أبنائي الأعزّاء
إن الإنجازات العظيمة التي نراها حولنا، من صروح ثقافية، أو مبانٍ عمرانية، أو غيرها من المنارات العلمية التي نفخر بها في أوطاننا العربية، ما كانت لتكون لولا قرار وعزيمة وإصرار من أشخاص آمنوا بفكرة وسعوا إلى تنفيذها على أرض الواقع بجد واجتهاد، مسخّرين كل الإمكانيات المتاحة لهم ليروا فكرتهم إنجازًا كبيرًا يشعّ بالمنفعة على سائر الناس.
في 29 من سبتمبر الماضي رحل عنا أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، غادرنا الإنسان الذي استقبل مجموعة من الشباب المثقفين في خمسينيات القرن الماضي، وهم يحملون له حلمًا يسعون لتحقيقه، وغاية يبحثون عن وسائل لبلوغها، تتلخّص بتأسيس مجلة عربية ثقافية تصدر من دولة الكويت وتنطلق منها، ليقرأها كل أبناء الوطن العربي والناطقين باللغة العربية. حظيت الفكرة بإعجاب الشيخ صباح الأحمد الصباح، وبصفته آنذاك، مدير دائرة المطبوعات والنشر، سارع إلى تجسيد الفكرة إلى واقع ملموس، بتسهيله لكافة الصعوبات والعراقيل، ودعمه المباشر والمطلق لكل ما يسرّع الإنجاز ويحقّق الهدف.
أبنائي الأعزاء، (مجلة العربي هدية الكويت للعرب)، هذا ما قاله الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح وهو يتصفّح مجلة العربي بين يديه للمرة الأولى، أي قبل 62 عاماً، تلك العبارة التي أوجزت الهدف والغاية من تأسيس مجلة العربي، لتكون جامعة وحاضنة لكل أبناء الوطن العربي من كتّاب وفنانين، ومن مثقفين ومفكرين، ومن قرّاء ومعنيين بالشأن الثقافي. وفي هذا العدد نستذكر إنجازات أمير الكويت الراحل في صفحات بعنوان: (عميد الدبلوماسية.. أميرًا للإنسانية(.