عند التنزّه في البيئة الطبيعية من حولنا كالحدائق، وحين نرغب بالجلوس على صخرة صغيره، فمن الحيطة والحذر أن نرفعها تحسّبًا لما قد يختبئ بها، كوجود أفعى أو عقرب أو عنكبوت، وقد نشاهد غير ذلك. فعند رفع صخرة كبيرة أو قطعة خشبية ليست بصغيرة الحجم، وحتى لبِنة من مخلّفات البناء تقبع تحت أرضية مبلّلة من الرطوبة الناتجة عن الحجر أو اللبِنة، قد ترى شيئًا قد يشعرك بالاشمئزاز من النظرة الأولى.
ما يمكن أن تراه هو oniscidae، قمل الخشب، وهو من حشرات الخشب، whoodlouse المعروفة بِاسم «woodlice»، وهي رتبة فرعية من قشريات متساوية الأرجل على الأرض، والتي لا تكون وظيفتها في الخَلق أكثر أو أقلّ من إزالة المعادن الثقيلة، نعم، إزالة المعادن الثقيلة التي تضرّ بالإنسان، من الأرض، من مثل، الزئبق والكادميوم والرصاص، وهي ضارّة للغاية للإنسان.
إنها تساعد في تنظيف التربة وطبقات المياه الجوفية، ونؤكّد مرّة أخرى حكمة ربّ العالمين في خَلْقه، فكل شيء خلَقه بقدر ولِحكمة، ولم يُخلق عبثًا!
قمل الخشب - يُقال عنه مجازًا حشرات، وهو في الحقيقة من القشريات، ولكنه يعيش في اليابسة، و يتبع فصيلة القشريات، له 14 طرفًا ممّا يجعله يتكوّر ليدافع عن نفسه عند شعوره بأي شيء يقترب منه، وهو من الحشرات التي تعتمد في معيشتها على البيئات الرطبة على الرغم من جفاف جلدها، ونظرًا لأنها مرتبطة بالرطوبة فلا تستطيع العيش في أماكن جافّة لفترة طويلة. ويمكن أن تعيش وأن توجد على مدار العام، ولكنها تفضّل أوقات ارتفاع الرطوبة في فصلَي الصيف والخريف، وهذا لا يمنع تواجدها في الفصول الأخرى، مثلها مثل أيّ حشرة تتوافر لها ظروف مناسبة لمعيشتها.
تعيش حشرات قمل الخشب في البيئة الأرضية الرطبة لأنها تفقد المياه بسرعة عن طريق إفرازات بشرتها، وتتنفّس من خلال القصبة الهوائية، مثل الرئتين، في شكل مجداف بأرجلها الخلفية، وتسمّى الرئتين، ولذلك فإنها عادة ما تتواجد في المناطق الرطبة، والأماكن المظلمة، كجذوع الأشجار، وتحت الصخور، وتحت القمامة، وألواح الأرصفة، والعفن، أو تحت سطح التربة مباشرة، وكثيرًا ما يوفّر لها غطاء الأرض وقصاصات الأعشاب وأوراق الشجر، المادة العضوية المتعفّنة التي تحب أكلها، والاختباء فيها.

دورة الحياة 

تضع إناث قمل الخشب حوالي 24 بيضة، تحافظ عليها في جراب على الجانب السفلي من جسمها حتى يفقس، وعندما يفقس البيض يقوم قمل الخشب بالاحتضان لمدّة بضعة أيام،  ثم يتعرّض الصغار للحياة الطبيعية، و يتمّ التكاثر، وبشكل مستمر، خلال فصل الصيف. وقد أشارت التقارير العلمية إلى أن إناث الحشرة قد تنتج ما يعادل 200 حشرة طوال الأربع سنوات، هذه الحشرة لديها العديد من الحيوانات المفترسة، منها العناكب والضفادع، وإذا شاهدتها بمنزلك فهذا يعني تواجد معدّلات رطوبة زائدة للغاية، ومن الضروري معالجة مشكلة الرطوبة أوّلًا حتى تتحكّم في وجود هذه الحشرة، إلّا أنها لا تسبّب أضرارًا بالمنزل، أو تنقل الأمراض، ولكن يُنظر إليها في الغالب على أنها مصدر إزعاج فقط. 
بشكل عام، فإن تواجدها في الحديقة الخاصّة بك يُعتَبر مفيدًا، لأنها تساعد في إنتاج السماد، وتقلّب التربة، لكن وجودها في المنزل يشير إلى مشكلة الرطوبة، بعد ذلك سيكون عليك معالجة مشكلة الرطوبة على الفور حتى تسيطر على معدل انتشار الحشرة.