أبنائي الأعزّاء
تمرّ على العالَم أجمع ظروف استثنائية نختبرها جميعًا للمرّة الأولى, عطّلت المدارس والأعمال, وأخّرت الخطط والإنجازات, وغيّرت أيضًا بعض العادات الاجتماعية التي كنّا نتمسّك بها في بيوتنا وبين أفراد عائلتنا. وقد يمرّ علينا عيد الفطر المبارك دون لقاءٍ لِوجوه ألفناها, ودون عناقٍ لِأحضان غمرتنا بدفئها وحنانها, بغية بقائها وبقائنا سالمين وأصحّاء معافين.
إن انتشار فايروس COVID19, وتسبّبه بِمضاعفات طبّية شديدة على صحّة الإنسان ألزمتنا باتّباع طرق وقائية داخل البيت وخارجه, بل وأجبرتنا في معظم بلداننا العربية على البقاء في المنازل وعدم الخروج منها إلا للضرورة. وعليه سعى الوالدان وأولياء الأمور إلى توفير احتياجات أبنائهم, خاصّة تلك التي تبقيهم في مأمن وسلام, ليشعروا بالطمأنينة وسط زخم الأخبار المزعجة.
ولأنّ لِأمهاتنا وأخواتنا دورًا كبيرًا في توفير احتياجاتنا في ظلّ هذه الظروف, خصّصت الأمم المتّحدة هذا العام احتفالية اليوم العالمي لحَفَظة السلام, للمرأة, والذي يوافق 29 مايو, وجعلت شعاره (المرأة في حفظ السلام هي مفتاح السلام). فقد شكّلت النساء العاملات 5 في المائة من الوحدات العسكرية, و11 في المائة من وحدات الشرطة المشكَّلة في بعثات الأمم المتّحدة لِحفظ السلام. وترى الأمم المتحدة أنّ ازدياد عدد العاملات في حفظ السلام يعني زيادة فعالية عمليات حفظ السلام.
أبنائي الأعزّاء, سلامة أوطاننا الكبيرة من الأوبئة يقتضي اتّباعنا للإرشادات الوقائية داخل المنزل وخارجه, وتحقيق السلام والعيش الآمن في العالَم يقتضي أولاً سعينا لِصنع السلام داخل أنفسنا, كما قال الروائي الأمريكي مايلدرد ليست نورمان: (عندما تجد السلام داخل نفسك, تصبح شخصًا من النوع الذي يمكن أن يعيش في سلام مع الآخرين).
نتمنّى لكم عيد فطر سعيد, وسلامًا يعمّ العالَم أجمع.