العدد (149) - اصدار (2-2005)

وَطَنٌ آخَرْ: قصة: أُمَيمَة عِزّالدين

لَمْ أَشْعُرْ ذَاتَ يَوْمٍ بِالْغُرْبَةِ وَأَنَا بِالكويت، مُنْذُ أَنْ جَاءَ أَبِي لِلْعَمَل فِيْهَا مُدَرِّسَاً لِلُّغَةِ العَرَبِيَّةِ بِإحْدَى مَدَارِسِهَا، وَتَرْبُطنَا عَلاَقَاتِ صَدَاقَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَمَوَدَّةٍ بِالْكَثِيْرِ مِنْ جِيرَانِنَا. جَمَعَتْنَا اللغةُ العَربيّةُ وَتَقَارُبُ العَادَاتِ وَالتَقَالِيدِ الأَصِيْلَة، نَتَزَاوَرُ وَنَتَبَادَلُ هَدَايَا الجِيْرَةِ مِثْلَ وُرود زَاهِيَة بِصَحرَاءٍ قَاحِلَةٍ، الاِبْتِسَامَةُ لاَ تَغِيْبُ عَنْ وُجُوهِ جِيْرَانِي عِنْدَمَا يُصَادِفُونَنِي وَتَحِيَّاتٍ وَسَلاَمَاتٍ. لِذَلِك لَمْ أُعَانِ أَنَّنِى بَعِيدٌ عَن وَطَنِي مِصْر كَثِيراً، فَلقَدْ عَلَّمَنِي أَبِي أنَّ الوَطَنَ يَسْكُنُ فِيْنَا أَيْنَمَا ذَهَبْنَا

فم القاضي .. قصة شعرية منصف المزغني

جَلَسَ الرَّاوِي وَقَالْ: «فِي جَزِيرَهْ حَبَّةُ الْقَمْحِ الصَّغِيرَهْ قَطَعَتْهَا نَمْلَةٌ مِنْ سُنْبُلَهْ» *** قَالَتِ الْحَبَّةُ لِلنَّمْلَةِ: «إِنِّي كُنْتُ أَحْيَا مَعَ أَخوَاتِي القُمَيْحَاتِ الصَّغِيرَهْ حَبَّةً فِي إِثْرِ حَبَّهْ

الأجرَاسُ البَنَفسَجِيِّةُ

(العَقْرَبَةُ)، اِسْمٌ مُخِيْفٌ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ لَكِنَّهُ لَطِيْفٌ، حِيْنَ تَعْرِفُوْنَ بَأَنَّهُ يُطْلَقُ عَلى اِسْمِ نَبْتَةٍ جَمِيْلَةٍ، هَذِهِ النَّبْتَةُ، التَّي وَضَعْتُ أَصِيْصَهَا أَمَامَ جَارَتِنَا (سَلْمَى) عِنْدَمَا كَانَتْ تَزُوْرُنَا، نَظَرَتْ إِليَّ مُبْتَسِمَةً، وهِيَ تَقُوْلُ: اِنْتَبِهْ ـ يَا صَافِي ـ إِنَّ هَذِهِ النَّبْتَةُ غَيْرُ مُستْحَبَّةٍ لَدَى الكَثِيْرِيْنَ، إِنَّهَا تَجْلِبُ الحَظَّ السَّيِّئَ، والمَصَائِبَ أَيْضَاً. تَلَمَّسْتُ فُرُوْعَ النَّبْتَةِ، المُتَشَابِكَةَ، والمُنْحَنِيَةَ، التي تَمْتَدُّ أَوْرَاقُهَا بِشَكْلٍ طُوْليّ، فَتَنْمُو مُتَلاصِقَةً، الوَاحِدَةُ تِلْوَ الأُخْرَى، وكُلُّ وَرَقَةٍ بِحَجْمِ عُقْلَتَيْ إِصْبَعٍ، قُلْتُ، وَأَنَا مَازِلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا بِحُبٍّ: صَدِّقِيْنِي ـ يَا سَلْمَى - النَّبْتَةُ لا ذَنْبَ لَهَا بِمِثْلِ هَذِهِ الخُرَافَاتِ والأَوْهَامِ

الساحرة الشريرة ومكنستها الطائرة سُمية عزام

ذهَبَ رامي وريم لزيارةِ جدّتهما هنيّة وجدّهما «أبو كامل»، وبعد التحية والسلام، اقترحَ الجدُّ أبو كامل أن ترْوي لهم الجدّة هنيّة حكايةَ الساحرةِ الشّريرةِ ذات المكنسةِ الطائرةِ. تحلق الثلاثةُ حولَ الجدّة الماهرةِ في سردِ القصصِ والأساطيرِ وبدأت: «كان ياما كان في سالفِ العصرِ والأوان، كانت توجد ساحرةٌٌ دميمةٌ لا تحبُّ الجمالَ، وقذرةٌ لا تحبُّ النظافةَ، شريرةٌ ولا تحبُّ الخيرَ لأحدٍ. عندها مكنسةٌ تقول لها: «يا مُكنستي السحريّة خذيني إلى البلادِ البعيدةِ أسافر إليها وأجعلها بغيضةً

مغامرات عُرف الديك.. اللؤلؤة المسروقة لطيفة بطي

كان «عرفُ الديك» متعبًا حين وصلَ إلى إحدى المدن، فجأةً اندفع نحوه مجموعةٌ من الرجال المسلحين وأحاطوا به من كل جانب. فصاح: مهلًا! لماذا تقبضونَ عليَّ؟ أنا لم أفعل شيئا سيئا..! رَدَّ أحدُ الرجالِ: بأمرِ الملك سنُسرع بكَ إلى القصر! وبدهشةٍ سألَ: وماذا يريدُ الملكُ من فتًى جوَّال ؟! غرقَ الرجالُ في الضحكِ وقالوا وهم يدفعونه أمامهم: - كم أنت متواضع أيها العراف! هيا بسرعة إلى القصر، فالملكُ في غايةِ الاستعجالِ لمعرفةِ مَنْ سرقَ لؤلؤتَه الثمينة!

جميلٌ وقبيحٌ طارق مراد

كانتْ أسرابُ الحيواناتِ والطيورِ تعيشُ سعيدةً في المزرعةِ الكبيرةِ، وكانَ أفرادُ كلُّ سرب متحابينَ ومتعاونينَ. لكنَّ الحصانينْ اللذين يجرانِ عربةَ صاحبِ المزرعةَ لم يكونا كذلك، لأنَّ أحدهما كان مغرورًا ومتعاليًا، وقدْ قال لزميله - ذات مرة - أنا جميلٌ وأنتَ قبيحٌ، لذلكَ فلنْ أسمحَ لكَ أن تتحدثَ معي، ولا أن تشاركَني الطعامَ، سآكلُ أنا أولاً ثمَّ تأكلُ أنتَ. عندئذٍ ردَّ زميلهُ - وكانَ طيبًا ومتسامحًا، قائلاً: سأفعلُ ما تحبُّ يا صديقي، ولكني كنتُ أتحدّثُ معكَ أثناء السير حتى نتسلّى