أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭, ‬اتجهت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭, ‬وهي‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬المستقلة‭ ‬تقريباً‭, ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬المواطنة‭ ‬العالمية‭, ‬والذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬بالعالم‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬ثقافته‭, ‬وأن‭ ‬يشعر‭ ‬بانتمائه‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬أوسع‭, ‬يتخطى‭ ‬حدود‭ ‬وطنه‭, ‬وذلك‭ ‬بالتعليم‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬عالمية‭ ‬كاحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭, ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭, ‬والتنوع‭, ‬والاستدامة‭ ‬البيئية‭, ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الفرد‭, ‬مواطناً‭ ‬عالمياً‭, ‬بل‭ ‬ومسؤولاً‭ ‬عالمياً‭ ‬أيضاً‭, ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭, ‬يضم‭ ‬الجميع‭ ‬ويتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬باختلافاته‭. ‬

‭ ‬ويوافق‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭, ‬وتتجه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للاحتفاء‭ ‬به‭ ‬بالتذكير‭ ‬بمبادئ‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1948‭, ‬وما‭ ‬تضمنه‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬وحريات‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭. ‬ولأننا‭ ‬نتجه‭ ‬إلى‭ ‬المواطنة‭ ‬العالمية‭, ‬فيمكننا‭ ‬جميعاً‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬ما‭ ‬يجمعنا‭ ‬ويوحّدنا‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭, ‬ونحدث‭ ‬معاً‭ ‬فرقاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬أينما‭ ‬تواجدنا‭, ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وأماكن‭ ‬الترفيه‭, ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭, ‬بخطوات‭ ‬بسيطة‭, ‬مثل‭ ‬قراءتك‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭, ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭, ‬حديثك‭ ‬علناً‭ ‬وصراحة‭ ‬عندما‭ ‬يتعرض‭ ‬الآخر‭ ‬لخطر‭ ‬أو‭ ‬تهديد‭ ‬قد‭ ‬يودي‭ ‬بحياته‭, ‬ومساعدته‭ ‬أو‭ ‬جنسه‭ ‬أو‭ ‬شكله‭ ‬أو‭ ‬عرقه‭, ‬واهتم‭ ‬فقط‭ ‬لكونه‭ ‬إنساناً‭ ‬مثلك‭ ‬ويسعى‭ ‬لحياة‭ ‬كريمة‭. ‬

أبنائي‭ ‬الأعزاء‭, ‬إن‭ ‬كل‭ ‬المساعي‭ ‬الدولية‭, ‬والجهود‭ ‬العالمية‭ ‬المبذولة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬الشعوب‭, ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭, ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬الآمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدائم‭, ‬وجهودكم‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬منها‭, ‬فسامح‭ ‬ولا‭ ‬تتعصب‭ ‬لرأي‭, ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬حكمك‭ ‬لا‭ ‬تتسرع‭ ‬به‭, ‬ساعد‭ ‬ولا‭ ‬تنتظر‭ ‬شكرا‭ ‬أو‭ ‬عرفانا‭, ‬تمتع‭ ‬بحرياتك‭ ‬ولا‭ ‬تعتدي‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭, ‬وتذكر‭ ‬دوماً‭ ‬مقولة‭ ‬جورج‭ ‬برنارد‭ ‬شو‭ ‬“ليس‭ ‬عليك‭ ‬إسعاد‭ ‬الجميع‭ ‬ولكن‭ ‬عليك‭ ‬ألا‭ ‬تؤذي‭ ‬أحداً”‭.‬