ربما تندهش إذا علمت أن عمل جرام واحد من العطور يستلزم ما يقرب من 8000 زهرة، أي ما يعادل بالكاد لمسة بطرف إصبعك، وهو ما كان يكفي لفناء الزهور من على سطح كوكبنا الأرض منذ زمن بعيد، دون أن يفي باحتياجاتنا من العطور. لذلك فإن العلماء يتبعون أسلوبًا آخر للحصول على العطور من الأزهار، فهم يقومون بتحليل ذرات الورد المسئولة عن إنتاج الرائحة فيها، حتى يستطيعوا فيما بعد تصنيع ما يماثلها في المعمل، ثم يقومون بإذابة المادة العطرية المصنعة إلى مادة مذيبة طيارة وسريعة الانتشار وعديمة الرائحة، لتنتج بذلك عطور الأزهار الرائعة التي نستخدمها.

والآن قم بتجربة صناعة عطور بنفسك.

          قم بالحصول على إناء مناسب يكون له غطاء محكم الغلق، قم بوضع فصوص من الثوم وبعض القرفة وقطع من قشور البرتقال أو الليمون أو بعض بتلات الورد (أوراق الورد الداخلية) داخل الإناء، ثم قم بإضافة كمية مناسبة من كحول التنظيف. أحكم غلق الإناء، وقم بهز الخليط مرة يوميا لمدة أسبوع، حتى تزيد الرائحة العطرية في المزيج وتضعف رائحة الكحول. لقد قمت الآن بصناعة رائحة عطرية بنفسك شبيهة بتلك التي نستخدمها والمصنعة داخل المعمل. إذا أردت رائحة أكثر نفاذية، فإنه عليك استبدال المكونات العطرية داخل الإناء بأخرى جديدة ومواصلة هز المزيج يوميا لمدة أسبوع آخر.

اصنع شكلاً جماليًا لتزيين حجرتك

          يمكنك باستخدام بعض الأدوات البسيطة في منزلك أن تصنع شكلاً جماليًا تستخدمه لتزيين حجرتك، فما عليك إلا إحضار زجاجة متوسطة الحجم لها غطاء محكم، وبعض زيت الطعام، وبعض الكحول، وبعض الألوان الاصطناعية، وبعض الماء. قم الآن بملء الزجاجة إلى ثلثها بالماء، ثم أضف إليها بضع قطرات من الألوان الاصطناعية لإكسابها لونا مميزا، ثم بواسطة قطارة من تلك المتوفرة في الصيدليات، قم بإضافة بضع قطرات من زيت الطعام إلى الماء، قم بإمالة الزجاجة قليلا، واجعل بعضا من الكحول ينساب إليها في رفق، تلاحظ أن الكحول يعلو كلاً من الزيت والماء الملون، وتشكل قطرات الزيت شكلاً جماليًا عبارة عن كرات تسبح في منتصف الزجاجة بين الكحول والماء، قم بغلق الزجاجة بإحكام حتى لا يتسرب الكحول ويتطاير إلى الهواء.

          تفسير ذلك، أن الزيت يكون أخف من الماء، وأثقل من الكحول، كما أن الزيت لا يختلط بالكحول أو الماء، لذا فإنه عند عمل مزيج من المكونات الثلاثة، فإن الزيت يتوسط كلاً من الكحول والماء صانعًا كرات ذات شكل جمالي من الزيت تتأرجح في منتصف الخليط.