أبنائي الأعزاء
في يوم ال22 من شهر أبريل تحتفل أكثر من 175 دولة بيوم الأرض, وفيه تسعى الحكومات والجماعات البيئية إلى توعية وتثقيف أكبر قدر من سكان الأرض بضرورة الاهتمام والحفاظ على البيئة الطبيعية لكوكب الأرض, وخاصة في ظل تفاقم المشكلات البيئية كارتفاع نسبة التلوث, وارتفاع منسوب مياه البحر والمحيطات, نتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض (الاحتباس الحراري) وما يصاحب تلك المشكلات وغيرها, من آثار وخيمة على حياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية على الكوكب. ونعلم جيداً, أن كثيراً من المدارس والجمعيات الأهلية في دولنا تنشط في هذا اليوم ببعض الفعاليات والأنشطة التوعوية التي قد تعدل سلوكياتنا السلبية في التعامل مع البيئة, إلا أن ذلك سرعان ما يتلاشى, وينتهي بانتهاء الحدث أو المناسبة.
أبنائي الأعزاء, اجعلوا يوم الأرض هذا العام مختلفاً, وانشطوا بأنفسكم لتغيير كل عادة وسلوك يلحق الضرر بمواردنا الطبيعية. كن أنت فرداً مبادراً, وابدأ بنفسك, وآمن بقدرتك على تغيير مجتمعك, راقب تصرفاتك الصغيرة والاعتيادية, قيِّمها, وأنت تبقي ضوء غرفتك مشتعلاً طوال اليوم, وأنت تقطف العشب والأزهار من الحدائق بلا هدف, وأنت تطلق كمية كبيرة من الألعاب النارية في الجو, وأنت تلاحق العصافير والطيور لقتلها, وأنت تلعب بالمياه مع أصدقائك, وتذكر جيدا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} (سورة الأنبياء: 30) فالماء عصب الحياة.
وأقول لكم ذلك, إيماناً بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (سورة الرعد: 11), واعلموا أن فكرة يوم الأرض ما كانت لترى النور دون تحرك شخص يدعى غايلورد نيلسون (1916-2005), وهو سياسي أمريكي, استاء حين رأى كميات كبيرة من النفط تلوث السواحل الأمريكية المطلة على المحيط الهادي, وتهدد البيئة البحرية والكائنات الحية فيها, فأثار اهتمام المجتمع الأمريكي وعقد أول تجمع للاهتمام بالبيئة في 22 أبريل 1970. وسعى جاهداً ليكون هذا اليوم دولياً, فكان له ذلك في عام 1990. وتحول غايلورد نيلسون إلى أشهر المدافعين عن البيئة والسكان.
ومجلة العربي الصغير, تأمل كل الخير من قرّائها, وتتطلّع إلى اتباعهم عادات بيئية مسؤولة, تبقي أمّنا الأرض كوكب الحياة.