَ طَعامَكَ رغمًا عَنْكَ، ولَوْ لَمْ تَدْعُها!..ثُمَّ ذَهَبْنا إلى نامْشي الْواقِعَةِ فَوْقَ جَبَلٍ، ومِنْها شاهَدْنا أعْلى الْقِمَمِ في الْعالَمِ، كَقِمَّةِ جَبَلي «ثامْسيرْكو» و «لوتْسي» وهُما مِنْ سِلْسِلَةِ «هِمَلايا» الْجَبَلِيَّةِ بِطولِ ألْفَيْنِ وثَمانِمِئَةِ كيلومِتْرٍ، وعَرْضِ خَمْسِمِئَةِ كيلومِتْرٍ!..وشاهَدْنا نَهْرَ «تارايْ» الَّذي يَقَعُ في الْحُدودِ مَعَ الْهِنْدِ، ويَسْقي كُلَّ السُّهولِ والْغاباتِ والْمَراعِي. ومَرَرْنا بِمَحْمِيَّةٍ، فَوَجَدْنا فيها الْغِزْلانَ والنُّمورَ والأُسودَ والأفْيالَ، والطُّيورَ الْمُتَنَوِّعَةَ!..وفي النِّهايَةِ، بَلَغْنا قَرْيَةَ «لوبتشي» الْقَريبَةَ مِنْ إفِرِسْتْ.. لَكِنَّني عُدْتُ «صِفْرَ الْيَدَيْنِ، وبِخُفَيْ حُنَيْنٍ» ذَلِكَ أنَّ صَديقي نَصَحَني بِألاَّ أصْعَدَ الْجَبَلَ، فَالأُكْسُجينُ قَليلٌ، وكُتَلُ الْجَليدِ مُتَراكِمَةٌ، تَسْقُطُ مِنْ حينٍ لآخَرَ، لِتَحْمِلَ مَعَها ما تَلْقى في طَريقِها مِنْ إنْسانٍ وحَيَوانٍ. فَعَدَلْتُ عَنْ تَسَلُّقِهِ، واكْتَفَيْتُ بِالنَّظَرِ إلَيْهِ مِنْ سَفْحِهِ!

          اِلْتَفَتُّ إلى صَديقي قائلاً:

          سَأتْرُكُكَ لأعودَ إلى بِلادي، وأَعِدُكَ بِأنْ أحْتَفِظَ بِالْكِتابِ، صَديقاً أنيساً، وتُحْفَةً غالِيَةً، فَلَوْلاهُ لَما زُرْتُ بِلادَكَ الْعَجيبَةَ الْغَريبَةَ نيبالَ!

          لا تَنْسَ الْجُمْلَةَ الْمَعْلومَةَ!

          طَبْعاً، وإلاَّ قَضَيْتُ بَقِيَّةَ حَياتي هُنا!

 



العربي بنجلون