حكايات علمية مع الرقم 7

حكايات علمية  مع الرقم 7

 

 

7 مرّات حول العالَم! 

هذه قصّة من قصص المغامرات التي لم تكتمل، كانت مجرّد حلم لم يتحقّق. والحكاية بدأت يوم اشتريت سيّارتي الجديدة، وقرّرت أن أقوم برحلة حول العالَم! وفي نشوة الخيال، قلت لنفسي: «سأقود السيّارة ليلًا ونهارًا، لن أستريح ولن أتوقّف، سأصعد بها الجبال، وأنزل بها - البحار، وسأتحمّل الأهوال في صبر حتى أنجز مهمّتي في أقصر وقت!» وأجريت بعض الحسابات، فوجدت أنني سأدور حول الأرض أسبوعين بلا توقّف! وأُعجبت بنفسي، فتماديت في أحلامي، وقلت إذا قمت بسبع دورات حول العالَم، فلن يستغرق ذلك أكثر من أربعة شهور. شيء رائع! سوف أسجّل رقمًا قياسيًا جديدًا، وستكتب الموسوعات العلمية قصّتي!
وبينما أنا غارق في أحلامي، قرأت أن مسافرًا آخر سبقني في رحلة مماثلة، فقد دار حول الأرض 7 مرّات في زمن أقلّ كثيرًا ممّا تصوّرت. بل إنه اعتاد أن يقوم بهذه الرحلة كثيرًا! كان هذا المسافر المُنافس لي هو «شعاع الضوء»!
والزمن الذي يستغرقه للدوران حول الأرض سبع مرّات هو: ثانية واحدة فقط. سبحان الله!

شهر 7 أنسب وقت للسفر إلى الشمس!

تدور الأرض حول الشمس في مدار «بيضاوي» الشكل، لذلك فالمسافة بينهما ليست ثابتة على مدار السنة، بل تتغيّر من وقت إلى آخر. لذلك، فإذا أردت أن تسافر إلى الشمس، فعليك اختيار الوقت المناسب الذي تكون فيه الأرض أقرب ما تكون من الشمس، وهذا يحدث في الشهر رقم 7 من السنة الشمسية. 
ففي هذا الشهر تكون الأرض على بعد 147 مليون كيلومتر فقط! فانتهز الفرصة، ووفّر وقتك ونقودك! أمّا إذا أردت أن تسافر في الشتاء، فتحمّل نفقات السفر الإضافية، فإنك ستسافر حوالي 6 مليون كم أكثر! وعلى العموم، فهذه تضحية معقولة في سبيل الدفء!

رداء من سبعة ألوان 

عندما تسقط الأشياء، فقد تنكسر وتصبح حطامًا مشوّهًا، لكن هناك شيئًا واحدًا إذا سقط وانكسر، يصبح أكثر جمالًا ممّا كان عليه!
- هل هذه فزّورة؟
- كلا... إنها مجرّد حقيقة علمية من طرائف الرقم 7. وبطل هذه الحكاية هو: «شعاع الضوء»!
فقد يحدث أحيانًا أن يخرج شعاع من الشمس، متّجهًا إلى أرضنا في رحلة طولها 150 ألف كم، لكنه - لسوء حظّه - يسقط في نهاية الرحلة فوق مخروط من الزجاج في يد طفل عابث، «فينكسر» هذا المسكين! وهنا تأتي المفاجأة!، فالشعاع المنكسر يخرج من المخروط الزجاجي مختالًا كالطاووس، وقد لبس رداءً من سبعة ألوان رائعة، هي: الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والنيلي، والبنفسجي! إنه وهو «مكسور» أكثر جمالًا ممّا كان عليه وهو سليم! 
وبهذه المناسبة، فإن الألوان السبعة الجميلة هي ذاتها التي نراها في السماء في الأيام المطيرة، حين تسقط أشعّة الشمس على قطرات الماء العالقة في الهواء، فتصنع "قوس قزح" بألوانه الساحرة!

الأسبوع لا يساوي  7  أيام!

قديمًا، ذهب أحد «العبرانيين»، لزيارة صديق له من اليونانيين، ومعه هديّة صغيرة. قال الضيف العبراني لصاحب البيت: سأبقى عندك أسبوعًا واحدًا. مضى أسبوعان، ولم يرحل العبراني، حتى اغتاظ صاحب البيت، وقال لصديقه: «لقد جئت لتمكث في بيتي أسبوعًا، وها قد مضى أسبوعان، ولم ترحل»!
قال العبراني: «أنت تغالطني، فالأسبوع لم ينتهِ بعد»!
واحتكم الرجلان إلى التاريخ، فقال التاريخ: «كلاكما على حق»! فما هي حكاية الأسبوع؟
 كلمة «أسبوع» التي نستخدمها في أيّامنا هي صيغة مُستخرَجة من «سبع»، والذي يُشتقّ منه الرقم 7، لذلك كان الأسبوع - قبل تسمية الأيّام - يدلّ على أيّة سبعة أيّام متتالية. أما في أيّامنا فقد أصبح الأسبوع محدّدًا بأيّام لها أسماء، يبدأ بالأحد، وينتهي بالسبت، ثم تتوالى الأسابيع. 
فماذا عن (أيّام زمان)؟ الأسبوع القديم لم يكن بالضرورة مؤلّفًا من سبعة أيام. بل كان مجموعة من الأيام يختلف عددها من بلد لآخر! فالأسبوع عند بعض اليونانيين أربعة أيام، وعند الرومانيين القدماء تسعة أيام، وهو عند قدماء العبرانبين عشرة أيام! ومن هنا نعرف سرّ الخلاف الذي تحدّثنا عنه في الحكاية السابقة. 
هل أحسست أن هذا شيء غريب؟ إنه بعض ما حدّثنا به شيخنا العالِم العربي الكبير «البيروني»، في كتابه: «الآثار الباقية عن القرون الخالية».